مع بدء العودة.. اللجنة المصرية تدفع بـ100 سيارة لنقل الأشقاء الى بيوتهم

فى مرحلة جديدة من الاستقرار فى المنطقة وإعادة الحياة إلى قطاع غزة الذى مزقته الحرب، أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه سيتوجه إلى مصر الراعى الأول لاتفاق وقف اطلاق النار ، لحضور التوقيع الرسمى على هذه الصفقة التى وصفها بـ«العظيمة».
وفى اطار الاستعدادات لزيارة ترامب، وتنفيذاً لوقف اطلاق النار، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف ورئيس الأركان الإسرائيلى إيال زامير وقائد القيادة الوسطى الأمريكية براد كوبر زاروا القوات الإسرائيلية فى قطاع غزة بعد انسحابها إلى الخط الأصفر.
و ذكرت القناة الـ12 العبرية، إن أسطولا من الطائرات الأمريكية العملاقة بدأ يصل إسرائيل استعدادا لزيارة الرئيس الأمريكى لتل أبيب.
وفى وقت سابق أكد ترامب فى مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض، أن الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من السلام، ويضع الأساس لجهود الإعمار وإعادة الحياة إلى غزة ، مشيرا إلى أن التوقيع سيشهده عدد من الزعماء والقادة الدوليين .
وشدد الرئيس الأمريكى على أن العمل جارٍ لضمان صمود وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا مكثفة مع الأطراف كافة لضمان استمراره وتحويله إلى سلام دائم.
من جهة أخرى بدأت إسرائيل ، أمس، استعداداتها لنقل الأسرى الفلسطينيين المتوقع إطلاق سراحهم كجزء من صفقة التبادل مع المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن مصلحة السجون الإسرائيلية، بدأت أمس «نقل السجناء الأمنيين، المتوقع إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، من خمسة سجون مختلفة»، فى جميع أنحاء إسرائيل إلى المرافق التى من المتوقع إطلاق سراحهم منها.
كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية،أنه تم نقل الأسرى الذين سيفرج عنهم إلى قطاع غزة إلى سجن كتسيعوت، فى حين جرى نقل الأسرى المقرر إبعادهم إلى الضفة الغربية إلى سجن عوفر، غرب رام الله.
ولا تزال إسرائيل تتشبث برفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين، فيما تتمسك حماس بمطالبها التى تتمثل فى خروج من قضى عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة.
وفى وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن القائمة النهائية للأسرى المخطط الإفراج عنهم، شملت 195 مسجوناً فلسطينياً سيتم إطلاق سراحهم،من بينهم 60 فقط من عناصر حماس، وذلك بعد أن اعترض جهاز الأمن العام «الشاباك» على نحو 100 اسم، واستبعد 25 من كبار الشخصيات، يعد مروان البرغوثى واحداً منهم.
وكانت قيادة حماس قد أكدت فى وقت سابق من هذا الأسبوع أن مصير البرغوثى يظل محوريًا تمامًا لهذه المحادثات، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
ومن المقرر أن يتم الإفراج عن نحو 250 أسيرًا فلسطينيًا، صدرت بحقهم أحكام بالسجن مدى الحياة، ونحو 1700 آخرين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
فى المقابل تفرج حماس عن الـمحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة، بعد 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار.
وبعد وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال نحو الخط الأصفر، تدفق مئات آلاف الفلسطينيين نحو مدينة غزة للعودة لمنازلهم وأماكن سكناهم رغم الدمار الذى تعرضت له المدينة.
وتعد خان يونس أكثر المناطق تدميرا فى قطاع غزة حيث أعلن رئيس بلدية خان يونس فى مؤتمر صحفى أن 85 ٪ من المحافظة مدمر، مضيفا أن نحو 400 ألف طن ركام يجب إزالتها من شوارع المدينة، ومؤكدا أن 300 كيلومتر من شبكات المياه مدمر.
وتابع أن 75 ٪ من شبكة الصرف الصحى فى المدينة تم قصفه وتدميره، مردفا أن على البلدية التعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات فى خان يونس.
أعلنت وزارة الداخلية فى غزة بدء الانتشار لاستعادة النظام، فى حين بدأت فرق الدفاع المدنى عمليات بحث واسعة عن المفقودين، وانتشال جثامين الشهداء.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 155 جثمانا، منها 135 انتشلت من تحت الأنقاض من مختلف مناطق القطاع.
ووصل إلى مستشفى الشفاء فى مدينة غزة جثامين 43 شخصا، وإلى مستشفى الأهلى العربى «المعمداني» فى مدينة غزة جثامين 60 شخصا، وجثامين 4 أشخاص إلى مستشفى العودة فى النصيرات، و16 شهيدا إلى مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح، و32 شهيدا إلى مستشفى ناصر فى خان يونس.
فى سياق أخر تواصل مصر دورها المحورى بقوة على الصعيد الإغاثى والإنساني، إذ أعلنت لجنة الإغاثة المصرية عن مساعٍ لتسهيل عودة النازحين، فيما تم تسيير قافلة مساعدات ضخمة عبر شارع الرشيد الساحلي، حاملة كميات كبيرة من المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، والأدوية والمستلزمات الطبية، والوقود اللازم لعمل المستشفيات، وفق ما ذكرته قناة القاهرة الإخبارية.
ومع بدء حركة العودة، أعلنت اللجنة المصرية عن مساعٍ لتسهيل عودة النازحين ونقل ممتلكاتهم، وتسيير 100 شاحنة لنقل العائدين، مع إعطاء الأولوية لكبار السن والنساء والأطفال.
وتقديراً للدور المصري، تشهد شوارع قطاع غزة ، رفع الفلسطينيين أعلام مصر معبرين عن سعادتهم بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أشاد سكان غزة بالدور المصرى فى رفض تهجير الفلسطينيين وإدخال المساعدات للقطاع.
الجدير بالذكر أن الاتفاق الأخير بين حماس و إسرائيلى نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، وسيُسمح بحركة هذه الشاحنات بحرية كاملة من جنوب القطاع إلى شماله عبر محورين رئيسيين، هما طريق صلاح الدين وشارع الرشيد.
مع ترقب دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، وفق ما أكد مصدر فلسطينى أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» أن لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول.
وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامى لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، «لدينا 6000 شاحنة تنتظر على أبواب القطاع»، مؤكدا أن الوكالة مستعدة لتقديم مواد إغاثية تكفى سكان غزة لأشهر عدة.
إلى ذلك، أوضح ابو حسنة أن الأولوية تكمن فى إعادة طلاب غزة إلى المدارس بعد عامين من الحرب المدمرة.منوها أن 80٪ من قطاع غزة تم تدميرها جراء الحرب.
فى السياق أوضحت جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل فى الأونروا، خلال مؤتمر صحفى للأمم المتحدة فى جنيف،أن المساعدات المُنقِذة للحياة التى تقدمها أونروا -بما فى ذلك الغذاء- مطلوبة بشدة داخل غزة، ويجب السماح بدخولها فورًا، للسيطرة على انتشار المجاعة، مطالبه بضرورة رفع الحظر المفروض على مساعدات الأونروا.
من جانبه قال مارتن فريك، ممثل البرنامج الأممي: «هذه اللحظة مهمة للغاية لشعب غزة».
كما أكد على وجوب أن يوفر وقف إطلاق النار الآن معابر حدودية آمنة وضمانات أمنية واضحة لنقل المساعدات، معتبراً أن كل ساعة مهمة.
أوضح فريك أن 60 ألف طن من المواد الغذائية جاهزة للدخول فى المعابر الحدودية، مع 100 ألف طن أخرى فى طريقها إلى القطاع.
أشار إلى أن هذا سيكون كافياً لتزويد غزة بالمواد الغذائية لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، شريطة أن يكون الوصول آمناً وموثوقاً.
أضاف أن برنامج الغذاء العالمى يمكن أن يصل إلى 1.6 مليون شخص ويوفر لهم الخبز والدقيق والحصص الغذائية فى الشهر الأول فقط.
كما شدد على أن إسرائيل تسيطر على مداخل قطاع غزة، وعليها أن تسمح بمرور المساعدات، وأن تضمن سلامة القوافل.
يذكر أنه على مدى السنتين الماضيتين، منعت إسرائيل التى سيطرت على كافة المعابر فى القطاع، دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما أدى إلى وقوع مجاعة فى أجزاء عدة من غزة، وفق تأكيدات الأمم المتحدة.