مؤتمر «شرم الشيخ ـ 2025» يقدره العالم.. تحترمه إسرائيل.. وتعترض عليه الجماعة
أسرار مخططات «الجماعة» من 2012 إلى اليوم


لم تكن صفحات التاريخ يومًا أوراقًا صمّاء.. بل ذاكرةٌ تسمح بإعادة قراءة الماضى لتُضيء الحاضر وتُبصر بالمستقبل.. وهكذا فعل الكاتب الكبير محمد سلماوى فى كتابه «مسدس الطلقة الواحدة: مصر تحت حكم الإخوان»، إذ لم يكتفِ برصد عامٍ من الفوضى بل وثّق يوماً بيوم، كيف حاولت الجماعة الإرهابية اغتيال الوطن، وكيف واجهت مصر طلقاتهم بإرادةٍ لا تلين ولا تنكسر.
كذلك لم تكن مصر يومًا دولةً تمر بها الأحداث، بل وطنًا يصنع مجراها، ويوجه مسارها، ويعيد صياغة الواقع كلما تعثرت خطاه.. واليوم بينما تقود القاهرة مشهد صناعة السلام فى شرم الشيخ، ويُذكر اسم مصر مقرونًا بالحكمة والاتزان والدور الفاعل.. تطفو على السطح أبواق التشكيك الإخوانية، التى لا تطيق أن ترى الوطن قائدًا ولا أن تشهد للإرادة نصراً.. رصد سلماوى جرائم الجماعة يوماً بيوم، وسجّل تواطؤها مع الأعداء على حساب الأرض والعرض والعقيدة وفى رصده إجابة على تساؤلات اليوم حول حملة الجماعة ضد الدولة.
ما تحققه الدولة المصرية الآن من فرضٍ لإرادة السلام العادل ومن قيادةٍ لمفاوضات تُعيد للعالم اتزانه لم يأتِ صدفةً.. بل هو امتدادٌ لنهجٍ وطنيٍ صادق، ولقيادةٍ سياسيةٍ وعدت فأوفت، ورسخت لمعادلةٍ قوامها أن مصر لا تُساوم على أمنها، ولا تفرّط فى ثوابتها، ولا تسمح لخصومها بتزييف وعيها..
رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لم تكن تتجه إلى الهدنة أو السلام ووقف حرب الإبادة على غزة.. بل تركزت الرغبة الصهيونية على تصفية القضية الفلسطينية.. وبينما استيأس العالم كله من إمكانية وقف الخراب والدمار واقتصرت البيانات فى الشرق الأوسط والعالم على الشجب والإدانة.. كانت الإرادة المصرية فاعلة منجزة مؤثرة تفرض السلام وتصنع المستحيل.
مشاهد مفاوضات السلام «شرم الشيخ – 2025» الجارية الآن كانت أضغاث أحلام تحولت بمثابرة وإصرار وتفان مصرى لواقع معاش.. واقع جعل كلاً منا أبناء الوطن، نزداد فخراً واعتزازاً بالانتماء لمصر ونزداد ثقة ويقينا واصطفافا وراء القيادة السياسية ورؤية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وعد فأوفى فجعل مصر بكل معنى الكلمة «قد الدنيا».
وفى الساعات الأخيرة ضجت مواقع التواصل الاجتماعى بكتابات مختلفة.. شعوب المنطقة العربية تستشعر الأمان بأن مصر معهم تقود.. رؤساء الدول عالمياً يتوجهون بالشكر للقيادة السياسية.. الفلسطينيون أنفسهم فى عرس عرفاناً وامتناناً لمصر ورئيسها ..الرئيس الأمريكى توجه بالشكر للرئيس السيسى وأعلن اهتمامه بالمجيء لشرم الشيخ.. الإعلام الإسرائيلى يلتزم أعلى درجات الانضباط والتوقير عند الحديث عن الدولة المصرية.
فى ظل ذلك كله تخرج أبواق إعلام الجماعة الإرهابية لتشكك فى الإنجاز الوطنى أو تحاول التقليل منه والإساءة إليه، ويمتد الأمر ليصبح رفضا لما جاء فى تصريحات الرئيس السيسى عن أن التوصل لاتفاق السلام هو رسم لمستقبل شعوب المنطقة..جماعة الإخوان صهيونية أكثر من تلك أبيب وهو ما تكشفه صفحات الكتاب عن ما جاء خلال عام حكمهم لمصر يونيو 2012- يونيو 2013 لتصبح هذه الأحداث هى مفتاح شفرة ما يجرى الآن.
الإخوان وتصفية القضية
يستشهد الكاتب الكبير بتصريحات الإرهابى عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذى دعا فيه يهود إسرائيل ممن كانوا يقيمون فى مصر قبل عدوان 56 كى يعودوا إليها ويستردوا أموالهم.. العريان كان يحرف التاريخ وكأنه يلغى فى خطاب رسمى له ما فعلته إسرائيل خلال حرب السويس، بل أصبح يدعى أن الرئيس عبدالناصر طرد اليهود ظلمًا وعدوانًا، وأصبح ينظر بأن مجيء اليهود لمصر «سيُفسح المجال للإخوة الفلسطينيين كى يستوطنوا إسرائيل».
تصريحات نائب رئيس حزب الإخوان كما يصف الكتاب، كانت فى سياق دعوة اليهود باسترداد أموالهم وهو ما رفضته مصر شكلاً ومضموناً، لكن هذه الدعوة ستجعل دفع الأموال التى يتم الادعاء بها هى أخف الضررين، وكانت لديهم تقديرات معروفة عن أن حجم ممتلكاتهم يصل إلى 30 مليار دولار وفق ما أعلنته مؤسسة يهود مصر فى هذا التوقيت، الأخطر من ذلك أن دعوة إعادة اليهود تفتح أبوابا شديدة الخطورة للعمليات الاستخباراتية الإسرائيلية.
تماشى مع خلق هذه السردية، ما عرضه مرسى على الرئيس الفلسطينى بشأن فتح الباب أمام أهالى غزة للدخول والتوطين فى مصر باعتبارهم لن يشغلوا «حى شبرا» على حد تعبيره.
تحالف إسرائيل–الجماعة
رغم أن مرسى وأعضاء مكتب الإرشاد ظلوا يتشدقون طيلة عام بدعمهم لفلسطين وحرصهم عليها إلا أنهم كانوا أبعد من يكون عن تحقيق أى مصلحة للقضية أو أهلها، فكما يكشف الكتاب تمكَّن الإخوان بسهولة شديدة وبلا أى مقابل من الحصول على تعهد من حماس بالامتناع تمامًا عن إطلاق أى صواريخ فى المستقبل داخل إسرائيل وهو ما جعل الولايات المتحدة تتحدث عن مرسي، باعتباره «سياسيًّا براجماتيًّا من الدرجة الأولي».
رغم تقديمهم مزايا متعددة لحركة حماس إلا أن أهالى غزة لم ينتفعوا بها بأى قدر، بل وعلى نقيض العلاقة الوطيدة والعضوية بين أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات حماس، كانت العلاقة فاترة تماماً مع السلطة الفلسطينية الممثل الشرعى لدولة فلسطين، بل إن الأخطر من ذلك أن علاقة الإخوان بحماس لم يتم توظيفها لتحقيق أى إنجاز فى قضية فلسطين بل حققت المكاسب المتتابعة لإسرائيل.
لم تبخل إسرائيل على حليفهم الإخوان بالإطراء والمدح فخلال أشهر قليلة من تولى محمد مرسى الحكم، كان الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز يصفه بأنه رجل دولة من الطراز الأول، وقد سبقه مرسى بوصفه صديقه العزيز فى خطابه الذى سلمه السفير المصرى فى تل أبيب، رغم أن الجماعة بنت جزءًا من تأييدها الشعبى على إعلان معاداتها للصهيونية العالمية وعدم الاعتراف بالدولة الإسرائيلية.
يقف الكتاب كثيراً عند اعتراف الإخوان بالقدس عاصمة لإسرائيل فى وقت لم تعترف دولة واحدة فى العالم بذلك حتى الولايات المتحدة، وهو ملمح أكثر خطورة من كلمات الخطاب ذاته، فقد تم دفع السفير المصرى ليقدم أوراق اعتماده لأول مرة فى القدس وليس فى تل أبيب كما كان الحال مع سفراء مصر فى عهد كل من الرؤساء مبارك والسادات.. وقد نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مقالاً عن محمد مرسى كان عنوانه: الصريح هو Our Man In Cairo «رجلنا فى القاهرة».
سيناء
سيناء هى الجائزة الكبري، وحلم إسرائيل الذى يتحطم دائماً أمام صخرة الثوابت المصرية، فى الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر استطاعت صقور مصر ونسورها أن تحقق انتصاراً جديداً فى حماية وحفظ أرض سيناء من خلال إقامة مفاوضات السلام بعد حرب امتدت لعامين كاملين كان يراد منها تهجير الفلسطينيين إلى أرض الفيروز.. والتاريخ يشهد بأن ذكرى نصر أكتوبر تؤلم الجماعة الإرهابية كما أن اتفاقية السلام هذه تؤرقهم، وما أضر سيناء بقدر ما أضرها الإخوان.
يوثق كتاب «مصر تحت حكم الإخوان» ملامح الأراضى المصرية المقدسة خلال العام الظلامى والتى شهدت سلاسل من العنف والإرهاب الممنهج تحقيقاً لأهداف تل أبيب، بل وأصبحت صحافتهم مندهشة من حجم جرائم الإخوان، فنشرت جريدة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، الناطقة باللغة الإنجليزية أن أربعة أشخاص على الأقل ممن شاركوا فى عملية رفح الإرهابية، التى راح ضحيتها 16 من رجال قواتنا المسلحة المصرية وجُرح 7 آخرون، قد خرجوا من السجون فى مصر بالعفو الرئاسى الذى أصدره الإخوانى مرسي.
وأعمال إرهاب الجماعة كانت توجه لسيناء على كل الأصعدة بداية من بدوها وسكانها وصولاً إلى البنية التحتية فيها بضرب خط الغاز 15 مرة متتالية.. رغم أن الأمن كان مستتبًّا فى سيناء قبل أحداث يناير ولم يكن هناك من سبب لأن ترتخى قبضته بعدها إلا رغبة الجماعة فى تفكيك الوطن وتدمير أمنه القومي، ووصل بهم الأمر للسماح بعمليات إرهابية من سيناء تطال العمق الإسرائيلى ولا تؤثر عليه طبعاً، بغية تمرير مخططات محددة فى أجندة استخبارات دولية.
الأعمال الإرهابية فى سيناء كانت متوغلة بشدة ومرسومة بدقة، لكن رؤية الدولة المصرية كانت أكثر دقة وأشد وضوحاً من خلال العملية الشاملة فى سيناء للقضاء على بؤر الإرهاب وتصفية منابعه ثم الدخول فى مرحلة التنمية الموسعة لكل شبر فيها، وها هى الآن تستضيف فى مدينة السلام شرم الشيخ مفاوضات السلام، هو أمر غير قابل للتصديق بالنسبة للجماعة الإرهابية فكانت حملتهم الدعائية الساذجة القائمة الآن.
الأمن القومى
يفضح الكاتب أن هدف الجماعة طوال فترة حكمها هو توريط الدولة المصرية بما يحقق مصالح أعدائها بمنطق مرشدهم السابق «طز فى مصر» ومن أبرز مظاهر مخططهم الخبيث هو اجتماع رئاسة الجمهورية السرى المذاع حول سد النهضة، والذى جاء ليسيء لصورة مصر دولياً، ويرجعها خطوات فى هذا الملف شديد الخطورة.
من أخطر ما يوثقه الكتاب أن جماعة الإخوان طلبت من دار الكتب أن تحصل على وثائق الثمانين عامًا الماضية كاملة بما فيها ما يتعلق بجماعة الإخوان نفسها، كما يسجل المحاولات الخطيرة التى أجرتها عناصر الجماعة لسرقة مستندات وخرائط غاية فى الخطورة كانت تتعلق بعدد من أدق القضايا الخاصة بالأمن القومى المصرى.
الأشقاء العرب
مع ذلك كله، سعت الجماعة أيضاً لتقويض العمق القومى من خلال تدمير علاقة مصر مع أشقائها العرب، وعمل التنظيم الدولى للجماعة على تشكيل تكتلات له فى دول الخليج وأصبح الخطاب الإخوانى الذى يصور على أنه خطاب مصر، يهاجم ويسيء لكافة الدول والحكومات الشقيقة.
على الجانب الآخر سعت الجماعة الإرهابية إلى تنفيذ مخطط شديد الخطورة، وهو ممارسة أشنع جرائمها ولكن ليس على أرض مصر كى لا تهاجم من المؤسسات الدولية، فكما يفضح الكتاب أقيمت أشنع جرائم الإخوان من خلال ليبيا ضد أبناء مصر المسيحيين الأرثوذكس فمنهم من تم حرق مواضع من جسده لأن عليها رسم الصليب، ومنهم من تم سحله ومنهم مَن تم تجريده مِن ملابسه.
يحكى الكتاب قصة عزت عطا الله الذى كان واحداً من بين من فقدوا حياتهم نتيجة التعذيب على يد عناصر من الإخوان فى ليبيا رغم أنه قضى 6 سنوات هناك لم يتعرض خلالها لأى مضايقات، واستمر الإرهاب الممنهج كذلك ليصل إلى ذروته فى حادث شهداء ليبيا.
الهوية الوطنية
الهجمات امتدت لتصبح إرهاباً على التراث الحضارى والفكرى والفني، وإلغاء النشيد الوطنى فى مدارس الإخوان واستبداله بألحان جهادية جماعة الإخوان ليست فقط بلا علاقة بالدولة الوطنية بل إنه خلال عام حكمها كانت تقف فى صف العداء أمام مصر ولم تجد غضاضة فى الاستعانة والاستقصاء بأى دولة ضد إرادة المجتمع، يوثق الكتاب موقف وزير الخارجية الأمريكى الأسبق جون كيري، الذى أعلن رسميًّا دعم الولايات المتحدة لنظام الإخوان، الذى كان فى هذا التوقيت أمام حالة من الغليان الشعبى أمامه، فوصل الحد بوزير الخارجية الأمريكى أن يطالب المعارضة المصرية بعدم مقاطعة نظامه أو الوقوف ضده.
حتى لا تغيب عن الذاكرة يسجل الكاتب الكبير فى كتابه مشاهد متعددة لمحاولة أفراد الإخوان التجاوز فى حق حضارة مصر أو مناصبتها العداء، حطموا بلا أى داعٍ تماثيل الحديقة اليابانية التاريخية بحلوان، كما فعلوا قبلها برأس طه حسين وبوجه أم كلثوم، وتم بث خطاب إعلامى إخوانى بتحريم الموسيقى ونبذ الثقافة ورفض الغناء.
حاولت الجماعة أن تحقق لأعداء مصر ما استحال تحقيقه على مدى القرون ومن مختلف الأعراق.. حاولت أن تختطف الدولة.. تقتل الدولة المدنية وتمحو الشخصية المصرية.. كى يتسنى لها تحقيق مراميها.. وكما فشل كل من حاول فعل ذلك فى تاريخ مصر كله.. أيضاً كتبت للإخوان نهايتهم بهذا التفكير.
حرب الوعى
اعتمد الإخوان فى حكمهم ولتمرير مخططات اسقاط الدولة التى كانوا يعملون عليها، على فكرة صناعة الإجماع الوهمى وكانت الجماعة كما يسرد الكاتب اول من استخدم فكرة الميليشــيات الإلكترونيــة، حتـى أن الـ BBC قررت إنتاج فيلم وثائقى عن هذه الفكرة فوصلت إلى الأفراد الذين يتلقون أجرًا نظير هجومهم على الدولة أو تأييدهـــم لقـرارات مكتـب الإرشـــاد أو مهاجمة إرادة المجتمع وشن الهجمات على الكتاب والمثقفين، وقد أعطى الأستاذ محمد سلماوى لمندوبة الـBBC عنوان الشقة الكائنة بشارع ماسبيرو التى كان يعمل بها مأجورو الجماعة بنظام الورديات حيث يتلقون التوجيهات اليومية بما يجب عليهم فعله أو قوله.
فى تحليله للأسلوب الإعلامى المتبع خلال حكم الجماعة كشف الكاتب الكبير أنه تكنيك يرجع لما يطلق عليه اسم Character assassination، «الاغتيال المعنوي» الذى يعتبر أحط أساليب حروب الجيل الرابع لأنه يقوم على نشر الأكاذيب حول الأفكار والمشاريع والوطن ذاته من خلال مهاجمة الأشخاص القائمين لإفقاد الثقة فيهم والتقليل من أعمالهم.
حرب الوعى أيضاً اتخذت شكل مهاجمة الإعلام الوطنى والصحافة القومية، فيوثق الكتاب فى الفصل الأخير منه حملة تغيير رؤساء تحرير الصحف فى 2012 لصالح شخصيات إخوانية أو تدعم الإخوان بل وتمت الإقالة السريعة لكل من اختلف معهم أو حافظ على وطنيته، هذا إلى جانب المشاهد الدامية فى مهاجمة ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ومهاجمة أبرز الشخصيات الإعلامية الوطنية ووضعهم على قائمة الاغتيالات باعتبار أن الإعلام المصرى هو حائط الصد أمام مخططاتهم.
الخلاص..
يذكر المفكر الكبير محمد سلماوى ما قاله الحجاج بن يوسف الثقفى أشد ولاة الدولة الأموية إرهاباً وفتكاً فى وصيته لطارق بن عمرو «لو ولَّاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل؛ فهم قتلة الظلمة وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشرٍّ إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل، ولا يغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم؛ فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقِ غضبهم ولا تُشعل نارًا لا يطفئها إلا خالقهم، وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض، واتق فيهم ثلاثا: 1 – نساءهم، فلا تقربهن بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها. 2 – أرضهم، وإلا حاربتك صخور جبالهم. 3- دينهم، وإلا أحرقوا عليك دنياك. «إنهم صخرة فى جبل فى جبل كبرياء الله، تتحطم عليها أحلام أعدائهم، وأعداء الله».
هذه الصخرة المصرية التى تحكم على كل عدو بالفناء هى صخرة إرادة وطنية تحمى ولا تعدي.. صخرة يشهد لها التاريخ فى حماية الإقليم والعالم العربي.. صخرة اتزان وثبات وفكـــر وعمـــق.. صــخرة إرادة لا تلين.. إرادة حطمت أساطير الصهاينة فى 73، وهى ذاتها الإرادة التى نبذت الجماعة الإرهابية فى 2013 ورفضت اختطافهم لهوية مصر والمصريين ومنعت أهدافهم فى اسقاط الدولة وحمت الدول العربية والعالم كله من شرور التنظيم الإرهابى الأخطر، وهى كذلك الإرادة التى أوقفت مخططات التهجير ومنعت تصفية القضية الفلسطينية وحققت سلاماً ينعم به العالم كله لسنوات ويدين بالفضل لها.
الجماعة الإرهابية عانت بشدة من هذه الإرادة فهى التى منعت مخططاتهم وأوقفت إرهابهم واحبطت تحالفاتهم مع الصهاينة وأهدافهم التى رصدها الكتاب عبر عام كامل انكشف فيه وجههم القبيح.. لذلك اليوم وبينما تحقق هذه الإرادة الانتصار لذاتها وللإنسانية كلها، لن يناصبها العداء أحد مثلما تفعل الجماعة بأبواقها وأدعيائها ولجانها. لتفعل ما يستحى بنو إسرائيل فعله.. لكن هذه المرة وعى المصريين قائم يقظ مواجه متابع واثق ملتف حول قيادته.
للحديث متابعة فى قراءة جرائم الإخوان خلال ظلام عامهم.. وفى قراءة الأمس إجابة تساؤلات اليوم وحفاظاً على الغد.