بذل الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ السابع من أكتوبر العام قبل الماضى ومع بداية حرب الإبادة التى قام بها العدو الإسرائيلى فى غزة جهوداً كبيرة وسط أزمة إنسانية حادة جراء العدوان الغاشم وحرب الإبادة التى يقوم بها جيش الاحتلال فى قطاع غزة والحصار والتوتر ومحاولات مستميتة لتهويد الأرض والممتلكات.. وسعى بجهود حثيثة وبكل قوة مطالباً بالوقف الفورى لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية سواء الغذائية أو الطبية والإغاثية لأهالى القطاع وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.. مشدداً دائماً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بدورة ومسئولياته بما يسهم فى تحقيق التهدئة وخفض التوترات بالمنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، وصولاً إلى حلاً عادلاً وشاملاً ودائماً للقضية الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.. رافضاً رفضاً قاطعاً وصلباً لا يقبل المساومة لتهجير الفلسطنيين من أرضهم.. إلى جانب جهوده المستمرة والمكثفة لحشد الدعم الدولى للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة ودعم حل الدولتين ومع اعتراف العديد من الدول بدولة فلسطين.. زادت العزلة الإسرائيلية عن المجتمع الدولي.. وحظى الموقف المصرى القوى بترحيب عربى وإقليمى ودولي.
لولا المواقف المصرية الصلبة الراسخة، لما وصلنا إلى إتفاق وقف إطلاق النار الذى تم توقيعة الخميس الماضي.. ولتثبت مصر وزعيمها وشعبها أنها بلد الأمن والسلام وأنها رمانة الميزان فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.. وأن مصر وقائدها هى الحصن المنيع الذى يحافظ على مقدرات القضية الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني.. لقد كانت مصر وقائدها حائط الصد المخطط الصهيونى فى ظل صمت دولى مريب ومباركة أوروبية.. الواقع يؤكد أن مصر وقائدها تقف شامخة ثابتة راسخة فى وجه من تسول له نفسه التلاعب بالقضية الفلسطينية وتصفيتها وجعلها فى طى النسيان.. واستطاع القائد منذ البداية قراءة الأحداث ومنذ اللحظات الأولى التنبؤ بأهدافها الخبيثة، وهو تدمير غزة والقضاء على هويتها وتهويد الأراضى والممتلكات وتدمير البينة التحيتة وهدم المستشفيات والبنية التحتية وجعلها مدينة للأشباح وغير قابلة للحياة، الأمر الذى يؤدى إلى تهجير وفرار أهلها للدول المجاورة.. جاء الاتفاق بين حماس وإسرائيل ليؤكد أن مصر كانت ومازالت ورئيسها ساعية للحل العادل وإحلال السلام واسترداد الحقوق وحماية الأرواح والأرض والمقدسات.
يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يكون هذا الاتفاق مدخلاً للسلام وتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط بعد قيام الإحتلال الإسرائيلى بتوسيع دائرة الصراع وافتعال الأزمات لتنزلق المنطقة إلى المجهول وتسقط فى الهاوية ودوامة عدم الاستقرار والدمار وتتسع بقعة الدماء فى الشرق الأوسط وتتبعثر أشلاء الضحايا ويزداد التدمير الأمر الذى سيؤدى إلى المزيد من إشعال فتيل الأزمة وتوسيع دائرة الصراع فى المنطقة.
تسعى مصر ورئيسها أن يكون هذا الاتفاق دافعا لإصطفاف المجتمع الدولى لدفع حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية على أرض الواقع ليكون واقعاً ملموساً ومحسوساً وإيقاف آلة الحرب العدوانية والمتطرفة والغاشمة والمتغطرسة والمتهورة، التى لا ترى ولا تسمع ولا ترتدع ولا تقيم للإنسانية وزناً، وتحقيق التهدئة وخفض التوترات بالمنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.. تعمل مصر بكل قوة وعزيمة وإصرار للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.