أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أن الحلول القائمة على الطبيعة (NbS) تمثل إحدى الأدوات الفعّالة لمواجهة التحديات المناخية وحماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية.
وأشارت إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي لإطلاق مبادرات ومشروعات مبتكرة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقتها الوزيرة في جلسة “قصص مبادرة ENACT من أرض الواقع: كيف تبدو الحلول القائمة على الطبيعة الناجحة وغير الناجحة”، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة الذي ينظمه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر 2025، وذلك نيابةً عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
تجارب مصر الرائدة في التكيف مع المناخ
استعرضت الوزيرة تجارب مصر الرائدة في هذا المجال، وفي مقدمتها مشروع دعم التكيف مع تغير المناخ في الساحل الشمالي ودلتا النيل.
ويُنَفَّذ هذا المشروع بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبتمويل من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، بهدف حماية الأراضي المنخفضة من الفيضانات الساحلية الناتجة عن ارتفاع مستوى سطح البحر.
وأضافت أن مصر استثمرت 6.1 مليون دولار من ميزانيتها الوطنية إلى جانب 17 مليون دولار من منحة صندوق المناخ الأخضر البالغة 31.5 مليون دولار، لتنفيذ أعمال حماية بطول 69 كيلومترًا باستخدام حلول متوائمة مع الطبيعة.
وقد انعكس ذلك إيجابيًا على حياة نحو 750 ألف مواطن في منطقة الدلتا. وتواصل هيئة حماية الشواطئ العمل على توسيع نطاق هذه الحلول للحفاظ على استدامة السواحل المصرية.
مبادرة “زراعة 100 مليون شجرة” نقلة نوعية في البيئة الحضرية
كما تناولت الدكتورة منال عوض جهود الدولة في تنفيذ مبادرة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ “زراعة 100 مليون شجرة”، مؤكدة أنها تمثل نقلة نوعية في مواجهة التغيرات المناخية وتحسين البيئة الحضرية.
وقد تم حتى الآن زراعة أكثر من 10 ملايين شجرة مثمرة وخشبية في مختلف المحافظات، داعية الدول التي لم تنضم بعد إلى المبادرة إلى المشاركة الفاعلة في تحقيق أهدافها لحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة.
جهود مكافحة الصيد الجائر وحماية الطيور المهاجرة
في سياق حماية البيئة وصون الطبيعة، أكدت الوزيرة أن فرق العمل بمحميات المنطقة الشمالية نجحت في إزالة نحو 18 ألف متر من الشباك المخالفة المستخدمة في الصيد الجائر، ومصادرة عدد من الأجهزة والمعدات غير القانونية، وذلك لحماية الطيور المهاجرة وتأمين مسارات هجرتها.
جاء ذلك تزامنًا مع احتفال العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة – أكتوبر 2025، والذي يُقام هذا العام تحت شعار “المساحات المشتركة: نحو مدن ومجتمعات صديقة للطيور”.
وأوضحت الوزيرة أن هذا الإنجاز يأتي في إطار تنفيذ قرار تنظيم الصيد الصادر في الأول من سبتمبر الماضي، مشيدة بجهود فرق المحميات التي تعمل على مدار الساعة.
وأشارت إلى أن محمية أشتوم الجميل ببورسعيد تمكنت من إزالة 13 ألف متر من الشباك ومصادرة 3 أجهزة محاكاة لأصوات الطيور، فيما أزالت محمية البرلس بكفر الشيخ نحو 5 آلاف متر وصادرت أجهزة مشابهة.
وفي المقابل، لم تُسجل محميتا العميد والسلوم أي مخالفات خلال موسم الهجرة الحالي، ما يعكس ارتفاع الوعي البيئي لدى الصيادين.
واختتمت بالإشارة إلى أن فرق العمل بالمحميات أطلقت العديد من الطيور التي تم إنقاذها بعد التأكد من جاهزيتها للعودة إلى بيئتها الطبيعية، التزامًا من مصر بتعهداتها الدولية في حماية التنوع البيولوجي ومكافحة الصيد الجائر.


