أكد بيريك آرين، المدير العام للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي (IOFSD) ومقرها آستانا والتابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن المنظمة تضطلع بدور محوري في صياغة سياسات مشتركة لمواجهة أزمة الغذاء وتقديم المساعدات الطارئة للدول الأعضاء، بالإضافة إلى جهودها في مجالات الزراعة المستدامة والتقنية الحيوية.
وشدّد آرين على أن المنظمة تسعى لتكون منصة جامعة للدول الأعضاء ضمن مشروع تعاوني ضخم، هدفه الأسمى ضمان الحق في الغذاء لكل مسلم والمساهمة الفاعلة في معالجة أزمة الغذاء العالمية.
أهداف المنظمة وإطار عملها
أشار آرين إلى أن المنظمة أُنشئت في عام 2016 بهدف دعم الدول الأعضاء في تعزيز منظوماتها الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي لشعوبها. وأوضح أن عمل المنظمة يتم على عدة مستويات: “نعمل على تزويد الدول بالخبرة والمعرفة التقنية، وتطوير التقنية الحيوية، ودعم التنمية الريفية، وإجراء تقييمات دورية لحالة الأمن الغذائي بالتعاون المباشر مع الحكومات”.
وأضاف: “نتدخل عند الحاجة لتقديم المساعدات الطارئة والإنسانية، ونقوم بتعبئة الموارد المالية والزراعية بهدف تحسين القدرة الإنتاجية“.

تحديات الأمن الغذائي الراهنة
وفي سياق التحديات، أوضح آرين أن الدول الأعضاء تواجه مشكلات كبرى مرتبطة بـالتغير المناخي، حيث تؤثر موجات الجفاف والفيضانات على الإنتاج الزراعي. كما أشار إلى تحديات النمو السكاني السريع في بعض الدول، ما يزيد الطلب على الغذاء بصورة غير مسبوقة.
إضافة إلى ذلك، تساهم الحروب والنزاعات المسلحة في تعطيل سلاسل الإمداد. كما أن محدودية الموارد المائية في بعض المناطق وضعف الاستثمار في البحث والتطوير الزراعي تمثل معوقات إضافية.
البرامج والمبادرات نحو المستقبل
استعرض آرين برامج المنظمة المتعددة، مشيرًا على سبيل المثال إلى إطلاق “برنامج الأمن الغذائي للطوارئ”، الذي يساعد الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات عبر توفير الغذاء العاجل بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.
وأضاف: “نعمل أيضًا على تعزيز الإنتاجية الزراعية من خلال إدخال التقنية الحديثة مثل الزراعة الذكية مناخيًا، ونسعى لتمكين المرأة الريفية، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في الإنتاج الغذائي”. وختم هذا الجزء بالقول: “بالإضافة إلى ذلك، نُشجع على إنشاء بنوك جينية لحفظ البذور، بما يضمن استدامة التنوع البيولوجي“.
دور التقنية في مواجهة الأزمة
أكد آرين أن “التقنية هي المفتاح”، مشيرًا إلى أهمية الزراعة الرقمية، والطائرات المسيّرة لمراقبة المحاصيل، والذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر المناخية. وأوضح: “نحن نشجع الدول الأعضاء على اعتماد هذه الأدوات من خلال ورش عمل وتدريبات، وأيضًا عبر نقل الخبرات من الدول التي قطعت شوطًا في هذا المجال”. واعتبر أن التقنية الحيوية تمثل مجالًا واعدًا كذلك، “من تطوير بذور مقاومة للجفاف إلى تحسين نوعية التربة”.









