على الرغم مما تشهده البلاد حالياً من حراك سياسى خارجياً وداخلياً غير مسبوق فإننا نمر بحالة من الأمان والاستقرار بفضل تماسك الجبهة الداخلية التى يمثلها الشعب مع الشرطة المصرية وهو ما أشاد به السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى فى احتفالية تخرج جيل جديد من أبناء الشرطة هذا العام حيث أشار الرئيس إلى التحديات والظروف الصعبة التى مرت بها البلاد منذ عام 2013 وحتى 2022 إلا أن تلاحم الشعب المصرى مع القوات المسلحة والشرطة ترتب عليه تجاوز تلك المرحلة بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبفضل هذا التلاحم .. وبالتوازى مع اهتمام أكاديمية الشرطة بإعداد جيل جديد من رجال شرطة المستقبل فقد كانت جميع أجهزة وزارة الداخلية تعمل بكل جدية وصمت على جميع محاور منع وضبط الجرائم بمختلف أشكالها وأنواعها خاصة على ضوء ما يشهده المجتمع المصرى حالياً من متغيرات سلبية معظمها أخلاقية وقيمية غير مسبوقة ترتب عليها ظهور أنماط غريبة وجديدة على هذا المجتمع بالإضافة إلى وجود كائنات غادرة ووضيعة تنتظر أى لحظة للانقضاض على المجتمع أو على الأقل تكدير السلم والأمن الذى ننعم به رغم كل ما يدور حولنا من مخاطر على الأمن القومى المصرى.
من أبرز النجاحات والجهود التى تقوم بها وزارة الداخلية والتى نذكرها على سبيل المثال لا الحصر خلال الفترة السابقة ما يلى:
> الاستمرارفى توجيه ضربات استباقية فى قضايا المخدرات وغسيل الأموال حيث نجح ضباط النشاط الخارجى بقطاع المخدرات والأسلحة غير المرخصة فى ضبط قضيتين من كبرى القضايا التى تم ضبطها خلال العام الحالى والتى بلغت قيمة المضبوطات فيهما 3 مليارات جنيه… كانت القضية الأولى ضبط 27 طناً من نبات الهيدر المخدر تقدر بنحو مليار و600 مليون جنيه داخل مزرعة بالظهير الصحراوى بالإسماعيلية وكان وراء تلك الكميات عصابة قامت بزراعتها فى الصحراء مستغلة تضاريس المنطقة الوعرة…. أما القضية الثانية فهى من أخطر قضايا غسيل الأموال حيث حاول 26 تاجراً من كبار تجار المخدرات من غسل ما قيمته مليار و300 مليون جنيه عبر تأسيس أنشطة تجارية ضخمة فى المدن الجديدة وشراء أراض وعقارات بملايين الجنيهات وكذلك أسطول من السيارات الحديثة وقد تمكنت فرق المراقبة والتتبع من كشف حقيقة تلك الأموال وضبط القائمين عليها وتقديمهم للعدالة.
يأتى هذا مع استمرار ضباط النشاط الداخلى لجرائم المخدرات فى جهودهم الناجحة للقضاء على القائمين بتلك الجرائم والتى كان آخرها تصفية 5 منهم فى تبادل للنيران فى محافظة أسوان وأسفر ذلك عن ضبط 60 كيلو جراماً من المواد المخدرة المتنوعة وكمية من الأسلحة النارية المختلفة ومبلغ 26 مليون جنيه.
> على صعيد آخر فإن أجهزة وزارة الداخلية تعمل على مدار الساعة فى رصد وضبط صناع المحتوى المخالفين لقيم وعادات المجتمع المصرى بعدما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى أحد الأسلحة الموجهة إلى الدولة من الداخل وأيضاً من الخارج حيث تؤثر فى عقول الشباب وتنعكس على سلوكياتهم فى المجتمعات التى يعيشون فيها حيث رأينا ظاهرة البلطجة وقد عادت تلقى بمشاكلها وظلالها على الأحياء الشعبية فى محافظات القاهرة والأسكندرية والجيزة… كما تم استغلال منصات التواصل فى نشر فيديوهات تتضمن ألفاظاً خارجة وخادشة للحياء ومخالفة للآداب العامة وتجاوزات تهدد قيم المجتمع… ومن هنا فقد قامت أجهزة وزارة الداخلية بضبط العديد من هؤلاء خلال الفترة الأخيرة بناء على ورود العديد من بلاغات المواطنين الشرفاء ضد بعض صانعى المحتوى حيث كان البلاغ الأول ضد إحدى السيدات من الأسكندريةالتى تتهم فيها فنانة بالاتجار فى الأعضاء البشرية والبلاغ الثانى ضد سيدة تقيم بدائرة قسم المطرية بالقاهرة لاتهامها بنشر مقاطع فيديوهات خادشة للحياء ومخالفة للآداب العامة وأيضاً بلاغ آخر ضد متهم يقيم بدائرة قسم شرطة القناطر الخيرية وعثر بحيازته على مبالغ مالية كبيرة تحصل عليها نتيجة زيادة عدد المشاهدات بالإضافة إلى كميات من مخدرى الحشيش والأفيون كما تم ضبط سيدة أخرى بمحافظة الجيزة تمارس نفس الأنشطة …. ولا تزال جهود أجهزة الوزارة مستمرة للتصدى لتلك الظاهرة التى تشكل خطراً داهماً على عقول شبابنا.
> من ناحية ثالثة… فإن وزارة الداخلية تخوض حالياً حرباً دون هوادة هدفها إنسانى واجتماعى من الدرجة الأولى فها هى تبذل جهوداً مضنية لمكافحة ظاهرة التسول واستغلال الأطفال والأحداث من قبل عصابات ومجرمين خارجين عن القانون ويحاولون تحويل براءة الأطفال إلى مسخ مشوه يعيش فى عالم الجريمة…. وفى هذا الإطار فقد نجحت الوزارة فى اقتحام أوكار إدارة هؤلاء الأطفال حيث تم ضبط 151 متهماً لا يعرفون الرحمة استغلوا براءتهم لجنى الأموال بطرق غير مشروعة كالتسول أو الاتجار فى أعضائهم… ومن أبرز تلك القضايا سقوط عصابة الثقب الأسود فى الجيزة والتى كشفت عن 20 شخصاً اتخذوا من أسفل أحد الكبارى فى الهرم وكراً لجريمة استغلال الأطفال الأحداث فى أعمال التسول…. وقد نجحت جهود الوزارة من إنقاذ 189 طفلاً على مدار الشهر الماضى من براثن تلك العصابات التى كشفت التحريات إنها تعمل وفق أسلوب منظم يستهدف الأطفال الذين يمرون بظروف اجتماعية مضطربة مع أسرهم أو استغلال ظروفهم المادية إلى جانب فرض السيطرة على هؤلاء الأطفال الذين قادهم حظهم العثر للوقوع فى براثن هؤلاء المجرمين الذين يجبرونهم على العمل لساعات طويلة فى الشوارع مع فرض حصيلة يومية للطفل الواحد والذى يظل مهدداً باستخدام العنف ضده إذا لم يحققها.
> وهناك ظاهرة أخرى بدأت تعاود الظهور مرة أخرى بعدما كان قد تم القضاء عليها منذ عام 2016 وهى ظاهرة الهجرة غير الشرعية وعلى مدار السنوات السابقة لم تتوقف جهود وزارة الداخلية عن محاربة تلك الظاهرة يساعدها فى ذلك قوات حرس الحدود سواء من ناحية غرب البلاد أو جنوبها وقد تزامنت تلك الجهود مع إطلاق أول إستراتيجية وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية 2016 /2026 بالإضافة الى إصدار القانون رقم 82 لعام 2016 الذى وضع عقوبات رادعة لتلك الظاهرة بتجريمه لكافة عناصرها سواء القائم بعملية التهريب أو الوسيط أو الهارب وقد قامت أجهزة الوزارة بالتنسيق مع الهيئات ذات الصلة بالعديد من حملات التوعية لشباب 11 محافظة على مستوى الجمهورية المعروف عنها قيام شبابها بمحاولات الهجرة غير الشرعية وذلك للحديث معهم حول مخاطر تلك المحاولات والعمل على إيجاد فرص عمل لهم تعود عليهم بالنفع وتمكنهم من الحياة بكرامة دون المخاطرة بأرواحهم.
> ويبقى الدور التوعوى الذى تقوم به وزارة الداخلية حيث إن المواجهة يجب أن ترتكز على عدة محاور من بينها محور التوعية وهنا يجب أن نشير إلى الدور الذى تقوم به أكاديمية الشرطة والتى تهيأت لتخريج دفعة جديدة من حماة الجبهة الداخلية للوطن…. حيث نظمت الأكاديمية عشرات الدورات وورش العمل لطلبة الجامعات المصرية الحكومية والأهلية والخاصة وكذلك مجموعات كبيرة من العاملين بأجهزة الدولة المختلفة شارك فيها نخبة متميزة من الأساتذة والخبراء المتخصصين فى مختلف المجالات التى تهتم بها الدولة وتسعى الى تبصير الشباب بالمخاطر التى يتعرضون لها وأيضاً التى تتعرض لها البلاد وقد أتت تلك الجهود بثمارها فى نشر الوعى والتوعية بين المشاركين فيها وهو ما يؤكد أن رسالة الشرطة قد توسعت وانتشرت بين شباب الوطن الشرفاء ولم تعد قاصرة على منع وقوع الجريمة أو ضبط مرتكبيها.
كل التهنئة لأبنائنا خريجى أكاديمية الشرطة هذا العام والدعاء الخالص لهم بالاستمرار فى مسيرة البذل والعطاء التى سارت عليها الأجيال السابقة من رجال الشرطة الأوفياء.