على أرض مصر يكتب التاريخ، وبأيدى أبنائها تسجل صفحات المجد، مصر دولة قادرة دائما على صناعة الاختلاف في أصعب الظروف، لا تتصارع ولا تزاحم ولا تتنافس من أجل مكاسب وإنما تسعى دائما للخير تبحث عن السلام الذي تؤمن به تجمع لا تفرق تتعامل بمبادئ وأخلاقيات سامية عنوانها العيش فى سلام والتعاون والعمران لصالح البشرية مصر القوية لا تسعى لحروب بل تحاول قدر الامكان أن تسد كل نافذة تدخل منها النيران ليس على أرضها بل في كل مكان على وجه الأرض، دعوات الرئيس السيسى ونداءاته المتكررة دائما كفى العالم حروبًا ودمارًا وخرابًا ودماء فلنحيا للسلام، ورسالته التي لا تتغير «أفشوا السلام»، ليس كلامًا بل فعلًا وحوارًا ومحبة وخيرًا.
طوال السنوات الماضية لم تتأخر مصر مرة عن دعوة سلام بل كانت وما زالت دائما في مقدمة الداعين لها والمشاركين فيها والحريصين على نجاحها لم تتردد لحظة في ان تتدخل لإطفاء نيران أي حرب تستعر، أو إنهاء أى خلاف قد ينفجر أو تسوية أي نزاع مؤهل للتصعيد من المنطقة العربية إلى قلب إفريقيا إلى شرق آسيا وكل قارات العالم السعي والحرص المصرى للسلام مشهود له من الجميع ومواقفها محل احترام وتقدير دولي لانها ليست تابعة من بحث عن مصلحة وإنما بحث عن حماية البشر من تداعيات الصراعات وأثمان الحروب الباهظة.
مقولة الرئيس السيسى فى قلب الاتحاد الأفريقي لا تزال حاضرة: «فلتصمت أصوات البنادق ولتنطلق أصوات العمران والتنمية لصالح الشعوب» .
بالأمس كانت أرض السلام شاهدة على لحظة إنجاز جديد إنجاز القرن الحقيقي اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، بعد عامين من الدمار في القطاع وعشرات الآلاف من الشهداء والمصابين الأبرياء جولات ومحاولات طاقت عواصم ودولا دون نتيجة تحقن الدماء وتريح قلوب الموجوعين والمشردين والأمهات التكالي من ابناء فلسطين. لكن تبقى بركة الأرض المقدسة مهد السلام هي الحاسمة وارادة الدولة المصرية هي المنجزة وايمان القيادة السياسية هو الدافع تحركت مصر بخبرتها لتستثمر مبادرة الرئيس ترامب لوقف الحرب.
وفى ساعات كانت كل الأطراف في شرم الشيخ تحرك يعكس ثقل الدولة المصرية ومصداقيتها. التف الجميع حول مائدة للتفاوض، وبذكاء شديد تحرك المفاوض المصرى بالتعاون القطري والأمريكي ليقرب المسافات ويجسر فجوات كبيرة كانت تفرض نفسها في غرف التفاوض بين حماس وإسرائيل حتى تم الاتفاق الكامل ليعلن الرئيس الأمريكي نفسه تمام التوافق على المرحلة الأولى ويثمن نجاحا جديدا يجسد إرادة السلام، وتأكيدا على ان مصر دولة سلام قادرة مهما تعددت العقبات وزادت الصعوبات ان تطفئ اشد النيران اشتعالًا.
فرحة أبناء غزة فجرًا ونزولهم إلى الشوارع المهدمة للاحتفال ترجمة حقيقية لقيمة ما أنجزته مصر على أرض شرم الشيخ، ولهم الحق في الفرح بعد ما ذاقوا كل أنواع المعاناة على مدى عامين، كانوا يبحثون عن أمل فحولته مصر والوسطاء إلى واقع كانوا يتوقون إلى التقاط أنفاسهم فمنحتهم المفاوضات فرصة استعادة الحياة من جديد، وكما قال الرئيس السيسي فهى لحظة تاريخية انتصرت فيها إرادة السلام على منطق الحرب اتفاق لا يطوى صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل الشعوب المنطقة في غد تسوده العدالة والاستقرار..
وكل هذا بعون الله ودعمه لهذا البلد المخلص للسلام والراغب في العيش المشترك بين الجميع ما فعلته مصر صفحة جديدة تسجل باسمها كدولة وقيادة واجهزة وطنية في سجل التاريخ. صفحة ناصعة عنوانها، إنقاذ الأشقاء وحماية مقدرات الدولة الفلسطينية وفرض السلام ولتبقى مصر وطن العروبة وحامية السلام للأبد.