أكد السفير ياسر البخشوان، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم الإعلان عنه من شرم الشيخ “أرض السلام”، يمثل لحظة تاريخية تُجسد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب، مشيدًا بالدور المصري الرائد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرعاية المشتركة للاتفاق بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح البخشوان أن هذه اللحظة تؤكد الدور المحوري والفريد لمصر كأكبر ضامن للاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن القوة الدبلوماسية والتفاوضية التي تمتلكها القاهرة لم تأتِ من فراغ، وإنما هي نتاج عقيدة مصرية راسخة مفادها أن السلام الحقيقي يُبنى على أساس القوة.
وأشار إلى أن نجاح الدبلوماسية المصرية في قيادة جهود التهدئة والتوصل إلى اتفاق بعد عامين من الصراع، يعكس ثقة جميع الأطراف المتنازعة بها — من الفصائل الفلسطينية مرورًا بإسرائيل وصولًا إلى القوى الدولية — مؤكدًا أن مصر هي الوسيط الوحيد القادر على تحقيق التوازن بين الأمن وحقوق الشعب الفلسطيني، بفضل مصداقيتها التاريخية وقدرتها على التواصل الفعّال مع الجميع دون انحياز.
وأضاف أن امتلاك مصر جيشًا قويًا ومتطورًا كان العامل الحاسم في تعزيز مكانتها الدبلوماسية، موضحًا أن الدولة المصرية تدرك منذ نصر أكتوبر المجيد أن القوة العسكرية هي الركيزة الأساسية لأي دبلوماسية ناجحة، فالتفاوض مع دولة قادرة على حماية حدودها ومصالحها يختلف تمامًا عن التفاوض مع طرف يفتقر إلى مقومات الردع.
وشدد البخشوان على أن السلام الذي تحقق اليوم هو امتداد لسلام بُني على القوة، فبناء جيش قوي يضمن حماية السيادة الوطنية ويؤكد أن أي تهديد لأمن المنطقة سيواجه بالحسم، مؤكدًا أن القوة العسكرية منحت الدبلوماسية المصرية تأثيرها ونفوذها الدولي، لتترسخ العقيدة المصرية الراسخة: السلام هدف، والقوة وسيلة لضمان استمراره.
وأشار إلى أن تصريحات الرئيس السيسي الختامية حول الاتفاق كانت خارطة طريق للمرحلة المقبلة حين قال: “هذا الاتفاق لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار”، مؤكدًا أن الهدف المصري لا يقتصر على وقف نزيف الدم، بل يمتد إلى معالجة جذور الأزمة وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وضمان استقرار المنطقة بأكملها، وهو ما يضع مصر في صدارة القوى الساعية للسلام العادل والدائم.