احتفلت سفارة ماليزيا بالقاهرة بالعيد الوطني الـ68، والذكرى الـ62 لتأسيس القوات المسلحة الماليزية، بحضور الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، ممثلًا عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي نقل تهاني مصر حكومةً وشعبًا إلى ماليزيا بهذه المناسبة.
وخلال الاحتفال الذي عُقد تحت شعار “ماليزيا مدني – رعاية الشعب”، أكد السفير محمد تريد سفيان، سفير ماليزيا بالقاهرة، تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون مع مصر والارتقاء بعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الماليزي داتؤ سري أنور إبراهيم.
وأوضح السفير أن الشراكة الجديدة تشمل مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والطاقة والثقافة والدفاع، وتمتد إلى مجالات المستقبل مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والبنية التحتية، مؤكدًا أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمتد لأكثر من 66 عامًا منذ عام 1959.
وأشار إلى أن القاهرة تستضيف أكبر تمثيل ماليزي في القارة الأفريقية، من خلال مكتب الملحق العسكري والمكتب التجاري لهيئة تنمية التجارة الخارجية الماليزية (MATRADE)، وممثليات حكومية تُعنى بشؤون الطلبة الماليزيين في مصر.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد نموًا ملحوظًا خلال عام 2024 ليقترب من مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 30% عن العام السابق، موضحًا أن الصادرات الماليزية إلى مصر تشمل زيت النخيل والمنتجات الغذائية المصنعة والمواد الكيميائية والمطاطية. كما أشار إلى التعاون القائم في تجميع السيارات الماليزية بمصر، إلى جانب الاستثمارات الماليزية في قطاع النفط والغاز المصري التي تحقق منافع متبادلة للجانبين.
وفي مجال التعليم، أوضح السفير أن أكثر من 6000 طالب ماليزي يدرسون في الجامعات المصرية، بينما يلتحق نحو 3000 طالب مصري بالمؤسسات التعليمية في ماليزيا، ما يعزز التبادل الثقافي والروابط الشعبية بين البلدين.
كما أكد السفير أن ماليزيا ومصر تتعاونان بشكل وثيق في المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، لدعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين، مشيدًا بجهود مصر في الوساطة وعمليات الإغاثة الإنسانية. وكشف أن ماليزيا قدّمت منذ العام الماضي أكثر من 110 أطنان من المساعدات الإنسانية بقيمة 2.3 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى تقديم العلاج لـ127 جريحًا فلسطينيًا.
وأشار إلى أن بلاده تتولى هذا العام رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لعام 2025، والتي تضم أكثر من 660 مليون نسمة، ويتوقع أن يبلغ حجم سوقها 4.5 تريليون دولار بحلول عام 2030. وتابع أن ماليزيا، تحت شعار “الشمول والاستدامة”، ستركز على دعم السلام والنمو الاقتصادي المستدام في المنطقة، مشيرًا إلى أنها سجلت نموًا اقتصاديًا بنسبة 5.1% عام 2024، وتقدمت 11 مركزًا لتحتل المرتبة 23 عالميًا في مؤشر التنافسية، ما يعكس مكانتها كإحدى أكثر الدول ديناميكية وجاذبية للاستثمار في آسيا.
وفي ختام كلمته، دعا السفير الماليزي الحضور إلى زيارة بلاده استعدادًا لعام 2026، ضمن حملة الترويج السياحي الجديدة تحت شعار “ويرا ومانجا – الدببة الشمسية الملايوية”، مؤكدًا أن ماليزيا تواصل العمل من أجل رفاهية شعبها وتعزيز التعاون مع أصدقائها حول العالم، وفي مقدمتهم مصر.