فى الأحداث الكبيرة العظيمة والتى تسجل تاريخ الشعوب وكفاحهم ونجاحاتهم يظل ذلك الجندى المجهول الذى يمسك بيده الورقة والقلم ويضع فوق كتفه آلة التصوير هو البطل الذى يملك وثائق شاهدة على الايام والليالي والمعاناة والالم والوجع والانتصار وصيحات الفرح ورفع الأعلام وعناق شركاء الكفاح. وبعد 52 عاماً مازلنا نحتفل فى ذلك اليوم التاريخى بنصر أكتوبر 1973، ومع هذه الاحتفالات تظهر صور هؤلاء الذين تركوا لنا صورا وكلمات وروايات ومقالات وأعمالا ادبية تحكى حكايات النصر. ومن المناسب ان نذكر فى بداية الحكايات قصة المراسل الحربى عبده مباشر صاحب اكبر تاريخ تطوعي حيث التحق بالمقاومة الشعبية وهو الصحفى الذى يمسك بالقلم فتطوع فى كتائب الفدائيين عام 1951 كما انضم لقوات الحرس الوطنى بعد نكسة 1967 والتحق بالمجموعة ٣٩ قتال ولذلك منحه الرئيس محمد انور السادات نوط الشجاعة من الطبقة الاولى كما امر بمنحه رتبة عسكرية فخرية ليكون اول مدنى يحصل على هذه الرتبة بقرار جمهورى. اما المصور الصحفى مكرم جاد الكريم من جريدة الاخبار فهو صاحب اخطر صور فى تاريخ الصحافة كما اختارته مجلة «بارى ماتش» واحداً ضمن اهم عشرة مصورين فى العالم، ذلك إلى جانب نشاطاته الاخرى التى قام بها كتغطية حرب اليمن وحرب الاستنزاف ومن اهم أعماله انه كان الصحفى الوحيد الذى سجل صور اغتيال الرئيس السادات كاملة حيث استطاع الاحتفاظ بها والخروج من مكان الحادث. وكان المصور محمد لطفى من ابرز المراسلين الحربيين فى حرب أكتوبر حيث لعب دوراً بارزاً فى نقل صورة حية عن حالة الهلع التى سرت فى صفوف العدو الاسرائيلى وكان رئيساً لقسم التصوير فى جريدة الأهرام اليومية ومن ابرز الصور له اثناء الحرب صورة التوابيت الاسرائيلية بعد هزيمتهم فى 6 أكتوبر. اما المذيع حمدى الكنيسى فقد كان من اشهر المراسلين الحربيين للإذاعة المصرية عام 1973 حيث قدم برنامج صوت المعركة ويوميات مراسل حربى ، و كان صلاح قبضايا الذى عمل كمراسل عسكرى منذ اوائل الستينات واصيب فى حرب اليمن قد شارك فى عدد من الحروب واصدر كتابه «الساعة 14.5 الحرب على الجبهة المصرية» ليكون اول كتاب عن حرب اكتوبر وأهم المراجع لها وتحدث فيه عن الضابط الذى ابتكر خراطيم المياه لفتح السواتر الترابية فى خط بارليف الحصين . وفى عام 1974 صدر كتاب «وتحطمت الاسطورة عند الظهر» للكاتب احمد بهاء الدين ، وكتاب «حرب الساعات الست واحتمالات الحرب الخامسة» للكاتب عبد الستار الطويلة . ومن ابرز الكتاب الذين سجلوا تاريخ هذه الحرب جمال الغيطاني كتب «محارباً فى ميدان الحرب» ومن ضمن رواياته «الرفاعى» التى تناولت وحكت قصة الشهيد إبراهيم الرفاعى مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال ، وكتاب «المصريون والحرب من صدمة يونيو إلى يقظة اكتوبر» والذى تناول فيه مرارة ما بعد يونيو وما تعرض له المقاتل المصرى من حملة نفسية واسعة كما تحدث فيه عن اهالى السويس وشجاعتهم وخا صة من قرر منهم البقاء فيها لتكون هى ارض المحيا و الممات لهم . ومن مؤسسة دار الهلال كان عميد الصحفيين العسكريين حمدى لطفى الذى شارك بنقل الصورة والكلمة عن تلك الحروب التى خاضتها مصر ليكون واحداً ممن شهدوا للتاريخ بالورقة والقلم.