حين تهل علي. مصر شمس السادس من أكتوبر يسترجع العقل الجمعى المصرى انتصار أكتوبر 1973 ومعه الزهو والفخر بعبور قواتنا المسلحة لقناة السويس وتدمير خط بارليف الذى تصوره الكيان منيعا ولكن رجال قواتنا المسلحة حولوه كقطعة من الجبن كما قال أحد قادة العدو، الاحتفال بنصر أكتوبر يأتى هذا العام فى ظل مرور المنطقة بظروف جيوإستراتيجية غير مسبوقة ولكن. العقل الجمعى يثمن انتصار مصر فى حرب أكتوبر الذى لم يأت صدفة بل كان عنوانه اعلاء مكانة العلم والتخطيط الإستراتيجى وبذل الجهد والعمل بروح الفريق وبناء قوات مسلحة معتمدة على فكر وقيادة وجنود أكفاء علميا وعسكريا.. كانت فكرة تدمير خط بارليف حين استمع قائد احدى الفرق العسكرية لرأى مجند مهندس شاب من أبناء اسوان عمل لفترة فى بناء السد العالى استخدم فيها خراطيم المياه للتعامل مع جبال الرمال هناك جربوا الفكرة وتدربوا عليها وثبت نجاحها وتم اعتمادها وسريتها واستوردوا نوعية من الخراطيم بكميات من فرنسا.. انتصار قواتنا المسلحة فى أكتوبر سبقة حرب استنزاف بدأت بمعركة رأس العش وغيرها ليذوق العدو مرارة رفض المصرى للهزيمة وإصراره على الانتصار وغسل عار الهزيمة.
المصرى لم ينس ولم يغفر للعدو جرائم الحرب التى ارتكبها فى عام 1967 وما بعدها كمجزرة مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل وقصف مدن القناة وتهجير أبناء مدن القناة وهذا ما تحدثت عنه احدى الوثائق التى رفعت عنها السرية وتحدثت عن جرائم الحرب التى ارتكبها جيش الكيان من اعتداءات على الأهداف المدنية غير العسكرية فى مصر على مختلف المحافظات بين الفترة من 6 أكتوبر حتى 6 نوفمبر 1973 بإطلاق صواريخ وهدم منازل فى محافظات الدقهلية والقليوبية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط والإسماعيلى والسويس وبور سعيد واستشهد اعداد من المدنين وتدمير المنازل وتضرر شبكة الاتصالات واشتعال الحرائق.
الارشيف الإسرائيلى التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الذى يوثق سير العمليات على الجبهتين المصرية والسورية ويتحدث عن اخفاق الاستخبارات العسكرية التى أكد رئيسها ايلى زاعيرا يوم 5 أكتوبر. انهم لا يملكون أدلة كافية على احتمالات هجــوم وشـيك من مصـر أو سوريا.. وفى تقرير استخباراتى آخر قبل بدء الحرب بتسعين دقيقة يشير إلى ان القوات العربية تدرك انه لا توجد فرصة للنجاح فى حرب مع إسرائيل وبعد اقتحام خط بارليف وعبور قواتنا المسلحة لقناة السويس غلب على قيادات العدو فى الوثائق الصهيونية التوتر والصدمة خلال الساعات الأولى من الحرب وسرت مشاعر الخوف لدى القيادات وتخبط القرارات بعد عبور القوات المصرية لقناة السويس وفداحة الخسائر البشرية والعسكرية كما ذكرت وثائقهم ان جولدا مائير فى 7 أكتوبر قررت الانسحاب من قرى الجولان التى احتلت عام 1967 ووقتها اتصلت بمستشار الأمن القومى الأمريكى هنرى كسنجر واخفت نيتها بالانسحاب وطلبت تعزيزات عسكرية لتعويض جيشها لخسائره فى اليوم الأول من الحرب.