والآن أيها القارئ.. «العزيز».. قد بات علينا كفرضية بحثية علمية.. الاجتهاد بمحاولة قياس.. «نسبية عمر المعتقد الحق».. وذلك يلزمه منا محاولة تحديد بدايته.. نعم.. «بداية نشأته».. بينما نحن الآن نعايش.. «نهايات زمانه الدنيوى».. نعم.. «نحن كبنى آدم».. بل نحن كإنس ومن خلقهم الله قبلنا من.. «جن».. والتى بداية حق المعتقد بالنسبة لهم.. «تسبق بدايته لنا».. رغم ارتباط سبب خلقهم وخلقنا.. «عبوديا لله».. بمنهج دين ذاك المعتقد الحق.. وعلينا احتساب.. «ذلك كمفهوم علمى».. فى احتساب ما نسعى إليه من.. «بداية ونشأة المعتقد».. بينما هم ونحن نعايش الآن آخر زمان عمر المعتقد.. ودليلنا على ذلك هو.. أن الله تعالى قد أرسل لنا ولهم.. «نبى ورسول آخر الزمان الدنيوى».. الذى أكمل لنا ولهم.. «دين المعتقد الحق».. نعم.. دين الإسلام له الذى ارتضاه لنا دينا.. «وأتم نعمته».. فضلاً ورحمة منه سبحانه.. «3/ المائدة».. وقد مضى من ذاك الزمان.. «الدنيوى».. حتى يومنا هذا حوالى.. «ألف وخمسمائة وخمسين عاماً».. ونحن لا علم لنا بمتى تقوم.. «ساعة».. انتهاء عمر المعتقد الحق.. «الابتلائى الدنيوى».
فى إطار ما سبق.. ربما يسأل سائل بتعجب منه وربما.. «باستنكار».. فيقول.. ما فائدة.. «مستهدف».. قياس عمر المعتقد الحق ونحن لا نعلم بدايته ونهايته.. وحينئذ.. نقول ونحن نعلم أن القول الحق لله وحده.. إن ظاهر محاولتنا القياسية.. «لعمر المعتقد الحق».. هى خارج نطاق قدراتنا العلمية.. ولكنها سبب حق قد أمر الله سبحانه به.. وهو حتمية التفكر والتدبر ومحاولة.. «إعقال آيات الله».. نعم.. محاولة إعقال احكامات حكمة.. «العزيز الحكيم سبحانه».. فيما قدره وأحكم خلقه فى.. «ملكه».. الذى هو أرحب وأكبر عظمة.. «مما نراه بين السماء الدنيا والأرض».. وحينذاك.. ربما ندرك ما يتحتم علينا إدراكه وهو.. تسبيح الله حقا وصدقا ويقينا خالصا.. «مخلصا له».. وحينذاك.. «ربما لا نتخير على الله سياسياً».. وهنالك.. «ندرك».. نصر الله لأماننا الكلى.. «فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض».. فنكون من السعداء دنيا وآخرة.
لكن .. كيف يمكننا بلوغ.. حالة السعادة سابقة الذكر.. من خلال محاولة قياسنا لعمر.. «حق المعتقد والمعتقد الحق».. بعد أن علمنا استحالة ذاك القياس.. وحينئذ.. أرى والرؤية الحق لله ـ أن علينا ببداية.. «التفكر».. فى ماهية.. «مشيئة الله الكلية».. عسانا ندرك حق سبحانية.. «الله».. وتسبيحه الحق بأنفسنا.. نعم.. نفكر فى واقع حق الآتى.. «1» قد أحكم الله احكامات كل مقدرات.. «مشيئته».. قبل أن.. «يبرأ».. واقعها .. «2» إبراء المقدرات يتم ترتيله.. بتكاملية بعضه بكليته.. تناسبا بحال متغيرات ما قدره الله.. «بالواقع».. فمثلاً ما كان يناسب.. «آدم».. كفرد من.. «أوامر ونواهى عبودية».. يختلف عما يتناسب مع حالة.. «آدم وزوجه».. وحالتهما وقد صار لهما ذرية.. إلخ.. «3» ماذا لو بات المقدور من الأغيار المحيطة.. «بالعابد».. فوق طاقته.. وتدخلت رحمة الرحمن بالتغيير أو التبديل رحمة.. «بالعابد».. فهل ذاك يعنى نقصاً فى احكامات الله.. «لا».. بل ما أحكمه الله يظل محكما.. «كمشيئة».. وإدراك حق ذلك يستوجب.. «تسبيح الله».. «4» وما يستوجب التسبيح لله.. «أكثر وأعظم».. هو حين يدرك.. «العابد».. حق عدل الله فى أنه.. «وبذات مشيئته».. يخلق ما شاء مما يشاء لما يشاء متى يشاء.. ولا يخلف ذلك بمشيته شيئا.. «5» بالأدراك اليقينى من.. «العابد».. بما سبق وكذا بالآتى بعد.. «ا» أن الله علام الغيوب.. «ب» أن الله عليم بكل شىء خلقه وبكل أمر معنوى قدره.. «ج» أن الله يعلم.. «والعابد وكل أهل العلم».. لا يعلمون بمقياس عدل وحق العلم.. «د» أن الله كتب على نفسه القدسية الرحمة.. وساوى بين دعوته باسم الله.. «ودعوته باسم الرحمن».. وبما فى ذلك من تعظيم.. «لأمان تواجد العابد».. لما وجد بمعيته وإعقالها الحق سوى.. «تسبيح الله».. وباستدامة تسبيح الله بنفس.. «عابدة».. ستتحول العبادة إلى.. «حق استواء سياسته العملية».. استواء تسيطر عليه.. «الرحمة».. نعم.. رحمة العفو ويسر التعامل.. رحمة الجود والمسارعة فى نفع خلق الله .. إلخ.
ربما يقول قائل.. بما تم ذكره ندرك إن.. «المعتقد الباطل».. مقدر أيضاً بمشيئة الله.. بل وعمره مساو لعمر المعتقد الحق.. وحينئذ.. ورغم حميد عمق تفكير القائل.. «إلا أنه غفل».. أن المعتقد الحق.. «واحد».. أما الباطل فهو معتقدات متفرقة.. ولذا فعمر المعتقد الحق أكبر ثباتا من.. «أى من المعتقدات الباطلة».. رغم أن عمره يساوى اجمالى المعتقدات الباطلة.. «والتى لا تتساوى مع حق ثباته».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
ثبات عمر الحق أطول من عمر الباطل.. «حتى فى السياسة»..
