منافسة قوية على المقاعد الفردية .. وتجربة «الوزير النائب» تحت التقييم
مع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات فتح باب تلقى طلبات الترشح رسمياً اليوم لانتخابات مجلس النواب ولمدة 8 أيام دخلت الحياة الحزبية مرحلة جديدة لإعادة رسم خريطة التمثيل داخل مجلس النواب حيث يحصل حزب مستقبل وطن على الأكثرية وفقا للتحالفات الحالية.. ويتقدم حزب حماة وطن إلى المرتبة الثانية ويحل حزب الجبهة الوطنية فى المركز الثالث متفوقا على حزب الشعب الجمهورى الذى يتراجع من مركز الوصافة فى المجلس الحالى الى المرتبة الرابعة بالمشاركة مع عدة احزاب مثل الوفد والعدل والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والمؤتمر.
ومن المتوقع أن تشهد الـ8 أيام القادمة قيام المرشحين المنتمين للاحزاب والمستقلين تقديم المستندات واجتياز الفحوصات الطبية المطلوبة واختيار الرموز الانتخابية وتجهيز الحملات الدعائية.
القراءة الأولية للمشهد تشير إلى أن أحزاب التحالف (12 حزباً) ستراهن على القوائم الـ4 لتأمين حصة برلمانية كافية حيث يبلغ عدد مقاعد القوائم 284 مقعداً مخصص نصفها للسيدات مع تمثيل مناسب للشباب والأقباط وذوى الهمم.. ومن المتوقع ان يتم تشكيل قائمة منافسة للقائمة الوطنية ولكن تبدو حظوظ القائمة الوطنية أوفر فى النجاح لأن الأحزاب الممثلة فيها تمتلك بنية تنظيمية قادرة على تعبئة الناخبين وإدارة الحملات على مستوى المحافظات، بينما تحاول أحزاب أخرى ووجوه مستقلة المنافسة على المقاعد الفردية حيث تلعب العلاقات الشخصية والمحلية دورًا أكبر.
وخلال الساعات الاخيرة قبل فتح باب الترشح أعلن عدد من النواب ومنهم رؤساء لجان برلمانية شخصيات عامة انهم لن يخوضوا المعركة الانتخابية سواء لاعتبارات شخصية أو لافساح المجال أمام وجوه جديدة.. وهذه الانسحابات سوف تؤثر فى موازين القوى المحلية، وتفتح الباب لسباق محتدم على المقاعد الفردية فالكل يسعى لاغتنام الفرصة حيث تعتبر المقاعد الفردية ساحة التنافس الأكثر ديناميكية لانها تقترب من المرشح الذى يملك تواصلًا مجتمعيًا قويًا وسجلًا فى حل مشكلات محلية وتزيد قدرته على الحضور الإعلامى واللوجستي، كما تلعب الروابط العائلية والقبلية دورًا فى حسم النتائج.. عموما ستتحدد المنافسة على المقاعد الفردية حسب القدرة على تقديم برنامج انتخابى واقعى والحشد الانتخابي والمضمون الإعلامى الهادف والتحالفات والتربيطات والمفاجآت.
ويظهر فى المشهد عدد من الوزراء السابقين الذين سيدخلون الى المجلس من خلال القوائم الانتخابية وان كانت تجربة «الوزير النائب» لم تحظ بالنجاح فى معظم التجارب السابقة الا انهم يؤكدون ان هذه المرة ستكون مختلفة وسوف تتحسن صورة الوزير النائب.
المنافسة ستكون مشتعلة فى المقاعد الفردية وهادئة فى بعض القوائم وبالتزكية فى الاخري، ويبقى العامل الأهم هو قدرة المرشحين والقوائم على تحويل الملفات والوعود إلى برامج قابلة للاقناع أمام الناخبين.