بدأت السلطات الاسرائيلية أمس إحياء الذكرى السنوية الثانية للهجوم غير المسبوق الذى شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر وأشعل فتيل حرب مدمرة لا تزال متواصلة فى قطاع غزة.
شارك العشرات من أقارب ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى قرب الحدود مع قطاع غزة، فى إحياء الذكرى فى الموقع الذى تحول منذ الهجوم إلى نصب تذكاري. وتقام مراسم أخرى فى ساحة المحتجزين فى تل أبيب حيث تجرى أسبوعياً تظاهرات تطالب بالإفراج عن بقية المحتجزين فى القطاع الفلسطينى المحاصر. ومن المقرر أيضاً أن تحيى سلطات الاحتلال الإسرائيلى رسمياً ذكرى الهجوم هذا العام فى 16 أكتوبر وفق التقويم اليهودي.
فى الوقت نفسه، خرجت عدة احتجاجات أمام منازل عدد من الوزراء فى إسرائيل، للمطالبة بصفقة فورية لإعادة المحتجزين وإنهاء الحرب فى قطاع غزة.
وفى سياق متصل، قالت صحيفة «معاريف» العبرية، إن عائلات المحتجزين الإسرائيليين خرجت، فى مظاهرة احتجاجية نظمتها حركة «أمهات على الجبهة»، قرب منزل وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس. وخرجت الأمهات تحت شعار «لن ننسى ولن نسامح»، وطالبن بإنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين والجنود.
ومنذ هجوم حماس، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية فى قطاع غزة دون هوادة براً وجواً وبحراً، ما خلف دماراً هائلاً فى القطاع فضلاً عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين، وأزمة إنسانية كارثية بلغت حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة فى بعض أنحاء القطاع.
وأعلنت مصادر طبية فى قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 67 ألفاً والمصابين إلى ما يزيد عن 169 ألفاً، من بينهم 20179 طفلاً، و10427 سيدة، و4813 من كبار السن و31754 من الرجال. ووثقت المصادر الطبية التداعيات الكارثية على النظام الصحي، بعد مرور عامين على حرب الإبادة الجماعية، على النحو التالي:
بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 1701 شهيد، و362 معتقلاً فى ظروف اعتقال وتغييب قسرى وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية. كما أن 25 مستشفى خرج من الخدمة من أصل 38 مستشفي، فيما لا تزال 13 مستشفى تعمل بشكل جزئى وفى ظروف صعبة، كما دمر الاحتلال 103 مراكز للرعاية الصحية الأولية، من أصل 157 مركزاً، فيما يعمل 54 مركزاً بشكل جزئي. وتزعم إسرائيل أن هجومها يستهدف حماس وأنها تحاول تجنب قتل المدنيين لكن عناصر الحركة هم من يختبئون بين السكان المدنيين.
وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضى إلى أن إسرائيل ارتكبت «إبادة جماعية» فى غزة، واعتمدت على نطاق عمليات القتل كأحد الأدلة التى تدعم استنتاجها. ووصفت إسرائيل ما خلصت إليه اللجنة بأنه متحيز و»مخزٍ».