هل انتهت الحرب الإسرائيلية على غزة بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين وحان وقت السلام؟ بعد أن أعلنت حركة حماس موافقتها على الإفراج عن كل الرهائن الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثامين الأموات بناء على خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأكدت فى بيان استعدادها للانخراط على الفورفى مفاوضات عبر الوسطاء لبحث تفاصيل الخطة، مؤكدة تقدّيرها للجهود العربية والإسلامية والدولية وكذا جهود الرئيس ترامب، كما أكدت موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين «تكنوقراط» بناءً على التوافق الوطنى الفلسطينى واستناداً للدعم العربى والإسلامي، هكذا تعاملت الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس مع خطة السلام بمسئولية كبيرة لوقف النار وإنهاء المجازراليومية حفاظاً على حياة الشعب الفلسطينى ومستقبله على أرضه دون تهجير إلى خارج القطاع، وبذلك فوتت حماس الفرصة على نتنياهو وأعوانه من المتطرفين لمواصلة الحرب والاستيلاء على القطاع وضم الضفة الغربية لتحقيق حلم إسرائيل الكبري، ونشرالرئيس الأمريكى دونالد ترامب على حسابه فى منصة «تروث سوشيال» نص بيان حركة حماس المتعلق بموقفها من خطته بشأن وقف الحرب فى قطاع غزة، معرباً عن اعتقاده بأن حركة حماس مستعدة لسلام دائم عقب ردها على خطته للسلام، وحث إسرائيل على «التوقف فوراً» عن قصف قطاع غزة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، لكن هل يمتثل نتنياهو وحكومته لمطلب الرئيس ترامب بوقف الحرب تمهيداً لتسليم الرهائن بأمان وسرعة؟
نحن الآن أمام ساعات حاسمة ويبدوأن ترامب وضع نتنياهو أمام الأمر الواقع، إذ فوجئ الأخير باحتفاء الرئيس الأمريكى ببيان حماس وإعلانه أن مفاوضات تجرى حالياً لبلورة الاتفاق بشكل كامل ووضع اللمسات الأخيرة لكثير من خطة الـ21 نقطة التى تحتاج إلى إعادة صياغة وتوضيح خصوصاً فيما يتعلق بخطة الانسحاب الإسرائيلى من القطاع ونزع سلاح حماس، واعتبر الوسطاء فى مصر وقطر أن موقف حماس إيجابى ويستحق الدعم للتوصل إلى صيغة نهائية للتنفيذ بعد أن أعطت الخطة الفلسطينيين حق العيش على أرضهم دون تهجير وهو ما طالبت به مصر مراراً وتكراراً لأنه يحترم مستقبل الشعب الفلسطينى على أرضه فى سلام دون حرب أبادت 66 ألفاً من الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن إضافة إلى ما يزيد على 150 ألف مصاب، وتالياً لا يستطيع أحد أن ينكرأن الموقف المصرى الصلب الذى حطم خطة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع، وتنفيذ حلمه فى إقامة إسرائيل الكبري، وسوف يذكر التاريخ هذا الموقف للقيادة المصرية التى وضعت كل مقدراتها على الطاولة حماية للقضية الفلسطينية فى وقت لم تقدم الكثيرمن الدول الدعم لهذه القضية المحورية، رغم أن نهاية فلسطين تعنى سقوط دول المنطقة بأكملها.
بعد إعلان «حماس» قبولها مقترح الرئيس الأمريكى بشأن غزة، نشر دونالد ترامب رد الحركة الفلسطينية على صفحته بمنصة «تروث سوشيال» وموقع البيت الأبيض فى سابقة هى الأولى من نوعها، ما قطع الطريق على نتنياهو لرفض بيان حماس الذى طالب بمفاوضات من أجل صياغة واضحة لخطة ترامب، فيما وافقت المعارضة الإسرائيلية على بيان حماس، بعد أن أبدت حماس موافقتها على تسليم الرهائن بموجب خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأرجأت مناقشة مستقبل القطاع لحين طرح القضية من خلال إطار وطنى فلسطينى جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه، وأرى أن موافقة حماس على الخطة وترحيب ترامب بذلك جزء من خطة أوسع لإقرار السلام بالشرق الأوسط ودخول المزيد من الدول العربية وغير العربية فى الاتفاقات الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل، فيما قال موسى أبومرزوق القيادى فى «حماس» فى تصريحات تليفزيونية إن الحركة لن تُلقى السلاح قبل انتهاء «الاحتلال» الإسرائيلي، وأن «حماس» ستدخل فى مفاوضات على كل القضايا المتعلقة بالحركة وسلاحها.
أقول لكم، إننا أمام أيام صعبة من المفاوضات، وأرى أن ترامب سيضغط على نتنياهو لوقف الحرب والقبول بالخطة خصوصاً أن إسرائيل ستتسلم كل الرهائن وهو ما يهم ترامب والشعب الإسرائيلى أكثر من أى شيء آخر خصوصاً تسليم سلاح حماس أو مغادرة قيادات الحركة للقطاع، رغم أنهما نقطتان مهمتان لنتنياهو الذى يرغب فى تحقيق النصرالكامل من خلال خطة ترامب، لكن ما كان من الممكن أن يتحقق ذلك لولا التنسيق العربى مع الدول الإسلامية الكبرى والحديث عن تشكيل ناتو عربى إسلامى ليحقق شعار قوتنا فى وحدتنا الغرض المطلوب منه ويوقف حرب إبادة للشعب الفلسطيني، من أجل تحقيق طموحات نتنياهو التوسعية وسط توقعات بسقوط حكومته فى حال تنفيذ هذه الخطة وقد يدعو إلى انتخابات مبكرة قبل الموعد المحدد لها فى أكتوبر 2026، ووجه الرئيس ترامب الشكر لعدد من الدول التى أسهمت فى هذا الإنجاز ومن بينها مصر التى تحملت عبْ الوساطة طوال عامين مع قطر، ويسعى ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام ولذا يسعى لانتهاء هذه الحرب فى أسرع وقت ممكن، فهل حان وقت السلام؟.









