لن تمل من متابعة ومشاهدة صغارك وكل منهم يمسك بريشته أو قلم الألوان الخاص به، ليرسم ويحدد ملامح معركة أكتوبر المجيدة، وفقاً لما سمعه أو تابعه من أقوال وروايات وما شاهده من فيديوهات وأفلام حرصت على توثيق نصر أكتوبر العظيم .. يركز أحدهم على عبور الطائرات الحربية المصرية، ويحرص على تلوين جوانبها بألوان العلم المصري، فى حين ينصب اهتمام آخر على رفع العلم على الضفة بعد عبور الجنود، وثالث تفنن فى تخيل مشاهد أسر بعض جنود العدو واقتيادهم إلى مقر القيادة .. وغيرها من لوحات الفخر والعزة التى تناقلناها على مدار سنوات طويلة وممتدة.
ستظل ذكرى أكتوبر خالدة ومتجددة فى مدلولاتها وأثارها، لتعبر بصدق عن شجاعة وبسالة الجندى المصري، وقدرته على تجاوز الصعاب والمحن، ولن يقل حماس الصغير قبل الكبير وترقبه لقدوم احتفالات العبور كى يستعيد ما جرى ويستوضح ما يغيب عنه بشأن العبور العظيم، ويستمع إلى تحليلات الخبراء وقصص المحاربين القدامى وما يرد فيها من قصص بطولية، تجسد حقيقة وثبات خير أجناد الأرض، ولا يعبأ هؤلاء بما يقال ويتردد بين الحين والآخر، أو محاولات المغرضين وكارهى الحقيقة والتاريخ النيل من ثوابت النصر أو قواعده التى اعترف بها العالم، واعبترها خبراؤه معجزة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معان.
لا يتردد أى منا فى إطلاق وصف العبور على كل نجاح أو إنجاز يتحقق، بصرف النظر عن مجاله أو قطاعه، فعالم الطب والصيدلة يصل لغاية العبور مع كل إنجاز طبى واكتشاف يخدم البشرية فى علاج مرض مزمن، ونفس الأمر يفعله المهندس فى مجاله، وعالم الآثار مع كل كشف أثرى جديد، وغيرهم من خبراء المجالات الحياتية المختلفة والمتعددة.
وها هى الفرصة سانحة لجيلنا الكروى الحالى فى تحقيق عبور جديد نحو المشاركة الرابعة فى كأس العالم 2026 .. وما يترتب على ذلك من آثار أهمها استعادة الكرة المصرية لمكانتها على الخريطة القارية والدولية، وتقليل مدة الانتظار بين كل مشاركة ونظيرتها، حيث انتظرنا طويلاً لتتحقق المشاركة الثانية فى 90 بعد ظهور مصر الأول فى المونديال 34 وجاءت الثالثة فى 2018 ونترقب جميعاً الرابعة فى 2026.
دعونا نستثمر العبور كل فى مجاله، ليتجدد نصر المصريين كل يوم بعبور أبنائهم كل صعب ومستحيل، وتحقيق غاية التقدم والرقى لشعبهم فى كافة مناحى الحياة.