اثنان وخمسون عاماً مضت على حرب السادس من أكتوبر المجيدة سنة 1973 العاشر من رمضان، التى عرفت بحرب تشرين والغفران، والتى دارت رحاها بين كل من مصر وسوريا من ناحية والكيان المحتل الغاصب من الناحية الأخرى، والتى بدأت بهجوم مفاجئ من قبل القوتين المصرية الباسلة والسورية على قوات الكيان الصهيونى المرابطة فى سيناء والجولان معاً، ولم تكن هذه الحرب المباغتة اعتداء على اسرائيل، وإنما كانت حرباً مشروعة هدفها الأسمى استرداد الأرض المحتلة سيناء والجولان معاً.
تعتبر أكتوبر إحدى جولات الصراع العربي- الإسرائيلى التى اندلعت بعد تخطيط دقيق من القيادتين المصرية والسورية لشن حرب فى وقت واحد لاسترداد سيناء والجولان التى احتلها الكيان فى حرب 1967.
قامت فلسفة الحرب على تدمير خطى برليف الحصين فى سيناء وألوان فى الجولان، حيث كان الجيش الصهيونى قد حصّن مراكزه خلال سنوات الاحتلال الست التى أعقبت الاحتلال البغيض، ظناً منه أن هذه الأرض ستظل تحت قيادته للأبد حسب توراتهم المحرفة المزعومة، التى تنص على أنها أرض الآباء والأجداد وحدودها من النيل للفرات، ولكن هيهات هيهات.. قامت فلسفة حرب أكتوبر على التعاون العسكرى بين الدول العربية الشقيقة، حيث أرسلت العراق فرقتين مدرعتين و3 ألوية مشاة وأسراب طائرات إلى الجبهة السورية، بخلاف 73 طائرة لمصر من «سوخوى 17» و«ميج 21» وشاركت دولة الجزائر مصر بالفوج الثامن مشاة ميكانيكا، وكان للرئيس الجزائرى هوارى بومدين دورمشرف، حيث منح السوفيت «شيك على بياض» مقابل شراء طائرات وأسلحة وإرسالها لمصر عقب وصوله معلومات من جاسوس جزائرى فى أوروبا قبل الحرب مفادها أن الكيان ينوى هجوماً على مصر، بالإضافة إلى الدعم البشرى والعتاد البرى المضاد للطائرات، كما كان لليبيا دور فى دعم القوات المصرية بلواء مدرع وسربين من الطائرات، فى حين شاركت الأردن بلواء مدرع 90 إلى سوريا، وعلى نفس الخط شاركت المغرب بلواء مشاة على الجبهة المصرية، كما كانت المملكة العربية السعودية من الدول التى قدمت دعماً للجبهة السورية لواء ميكانيكا ومدرعات وناقلات جنود وأفواج مظلات ومدفعية وبطاريات مضادة للطائرات، والسودان الشقيق شارك بلواءى مشاة للجبهة المصرية وكتيبة واحدة خاصة، وأرسلت الكويت تشكيلين للجبهة السورية وللجبهة المصرية كتيبة مشاة موجودة قبل الحرب، وشاركت تونس بكتيبة مشاة قوامها ألف جندى للجبهة المصرية.
كما استخدم العرب حرب البترول وإغلاق اليمن لمضيق باب المندب، الذى كان له عظيم الأثر.
تظل روح أكتوبر باقية على مر التاريخ حافلة بالنصر والفخر والكرامة لكل مصرى أصيل محب لوطنه.. لكن النصر يحتاج الصمود واليقظة والاتحاد بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة.. نحتاج الدفاع عن وطننا بالعلم والثقافة والابتكار والتقدم، لأن العالم فى سباق مع الزمن من أجل البقاء للأقوى.. ستظل مصر باقية لا تموت، رائدة بقيادتها وجيشها وعلمائها وعمّالها وفلاحيها وشعبها.. تحيا مصر وتحيا الأمة العربية والإسلامية.