على مدار سبع سنوات نجح معرض تراثنا فى أن يتحول لمتحف مفتوح لكافة الفنون الحرفية والتراثية والتى جاءت لتحكى تاريخ الأجداد من كافة محافظات ومدن وقرى مصر تم استحضارها فى صورة فنية تحمل عنواناً «تراث الأجداد بأيادي الأحفاد» إن جاز التعبير وهو الأمر الذى نال شهرة دولية مما جعل العديد من الدول حريصة على المشاركة فى محاولة للتأخى مع الفنون التراثية المصرية التى تتجاوز كونها مشغولات يدوية لكونها لوحات فنية تقدم حكايات تاريخية .
ومن عام لعام أحرص مثل غيرى كثيرين على زيارة المعرض والإبحار فى فنونه والتعرف على ثقافات مختلفة وقصص إرادة وتحدى لعظيمات تمردن على عادات بالية وظروف قاسية وانتصرن للمرأة المصرية بالفن ليقدمن للعالم حكاية بطلها الأمل وأحداثها الصبر حتى كانت النهاية نجاحاً لأهداف رسمتها أحلام عاشت مؤجلة لسنوات وسنوات حتى كانت يد الدولة التى امتدت لتحقيقها من خلال معرض تراثنا الذى بات محفلاً دولياً لإلتقاء الفنون .
فى معرض هذا العام استوقفنى جناح النوبة الذى نجح فى تقديم عشرات الحكايات من خلال قطع هى فى الحقيقة لوحات جاءت لتعبر عن قصة دارت أحداثها هناك فى الجنوب ذلك الجنوب الذى نجح فى إعادة الدكتورة إيمان عثمان لجذور الأجداد وبلا إرادة منها وجدت نفسها تطلق « سندة « لتعريف العالم بجمال ما تغزله سيدات النوبة لترسم معهن أحلاما أكبر قررن معها المشاركة بإسم النوبة لأول مرة فى تاريخ المعرض الذى يقام للدورة السابعة .
إيمان التى ينتمى جدها لأرض الذهب ذهبت لأول مرة لزيارة أرض الأجداد عندما منعها فيروس كورونا عن القيام برحلاتها الخارجية المعتادة فوجدت نفسها مضطرة للإبحار نحو الجنوب حتى كان المشهد الذى استوقفها عندما شاهدت السيدات يستعطفن السياح من أجل شراء منتجاتهن البسيطة فقررت أن تصنع لهن مشروعاً يأتى إليه السائحون من كافة بلاد العالم للشراء منهن وهو ما تحقق بالفعل لتنطلق أحلامهن خارج حدود قراهن للمشاركة فى معرض تراثنا.
ومن النوبة إلى الجنوب الشرقى كانت كريمة سعيد ابنة شلاتين ترسم أحلامها لدعم وتمكين النساء فى مدينتى حلايب وشلاتين وقرية أبورماد لتحفظ تراث الأجداد وتقدم مشروعات ذات عائد اقتصادى وتعلم جيلاً جديداً فنونهم التراثية لتتواصل الحكايات التاريخية .
كريمة التى قطعت مئات الكيلو مترات لتحمل رسائل نساء الجنوب الشرقى التى جاءت عبر مجموعة من المشغولات اليدوية لم يكن لها لتفعل ذلك لو لم تفكر الدولة فى احتضان هذه الكنوز التاريخية من خلال معرض تراثنا هذا المعرض الذى حظى بدعم كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى بشكل جعل العديد من الدول تحرص على التواجد لإلتقاء الفنون وتبادل الثقافات .
ومن صعيد مصر تأتى عزيزة عبدالحميد لتحكى لنا حكاية فن التلى فى جزيرة شندويل تلك القرية التى احتضنت هذا الفن لعقود من الزمان عبر ما تغزله السيدات على قطع القماش الأمر الذى دفع بهذه السيدة الصامدة للاستعانة بمهنة الجدات لتواجه ظروف الحياة بعد عجز زوجها عن العمل محطمة كل القيود التى فرضت على المرأة فى مجتمعها لتكون واحدة من المشاركات فى توثيق فن التلى كحرفة تراثية .
وفى جنوب سيناء كانت يسرية عبد الرحمن تصنع حكاية بلون الطمى من خلال ما تقدمه من منتجات فخار عبرت فى حالة فريدة عن التراث السيناوى وقدرة المرأة السيناوية على الإبداع من خلال قطع ستجدها تنطق بحكايات أصحابها ومن هنا أدعوكم لزيارة تراثنا الذى يستمر حتى يوم السبت القادم لتعيشوا حالة من الجمال مع فنانين جاءوا ليحكوا حكايات من تاريخ مصر.