الذى يتذكر جيداً مسيرة محمد صلاح مع الاحتراف منذ انضمامه لبازل السويسرى ومرورا بتشيلسى وفيورينتينا وروما قبل أن يعود من الباب الواسع إلى البريميرليج أقوى دورى فى العالم سيدرك أن ما يمر به مو صلاح حالياً مع الفريق الإنجليزى من فقدان بعض الشغف داخل المستطيل الأخضر ما هو إلا نتاج بعض المطبات التى مرت به مؤخرا وفى مقدمتها شعوره بالظلم لعدم اختياره أحسن لاعب من قبل مجلة الفرانس فوتبول وهو الذى يستحقها عن جدارة إذا طبق القائمون عليها أسلوب البحث العلمى والحوكمة بشكل صحيح وابتعدت السياسة والعنصرية والحالات المواكبة عن عملية الاختيار!
والسبب الثانى وهو طبيعى فى الرياضة بشكل عام وعالم كرة القدم بشكل خاص حيث واصل محمد صلاح المحافظة على مستواه وحمل فريق ليفربول على أكتافه خلال الفترة الماضية وساهم بشكل مباشر فى الفوز بالدورة مرتين بكل قوة وكذلك نجاحه فى كسر العديد والعديد من الأرقام وفوزه بلقب أحسن لاعب فى بطولة العالم للأندية التى أقيمت فى قطر وغير ذلك الكثير.
وبالتالى يمر أى نجم ومعه أكبر وأقوى فرق العالم بحالة من تراجع المستوى والنتائج فى بعض الفترات لكنها لا تستمر كثيرا مع الكبار.
ولا تنسى أن فريق ليفربول يمر حاليا بإعادة بناء سواء على مستوى تغيير بعض اللاعبين أو حتى تغييرات المراكز التى أثرت بشكل واضح على الخسارة فى اللقاءات الثلاث الماضية.
ومن هنا حتى نكون منصفين عند تناول حالة محمد صلاح حاليا والغوص فى الأسباب أن نضع مثل هذه الأمور نصب أعيننا ولا نحمله فوق طاقته ونكون على علم ودراية كاملة بخصائص لعبة كرة القدم.
قل لى فريقاً واحداً فى العالم أو حتى منتخباً ونجماً لم يمروا بهذه الظروف وأكثر منها؟
فلا تنسى أن منتخب البرازيل خرج بسرعة من كأس العالم التى استضافها قبل أحد عشر عاما تقريباً وكذلك فرق ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ والمان سيتى وغيرهم تراجع مستواهم فى بعض الفترات لأن دوام الحال من المحال ليس فى كرة القدم وحدها بل فى الحياة كلها وإلا ما رأينا نجوماً جدداً يبزغ نجمها وآخرين يدخلون مرحلة «الأفول».
فلا تقسو أيها الناس على صلاح وتذكروا مشواره الاحترافى الرائع الذى هزم فيه كل الصعاب والتحديات التى قابلته حتى احتل قلوب الإنجليز ونال لقب الملك المصرى الذى يستحقه لأنه يمتلك عقلية القادة التى تفكر وتعمل بكل الجد وتعشق التميز أكثر من النجاح.
وبالتالى ليس بغريب أن يصبح محمد صلاح قافلة متنقلة للخير ومعها مجموعة سفراء مصرية يخدم بلاده العظيمة مقدما نموذجا فريداً من الخلق العظيم والوفاء والتدين وحب بلاده وأبناء جلدته.
وسيعود صلاح قريباً ليقود منتخب مصر للتأهل للمونديال القادم من بوابة منتخب جيبوتى ليبدأ مرحلة أخرى جديدة من مشوار تألقه مع الساحرة المستديرة.