52 عاما مضت على النصر العظيم الذى حققته قواتنا المسلحة الباسلة فى السادس من أكتوبر 1973.. واستطاعت بالإرادة والعزيمة والإعداد السليم تحرير أرض سيناء الغالية من العدو الذى توهم أن احتلاله لأرض الفيروز سيستمر ويدوم.
لكن القيادة الوطنية المصرية المخلصة ومن خلفها الشعب العظيم كان لهم الرأى الصائب والقرار السليم.. الذى اتخذت بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بخوض معركة التحرير.. وفقاً لخطة متكاملة تم التحضير لها والتدريب على عناصرها ومراحلها تحت غطاء من السرية والعمل الجاد خدعت العدو الذى فوجئ الثانية ظهر السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان بأبطالنا يعبرون القناة إلى داخل أرض الفيروز.. وما هى إلا ساعات قليلة إلا ورفعوا العلم المصرى الحبيب على الأرض المحررة.. وسط دهشة العالم مصحوبة بصدمة العدو الذى فوجئ بالمدرس البليغ المؤثر لأحفاد الفراعنة الأبطال.. أصحاب الحضارة والتنوير.
بعدها وحتى الآن مازالت الخطط والمعارك وأساليب القتال التى اعتمدها جيش مصر المحروسة وقد أصبحت المراجع الرئيسية التى تدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية شرقا وغربا.. صاحبها على مدى السنوات كتب ومحاضرات ومذكرات للقادة والخبراء تحاول الإجابة عن السؤال عن أبعاد النصر الذى حققه الرجال وهم صائمون بعناية وفضل الله سبحانه وتعالى.
وبالإضافة لما يمكن أن تكشف عنه الوثائق التى ستعلن فى الوقت المناسب نستطيع الإشارة إلى نقطة مهمة تستحق الانتباه وهى عملية التحديث الشامل للقوات المسلحة فى أعقاب عدوان 1967.. سواء من حيث نوعيات السلاح المناسبة لإحداث التفوق المنشود أو منظومة التأهيل والتدريب لأفراد القوات المسلحة على مختلف المستويات وضم شباب المؤهلات العليا للخدمة الوطنية الذين كشفوا عن مهارات وبطولات أسطورية على أرض المعركة سواء فى مرحلة العبور أو الانتشار داخل سيناء.
وسيتحدث التاريخ فى يوم قادم عن وسائل مبتكرة للدفاع عن الوطن ابتكرها ضباط شبان بالقوات المسلحة فيها ما ساعد فى إسقاط خط بارليف والساتر الرملى العملاق على ضفتى القناة.. وغير ذلك من قوارب مطاطية ووسائل للاتصال.. ناهيك عن خطة التمويه الناجحة التى خدعت العدو حتى بدأ الهجوم الكبير.. ويسجل استخدام المصريين للعلم سلاحا فعالا.. ساهم فى النصر العظيم.. وأهدى للوطن الغالى روح أكتوبر للبناء والفداء.