ونحن نحتفل بمرور 52 عاما على ذكرى انتصارات حرب السادس من أكتوبر1973 ينبغى أن يدرك نشء اليوم ورجال الغد وشبابنا عماد المستقبل أن تمسكهم بروح أكتوبر هى التى ستحمى الشعب المصرى من أى مخاطر تهدده فى ظل منطقة تشهد توترات وصراعات عسكرية نلمسها على الساحة فضلا عن حرب شائعات تطول كل شىء دون توقف.
ينبغى أن ندرك جميعا أن التحديات التى تواجهنا اليوم تتطلب أن نكون على قلب رجل واحد حيث ان التكاتف بين الشعب وقيادته السياسية والعسكرية يعتبر نقطة الارتكاز الاساسية لعبور التحديات والانطلاق منها لبناء مصر القوية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا حيث ان العفى لايمكن للدول الاستعمارية ان تاكل لقمته.
ومن المتصور ان نذكر اجيالنا التى لم تشهد حرب وانتصارات السادس من اكتوبر ولم تدركها الا من خلال الدراما التلفزيونية وبعض الأفلام ومشاهد ولقطات متكررة من كل عام فى شهر العزة واستعادة الكرامة بان حرب الاستنزاف التى سبقت المعركة الرئيسية وما تحقق منهما لم يكن وليد الصدفة وإنما كان أسبابه التمسك عن ايمان بالوطن واسترداد كل ذرة من ترابه وان النصر مرتبط بتعزيز الثقة المتبادلة بين الشعب وقيادته وان قوة مصر فى وحدتها والتكاتف خلف قيادتها السياسية والعسكرية.
وفى حرب أكتوبر حققنا النصر بعد انكسار دام نحو 6 سنوات بفضل ايماننا بالله وعزيمتنا والإصرار على تمسكنا بارضنا واستعدادنا الدائم للتضحية بأرواحنا وتلاحم القيادة والجيش والشعب رغم الحرب النفسية التى كان يشنها دوما جيش العدو المغرور بانه لا يقهر وان مجرد التفكير فى عبور قناة السويس لن يسلم اى جندى او ضابط من النيران التى ستفتح عليهم من عمق المياه وحتى لو نجحوا فى ذلك فان مصيرهم وتحطيمهم سيشهد عليه خط بارليف المنيع!!
والابداع فى حرب السادس من اكتوبر1973 لم يكن بحاجة لوقوع معجزات بقدر تمسك أبطالنا بفكر بسيط خارج الصندوق وثقة بالنفس رغم ان الوضع امام العدو كان فى مصلحته لتفوقه تكنولوجيا وفى القوات الجوية ولكن نجح أبطالنا من ابناء القوات المسلحة الباسلة فى تعويض ميزان القوى بتحقيق عنصر المفاجأة التزاما بالتخطيط المميز وتحديد يوم الحرب بالساعة والثانية والفصل والشهر حيث جاء اختيار موعدها بعد دراسة عميقة من فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة لذلك لم يستطع العدوان يجمع قواته الاحتياطية فتحققق لنا النصر عليهم بالفعل خطة الخداع الاستراتيجى التى ابتدعتها القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس الراحل أنور السادات لم تكن وليدة الصدفة.. بل كانت وراءها جهود جبارة من أجهزة مختلفة لا تزال محافظة على أمننا القومى.
اتصور ان مستقبل الامم لا يتحقق الا بدماء الشهداء وان الحفاظ على الامن القومى لاى دولة يتطلب غالبا التضحية والاستعداد للتحديات وان الإيمان بالهدف والاعتماد على سواعد ابناء الوطن فى مقدوره مواجهة اعتى القوى ولا يزال أطفالنا وشبابنا ابناء واحفاد جيل اكتوبر هم القادرون وحدهم على حماية بلدنا طالما انهم مستلهمين روح اكتوبر ومتمسكين بالعلم والإيمان بالله وحده.. حاملين رسالة ردع واضحة لكل من تسول له نفسه المساس بحدودنا.









