اليوم تمر ذكرى السادس من أكتوبر1973.. تلك الحرب المجيدة.. التى قضت على أسطورة جيش العدو الإسرائيلى الذى كان يزعم انه الجيش الذى لا يقهر.. ومع احتفال كل عام لابد ان نتذكر أبطالنا الذين قدموا حياتهم وارواحهم فداء لمصر وأهلها.. وأصبح لدينا روح أكتوبر التى تقهر المستحيل وتتخطى كل الصعاب.. وإذا تكلمنا عن المحطات المهمة فى ملاحم بطولات الجيش المصرى وأبنائه.. لن تكفى كلماتنا لنكتب عن كل أمجاد هذا الجيش الباسل وعن بطولات أبنائه.. ولكن لابد أن نذكر الأجيال الجديدة كل عام ببعض البطولات لأبناء هذا الوطن خلال حرب أكتوبر أو قبلها أو بعدها وصولا لليوم الذى نحتفل فيه بالعيد 52 لنصر أكتوبر.. ولذلك أؤكد اليوم للأجيال الجديدة ان حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة حربية وعسكرية فرضت على مصر لاسترداد أرضها التى أحتلها العدو الإسرائيلى فى يونيو 1967 ولكن كانت اختبارا حقيقيا لإرادة المصريين والجيش المصرى وقيادته على تحقيق حلم المصريين بتحقيق النصر.. وإذا كانت الحرب بدأت فى السادس من أكتوبر 1973 بالضربة الجوية التى أصابت العدو بالصدمة ومهدت الطريق أمام القوات البرية لاقتحام خط بارليف الذى كانت تقول عنه إسرائيل «إن خط بارليف حصن منيع غير قابل للاختراق».. حيث تجاوز ارتفاعه عشرين مترا من ساتر ترابى.. بالإضافة إلى تجهيزه بقاذفات النابالم التى يمكن توجيهها لسطح قناة السويس لإشعالها فى حالة التعرض لهجوم مصرى.. ولكن كل تحصينات خط بارليف لم تقف عائقا أمام أبناء القوات المسلحة المصرية.. وكانت عبقرية اللواء باقى زكى يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميدانى وراء فكرة استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال لنسف الساتر الترابى.. وبالفعل فى أطار خطة التمويه قامت وزارة الزراعة باستيراد هذه المضخات من أوروبا.. وفى يوم السادس من أكتوبر تم استخدامها لتدمير ونسف خط بارليف وإزالة ما يقدر بأكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب من الساتر الترابى اعتمادا على هذه المضخات.. وأفقد العدو أحد أهم حصونه القوية.. وفقد توازنه فى ست ساعات.. وعبرت القوات المصرية للضفة الغربية للقناة.. إن بطولات حرب أكتوبر لا تعد ولا تحصى وسيستمر الشعب المصرى يذكر هذه الحرب والانتصارات فيها.. ويذكر بطولات أبنائه التى سجلت بدماء الشهداء..
ان ذكرى حرب أكتوبر تعنى الكثير للمصريين.. تعنى الخروج من ألم الانكسار إلى فخر الانتصار.. تعنى بداية البناء.. بعد سنوات الحشد والاحتشاد.. تعنى روحا جديدة سرت فى أوصال الجميع.. روح أكتوبر المجيدة.. التى عبرت بنا إلى النصر وكسرت سنوات الألم وسنوات الانتظار.. إلى سنوات الانطلاق والأمل فى الغد الأفضل والمستقبل الواعد للجميع.. تعنى إتاحة الفرصة للانسان المصرى لإظهار أحسن ماعنده.. تعنى إظهار عمق الحضارة المصرية المتجزرة فى أعماق كل مصرى.. تعنى كل هذا وأكثر.. وستظل لنا جميعا ذكرى تدخل الرعب فى نفوس العدو.. ولازلنا نحتاج إلى إنتاج المزيد من الأفلام التى توثق للأحداث المختلفة خلال فترة الحرب.. ولابد ان نذكر الدور الكبير الذى لعبه عظماء الفن المصرى.. وكيف تواجد العديد من الفنانين الكبار والشعراء والملحنين لتقديم العديد من الاغانى الوطنية التى كانت وليدة لحظة الانتصار.. نحتاج ان يوثق هذا من خلال فيلم سينمائى يخرج إلى النور.. خاصة إن كل هذه الاغانى مازالت محفورة فى وجداننا.. فمن منا لم تدمع عيناه وهو يستمع إلى أغنية فدائى للفنان الراحل عبد الحليم حافظ.. وأغنية الفنانة الراحلة شريفة فاضل « أنا أم البطل « خاصة وان ابنها كان من بين الشهداء.. ان حرب اكتوبر لم تكن نصرا عسكريا فقط.. بل هى حالة شعب كان رافضا للهزيمة والانكسار.. وعلينا ان نساهم فى تعريف الاجيال الجديدة قيمة هذه الحرب.. وما تحقق من خلالها.. فهذا الانتصار هو الذى ساهم فى استعادتنا لكامل التراب المصرى.. وتضحيات الجيش وبطولاته لم ولن تتوقف.. فقد شهدنا الجيش يحارب الإرهاب فى سيناء وينجح فى تطهير سيناء من كل البؤر الارهابية والاجرامية.. رأينا الجيش يستجيب لمطالب الشعب فى 30 يونيو ويحميه من جماعة الإخوان الإرهابية..
ان من حقنا ان نفخز بجيش مصر الذى استطاع ان يعبر بنا من الهزيمة إلى النصر.. ومن حقنا أن نشعر بالأمن والأمان فى وجود هذا الجيش الذى يجعلنا ننام مطمئنين.. ويشكل حائط صد لمصر والمصريين على مر الزمان.. إن حرب أكتوبر محطة من محطات وبطولات الجيش المصرى العظيم.. وتحيا مصر.