بعد حوالي شهرين من الزفاف، أنهت عروس بمحافظة الفيوم حياتها بإلقاء نفسها في مياه البحر، لتُنهي مأساتها مع “عريس الغفلة” الذي بدَّد أحلامها الوردية لتصبح كابوسًا مُزعجًا وأيامًا من الشقاء والتعاسة. تم انتشال الجثة وتحرير محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء أحمد عزت، مدير أمن المحافظة.
قصة الضحية
الحادث المأساوي راحت ضحيته عروس في زهرة شبابها (25 عامًا) مقيمة بأحدِ قرى مركز الفيوم. كانت تحلم كأي فتاة، بمجرد أن اكتملت أنوثتها وتهافت عليها العرسان، بمن يحقق طموحها بحياة سعيدة. وظلت تراودها الأحلام إلى أن وافقت على من أمطرها بعبارات العشق والغرام التي “دغدغت” مشاعرها وجعلتها أسيرة له، لتُسارع مع الأهل الزمن في إتمام الزفاف، دون أن تدري ما يُخفيه لها القدر من هموم وأحزان، وأن كلماته المعسولة مجرد خيال وأوهام حتى تقع في شباكه بسذاجتها.
أهدر كرامتها
بعد ساعات من انتهاء مراسم الزفاف وليلة العمر التي تتمناها أي فتاة، اكتشفت العروس أنها تزوجت إنسانًا آخر غير الذي تعرفه. فقد سقطت الأقنعة بعد تجاوزه في التعامل معها وتطاوله عليها بطريقة أهدرت كرامتها وآدميتها بشكل يفوق الوصف. حاولت الصبر في البداية وكتمان حسرتها والتفاهم معه “كشريك حياة“، لكنه لم يسمع لها قط، لتشعر بأنها مجرد خادمة فقط مع من لا يعرف الرحمة إلى قلبه طريقًا، لتنام مهمومة وحزينة بدموع لا تنقطع.
اكتئاب شديد
لجأت العروس لأسرتها لتشكو همومها، لكن الأهل طلبوا منها السكوت والصبر حتى لا تُصبح سيرتها على كل لسان بين الناس، كعادة أهل الريف، وحتى لا يروا الشماتة في عيون “ضعاف النفوس” وهي في شهر العسل. وأملًا في التفاهم وصلاح الحال الذي أصبح من المحال، أُصيبت الضحية بحالة اكتئاب شديد وسادَت الدنيا في وجهها وعاشت في كابوس، دفعها في النهاية لاتخاذ قرارها بالانتحار، فهو أهون لها من الحياة مع من لا يعرف الرحمة إلى قلبه طريقًا.
انتحار العروس
وقت الحادث، خرجت العروس تهيم على وجهها في الشوارع، تسبقها دموع تنساب على خديها بدون توقف، بعد أن تركت مصاغها ومتعلقاتها ورسالة تدمي القلوب حزنًا وحسرة لما وصل إليه حالها. وتضمنت الرسالة نصائح بعدم الانسياق وراء المظاهر الكذابة من بعض الشباب “معدومي الضمير” الذين يتلاعبون ببنات الناس ومشاعرهم ويدمرون آدميتهم باستهتار شديد. لتُسرع بعدها بإلقاء نفسها في مياه بحر يوسف، ليسحبها التيار وتنتهي حياتها في مشهد حزين.
انتشال الجثة
تلقى رجال مباحث مركز الفيوم بلاغًا بالحادث من الأهالي. وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة والإنقاذ النهري إلى موقع البلاغ، وبعد عدة ساعات من البحث، تمكنت فرق الإنقاذ من العثور على الجثة وانتشالها وسط حالة انهيار شديد من أسرتها التي لم تتوقع الصدمة وأن تصل الأمور وخلافاتها الزوجية إلى هذا الحد. تم نقل جثة العروس إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام تحت تصرف النيابة العامة التي تولت التحقيق.
ضغوط زوجية
كشفت التحريات الأولية لرجال الأمن أن “العروس الضحية” كانت تعاني من ضغوط نفسية حادة بسبب الخلافات الزوجية المتكررة التي لم تجد لها حلاً، وهو ما جعلها تفقد الشعور بالاستقرار والأمان بعد الزواج، لتدخل في حالة اكتئاب شديد أدت إلى إنهاء حياتها بعد أن شعرت أن كل الطرق والأبواب قد سُدت أمامها. أمرت النيابة العامة بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن، كما طلبت تحريات المباحث حول الحادث.