ويبقى يوم 6 أكتوبر 1973 علامة مضيئة فى تاريخ مصر الحديث.. وهو يعد من أيام العزة والكرامة لأمتنا العربية، حيث سجل فيه الشعب مع جيشه ملحمة بطولية أذهلت العالم.
6 أكتوبر.. ليس مجرد ذكرى انتصار فى حرب عابرة، لكنه أصبح ميلاداً متجدداً لروح التلاحم والإصرار والتحدي، الذى أسفر عن معجزة.. عندما اقتحم الأبطال خط بارليف الحصين بصدورهم وأبطلوا أكذوبة «الجيش الذى لا يقهر»، معتبرين أن تراب الوطن أغلى وأثمن بكثير من أرواحهم وأجسادهم.
الانتصار الكبير فى 6 أكتوبر، ترجم قوة وجسارة فتحت باب السلام والتنمية والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.
فمصر لم تتخل يوماً عن مبدأها الداعى للسلام.. ولم تتوقف مساعيها الحثيثة عن مناصرة القضايا العربية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وهى القضية المحورية فى الصراع العربى – الإسرائيلي.
ومنذ قيادته لسفينة الوطن.. يواصل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى جهوده لإقرار الأمن وإعادة الهدوء للمناطق المشتعلة بالمنطقة.. وقد أبهر العالم بحكمته وحنكته السياسية فى تعامله مع هذه القضية الحساسة، وأشاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مؤتمر صحفى عالمي، بدور مصر والرئيس السيسى، لطرح مقترحات سلام فى غزة.. ووصف فيه السيد الرئيس السيسى بأنه «شخصية رائعة للغاية».
ولم يأت هذا التعبير كمجاملة دبلوماسية، لكنه جاء تعبيراً عن احترام وتقدير العالم بصفة عامة والإدارة الأمريكية بصفة خاصة للدور المحورى الذى تؤديه مصر لاستتباب الأمن بالمنطقة وفتح آفاق التنمية فيها.
فقد اعتمدت مصر – فى ثوابتها – على القانون الدولى الإنسانى فى التعامل مع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ورفض التهجير القسرى والتصدى لمحاولات تصفية القضية وحماية الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة فى تقرير مصيره وإقامة دولته على أرضه، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد وصل قطار السلام إلى محطة إعلان حركة حماس الفلسطينية الموافقة على المبادرة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية لتبادل الأسري، إدارة قطاع غزة.. وهذا المقترح ثمرة مباحثات ممتدة مع أطراف عربية حكيمة وفى مقدمتها القيادة السياسية المصرية التى تتسم أفعالها بالشرف والأمانة والوضوح مما جعلها تنال تقدير واحترام العالم.