العالم يتنفس الصعداء
فور إعلان حماس عن موافقتها على إطلاق سراح المحتجزين بموجب خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الهادفة إلى وقف الحرب فى قطاع غزة، توالت ردود الأفعال الدولية المرحبه بهذه الخطوة من أجل انهاء معاناة أكثر من 2 مليون فلسطيني، مات منهم حوالى 67 ألف شهيد والباقى يتعرض للتشريد والتجويع والتهديد.
رحَّبت وزارة الخارجية الأردنية، أمس، بالرد الإيجابى الذى أعلنته حماس، واصفة إياه بأنه خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب وتداعياتها الكارثية.
صرح الناطق الرسمى باسم الوزارة فؤاد المجالي، بأن الأردن يثمن «الدور الرئيسى لمصر وقطر» فى جهود التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
أثنى «المجالي» ايضا على جهود الرئيس الأمريكى ومقترحه الذى يشمل وقف الحرب وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، وتعزيز مساعى تحقيق السلام الشامل، إضافة إلى موقف ترامب الرافض لضم الضفة الغربية.
كما طالب بإطلاق جهد حقيقى لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، برد الحركة على المقترح الأمريكى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مؤكدًا أن مساعى مصر وقطر أسهمت فى تهيئة أجواء أكثر ملاءمة للتوصل إلى اتفاق، كماحث جميع الأطراف على اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب فى غزة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، فى تصريح صحفي: «يرحب الأمين العام بتصريح حماس حول استعدادها للإفراج عن المحتجزين، والبدء فى التحرك بناءً على الاقتراح الأخير للرئيس ترامب».
فى نفس السياق، وصف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رد حركة حماس بأنه «خطوة بنّاءة ومهمة نحو سلام دائم».
قال رئيس وزراء كندا، مارك كارني، إن بلاده ترحب بالتزامات حماس بالتخلى عن السلطة وإطلاق سراح المحتجزين، داعيًا إلى تنفيذ كافة الالتزامات من أجل إرساء الأمن والسلام فى المنطقة.
أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى تغريدة عبر «إكس» أن إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار فى غزة بات «فى المتناول»، مطالباًبمراقبة التزام حماس دون تأخير.
كما أعرب المستشار الألماني، فريدريش ميرز، عن ترحيبه بموافقة حماس ووصفها بـ «خطوة مهمة إلى الأمام»، مشددًا على أن المقترح يمثل فرصة حقيقية للسلام، ووجوب تنفيذه دون تأخير.
قال رئيس وزراء أستراليا، أنتونى ألبانيز، إن بلاده ترحب بالتقدم فى خطة ترامب للسلام، مؤكدًا دعم أستراليا لإنهاء الحرب والعمل نحو حل عادل ومستدام قائم على مبدأ حل الدولتين.
اعتبر رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر أن موافقة حماس على خطة الولايات المتحدة تمثل «خطوة مهمة»، مضيفًا أن المقترح بات يقرب السلام أكثر من أى وقت مضي، محثاً جميع الأطراف إلى التنفيذ الفوري.
أكّد وزير الخارجية الهولندى دافيد فان فييل أهمية نجاح خطة ترامب فى إنهاء الكارثة فى غزة، معبّرًا عن «تفاؤل حذر» بخصوص استعداد حماس للدخول فى مفاوضات مباشرة وتنفيذ الصفقة.
على المستوى الفلسطيني، أبدت فصائل المقاومة، أمس، تأييدها لرد حماس على المقترح الأمريكي، واصفة القرارالذى تم اتخاذه بعد مشاورات معمقة مع فصائل المقاومة بأنه «موقف وطنى مسئول».
فى بيان صحفي، دعت فصائل المقاومة الفلسطينية «إلى استكمال الخطوات والإجراءات من كافة الأطراف»، مشيدة فى الوقت ذاته «بالمواقف العربية والإسلامية والوساطة المصرية والقطرية والجهود التركية»، قائلة إنها ساهمت بشكل كبير فى تبنى موقف موحد يحفظ حقوق الشعب الفلسطينى ويعجّل بوقف العدوان.
شددت الفصائل على «ضرورة أن تقوم السلطة الفلسطينية بواجباتها والتزاماتها المنوطة بها بدءا من هذه اللحظة، بما يشمل ضرورة عقد لقاء وطنى عاجل لبحث آليات التنفيذ المتعلقة بتسلم هيئة فلسطينية مستقلة إدارة القطاع، وبحث كافة القضايا الوطنية فى هذه المرحلة الدقيقة.
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أمس، التى تعد ثانى أكبر الفصائل الفلسطينية المسلحة فى غزة وتتبع لها «سرايا القدس» إن «الرد الذى قدمته حركة حماس على خطة ترامب هو تعبير عن موقف قوى المقاومة الفلسطينية».
أضاف البيان، أن «حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين شاركت بمسئولية فى المشاورات التى أدّت لاتخاذ هذا القرار».
بدوره، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ترحيبه بإعلان الرئيس الأمريكى وقف الحرب فى قطاع غزة، معربا عن استعدادهم للعمل البناء معه.
أكد عباس أن السيادة على غزة لدولة فلسطين، والربط بين الضفة والقطاع يتم عبر القوانين الحكومية الفلسطينية.
فى الوقت نفسه، أعلن الرئيس الفلسطينى عزمه إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام واحد من تاريخ انتهاء الحرب، مشيراً إلى أنه تم تكليف جهات مختصة لإعداد دستور مؤقت للدولة خلال 3 أشهر.
دعا الرئيس الفلسطينى كافة القوى والمؤسسات الوطنية إلى تحمل مسئولياتها فى هذه المرحلة المفصلية، مؤكداً أن الشعب الفلسطينى ماض بثبات نحو تحقيق حريته واستقلاله وتجسيد دولته ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد عباس، فى بيان رسمي، التزام القيادة الفلسطينية بخارطة طريق للإصلاح والتطوير الشامل، بما يشمل إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتكريس مبادئ سيادة القانون والوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تأتى انسجامًا مع تعهدات القيادة الفلسطينية خلال المؤتمر الدولى للسلام فى نيويورك.
على المستوى الشعبى داخل إسرائيل،، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين فى غزة إنها «تدعم إصرار الرئيس الأمريكى على العمل من أجل اعادة كل المحتجزين وإنهاء الحرب فى غزة.
أضافت الهيئة، فى بيانٍ، أن مطالبة ترامب بوقف الحرب الآن ضرورى لمنع المساس بحياة الأسري، مؤكدة أن على نتنياهو «إصدار أمر فورًا ببدء مفاوضات فعالة وسريعة لإعادة المحتجزين».
كانت قد أعلنت حركة «حماس» الفلسطينية، فى وقت سابق، موافقتها على الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والجثامين فى قطاع غزة، وفق صيغة التبادل الواردة فى مقترح الرئيس ترامب، مطالبة بتوفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، بما يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.
وعقب رد الحركة، دعا الرئيس ترامب إسرائيل إلى التوقف عن قصف غزة «فوراً» .
وقال ترامب إنه يعتقد أن حركة حماس باتت «مستعدة لسلام دائم»، مضيفاً فى منشور على حسابه بمنصته «تروث سوشيال» أن «على إسرائيل أن توقف قصف غزة فوراً، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، فى حين يقبع بسجون الاحتلال نحو 11 ألفاً و100 فلسطينى يعانون تعذيبا وتجويعاً وإهمالاً طبياً، استشهد العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.