رغم مرور أكثر من نصف قرن من الزمان على ملحمة البطولة المصرية ــ العربية فى السادس من أكتوبر عام 1973 إلا أن ذكريات هذا الحدث الجلل لم يغب عن الذاكرة مهما طال الزمن.
فحدث كهذا كانت له عدة مقدمات أخبرت عن أن هناك نصرًا عظيمًا سيكون من نصيب خير أجناد الأرض.. فمثلاً بعد نكسة 67 بعدة أشهر كانت هناك واحدة من بطولات رجال البحرية المصرية داخل إسرائيل حيث قام الرجال بالتسلل إلى داخل ميناء إيلات الإسرائيلى واستطاعوا بعزم الرجال وشجاعتهم من تدمير الرصيف البحرى تدميرًا كاملاً علاوة على التدمير الكلى للسفينتين الحربيتين «بيت شيفاع» و»بيت يام» وبعدها توالت عمليات حرب الاستنزاف التى سطرت بطولات عظيمة قضت مضاجع العدو حيث كانت تلك العمليات البطولية تقع فى العمق الإسرائيلى وفى أماكن لم يكن العدو آنذاك يتصور أن يصل إليها أبطال القوات المسلحة المصرية.
>>>
ثم بعد كل تلك العمليات التمهيدية كان مسك الختام الرائع الذى خطط له رجال وطنيون.. مخلصون.. شرفاء كانوا على قلب رجل واحد من أجل استرداد الكرامة والعزة المصرية ــ العربية.. وبالفعل كان الله معهم ومع أبطالنا.. حيث خاضوا أشرف المعارك وهم صائمون وكانت البشريات تنبيء بأن نصر الله قادم لا محالة فقد زلزلت صيحات «الله أكبر» الصادرة من حناجر آلاف الجنود بمثابة الصاعقة التى قهرت جيش الحرب الصهيونى وجعلت منهم أشباحًا تخشى مجرد رؤية الجندى المصرى دون يكون هناك اشتباك بينهم.
إن ملحمة السادس من أكتوبر ــ العاشر من رمضان.. مازالت تحتفظ بالكثير والكثير من الأسرار سواء تلك التى سبقت إدارة المعارك ضد جيش الحرب المجرم على أى الأحوال تبقى انتصارات جيش مصر فى أكتوبر واحدة من الملاحم العسكرية المصرية التى سوف يسطرها المؤرخون بأحرف من نور.. كما سطروا من قبل ملاحم قادش، وعين جالوت، وحطين.
إنهم المصريون الذين لا يهابون الموت فإذا قالوا فعلوا وإذا اعتدى عليهم عدو كانوا له بالمرصاد.. فهم يملكون جيشًا شريفًا يحمى ولا يعتدى يملك القوة والقدرة لذا فكل الدينا تعرف عن مصر أنها بلد سلام تسالم من يسالمها أما من أراد غير ذلك فليحذر آلاف المرات لأن لدنيا جيشًا يملك من أدوات الردع ما يجعل العدو لا يفكر حتى فى مجرد رفع السلاح فى مواجهة أصغر الجنود فى جيش مصر الأسطورة.
>>>
التحية والتقدير لرجال قواتنا المسلحة الذين خاضوا معركة الكرامة.. وأعادوا لنا عزتنا وكرامتنا.. التحية لشهداء حرب أكتوبر الأبطال الذين ضحوا بأغلى ما يملكون بأرواحهم الغالية.
عاشت مصر أرضًا للسلام تحمى ولا تعتدي.. تملك من القوة والقدرة ما يصون حماها وحمى أبنائها.