هل اقتربنا حقاً من نهاية الحرب على غزة بعد عامين من الدمار والقتل والإبادة الجماعية والتجويع وتدمير البنى التحتية وكل شئ فى القطاع، لقد عانى الشعب الفلسطينى مما كان يحدث له من قبل إسرائيل ولكنه ظل متمسكاً بأرضه وقضيته وحقوقه المشروعة، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة فى الاعترافات بالدولة الفلسطينية من قبل أكثر من 150 دولة، ثم جاءت بعد ذلك خطة ترامب من أجل إنهاء هذه الحرب المأساوية والتى راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين، بالإضافة إلى الإصابات التى وصلت لمئات الآلاف، وبالتالى فقد جاء الوقت من أجل حقن دماء الشعب الفلسطينى والحفاظ على أرواح الأبرياء، من أجل العمل فى إطار أفق سياسى يقود إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، وبالتالى فإن هناك ضرورة من أجل إجراء المناقشات والمباحثات حول تفاصيل الاتفاق، ومن أجل تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه لتحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كانت واضحة عقب إعلان حركة حماس موقفها من خطته بشأن وقف الحرب على غزة، وتوجيهه الشكر لمصر وقطر والسعودية والأردن وامتنانه لهذه الدول التى أسهمت فى دعم جهوده لحل الأزمة فى قطاع غزة، وأن اليوم يمثل محطة استثنائية وغير مسبوقة فى مسار السلام، وهو ما يؤكد على الجهود التى بذلتها مصر على مدار عامين كاملين من أجل وقف الحرب على غزة والعمل على إنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع وأيضاً رفض أى مخطط لتهجير الفلسطينيين من أرضيهم ورفض تصفية القضية الفلسطينية، كما كانت مصر حائط الصد المنيع ضد المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وأيضاً السند الداعم للقضية الفلسطينية.
فى اعتقادى أن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد مفاوضات بين الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة مع حماس وإسرائيل من أجل وضع النقاط فوق الحروف والعمل على إيضاح أى أمور غير مفهومة للعمل على التوصل إلى صيغة تفاهم لإنجاز الاتفاق فى حال التوافق التام عليه، وسوف تكون البداية إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين بما يؤسس لمرحلة جديدة نحو السلام، بدءاً من التفاوض على التفاصيل والآليات اللازمة.
مصر أعلنت أنه فور الإعلان عن وقف إطلاق النار فى غزة فإنها سوف تستضيف مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار بقطاع غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية والشركاء الدوليين، لحشد الدعم اللازم لتنفيذ مشروعات لإعادة تأهيل وبناء القطاع، وهو ما يؤكد أن الجهود المصرية لم ولن تتوقف وستظل القضية الفلسطينية هى الأولوية الأولى فى السياسة الخارجية المصرية.
تعقد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يومى 19 و20 أكتوبر الجارى بمدينة أسوان تحت عنوان: «عالم يتغير، وقارة فى حراك مسيرة تقدم افريقيا فى ظل التحولات العالمية «، من أجل الدفع بحلول تقودها افريقيا وتعمل على تعزيز العلاقة بين السلم والأمن والتنمية.
فى عالم يشهد صراعات طويلة الأمد، وعنف متزايد واسع النطاق، وانعدام للاستقرار فى عدة مناطق، يختبر هذا العالم المتغير أسس التعاون الدولى متعدد الأطراف وتؤدى هذه التحديات العالمية إلى تفاقم وتيرة النزاعات والمعاناة وعدم المساواة وتقويض الثقة فى النظام متعدد الأطراف، وهى عقبات رئيسية تحول دون تحقيق السلام والتنمية المستدامين. وفى الوقت ذاته، تشهد القارة الافريقية مرحلة حاسمة فى ظل المتغيرات العالمية.. ومن خلال النسخ الأربع السابقة، أثبت المنتدى فعالياته فى تعزيز الحوار ودعم التضامن وتفعيل الحلول المشتركة للتحديات المعقدة.. وقد أصبح منبراً أساسياً لتشكيل المناقشات السياسية، وقد أشاد به مجلس السلم والأمن بالاتحاد الافريقى باعتباره منصة رئيسية لتعزيز العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة وجهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات فى افريقيا.