السبت, نوفمبر 29, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا – جريدة الجمهورية
  • من نحن – جريدة الجمهورية

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية ملفات

خبايا انقسامات «الإرهابية» بين الأمس.. واليوم

بيت العنكبوت جماعة تأكل نفسها.. وتصفى أعضائها

بقلم محمد مسعد
5 أكتوبر، 2025
في ملفات
الأهلى يعود إلى نقطة الصفر
10
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

IMG 20251005 WA0005 - جريدة الجمهورية

الجماعة التى بدت يومًا متماسكة لم تكن فى حقيقتها سوى بيتٍ مليء بالشقوق، كلما حاولت ترقيعها تمزقت أكثر..ومع كل مرشد جديد أو قرار مصيري، يعود الانقسام إلى الواجهة كأنما هى عادة لا مفر منها.. وبينما ترفع القيادة شعار «السمع والطاعة»، ينكشف دائمًا أن الطاعة مجرد وهم، وأن ما يحكم الجماعة هو» بيعة السمع والطاعة» أو بعبارة أخرى قانون صناعة «أولياء من دون الله»

فكما يُبنى بيت العنكبوت بخيوط دقيقة متشابكة ثم يلتهم بعضه بعضًا، نسجت الجماعة تاريخها على خيوط من الغدر والخيانة والانشقاقات والدم المتصل إلى أن وصلت فى غفلة الحكم فى مصر، بل وامتد الأمر إلى التنظيم الدولى فى صراعات أجنحة لندن وإسطنبول، ويظلّ المشهد واحدًا.. قيادات تتناحر.. أجنحة تتصارع.. وتنظيم يلتهم أبناءه قبل خصومه بمنطق الخيانة والغدر.

ولم تكن الخيانة عند جماعة الإخوان طارئة أو استثناءً، بل كانت جزءًا من تركيبتها الفكرية والتنظيمية منذ النشأة.. كل من اقترب منهم خرج مجروحًا بخيانتهم؛ بدءًا من أحمد السكرى الذى شارك التأسيس معهم فوجد نفسه مطرودًا، مرورا بكل من وثق بهم فغدروا به.

الإخوان لم يعرفوا يومًا معنى الوفاء؛ فإذا صالحوا خانوا، وإذا عاهدوا نقضوا، وإذا وعدوا غدروا..التاريخ معهم سلسلة من الانقسامات الداخلية والهجوم على الشركاء، بدءًا من التآمر على الملك فاروق، مرورًا بخيانة الرئيس عبد الناصر والغدر بالرئيس السادات، وصولًا إلى تآمرهم ضد الدولة فى عام حكمهم الظلامي.

الجماعة التى عاشت على حلم السلطة والتمكين التمكين وسعت لتنفيذ مخططات إسقاط الدولة وتحالفات مع الاستخبارات الغربية، وتعاونت مع إسرائيل والكيانات المنبثقة منها.. الجماعة التى سعت لتجنيد شباب المصريين وخداعهم باسم الدين ودفعهم فى صفوف الإرهاب.. الجماعة التى عملت بتنظيم متقن من أجل السيطرة على مفاصل الدولة والعمل على أخونة مؤسساتها.. عاشت مع ذلك كله فى أشد حالات الانقسام والتصارع الداخلي. عمر الانقسامات الداخلية لدى الإخوان هى من عمر الجماعة نفسها، وبدايتها كانت بين صاحب الفكرة أحمد السكري، ومؤسس الإرهاب حسن البنا، أولى محطات الخلاف برزت عندما اعترض السكرى على أسلوب البنا فى إدارة الجماعة، معتبرًا أنه يميل إلى التفرد بالقرار وتهميش آراء شركائه. تصاعد التوتر مع دخول الجماعة معترك السياسة بشكل مباشر، خصوصًا مع اقترابها من القصر الملكى ودوائر الحكم، وهو ما رفضه السكرى بشدة.

الشرخ الأكبر وقع عام 1947 حين نشر أحمد السكرى بيانًا علنيًا اتهم فيه حسن البنا بالسعى وراء النفوذ والسلطة على حساب المبادئ الدعوية، كاشفًا ما وصفه بـ»انحرافات داخلية» فى مسار الجماعة. رد البنا بقرار فصل السكرى نهائيًا من صفوف الإخوان، لتنتهى بذلك شراكة امتدت لأكثر من عشرين عامًا.. كان عنوانها.. جماعة الجنانة لكن ما بنى على باطل لا يدوم، ولذلك لم تدم علاقة البنا والسكرى وانتهت بفضائح مازالت تتداول حتى الآن.

اعتبر المؤرخون هذه الأزمة أول انشقاق علنى داخل الإخوان، وواحدة من المحطات التى كشفت مبكرًا فضائح الجماعة  وفسادها وكذلك طبيعة الصراع الداخلى بين دعوة دينية-اجتماعية كان يدعو إليها البعض، وتنظيم سياسي- إرهابى أخذت الجماعة تتجه نحوه بقيادة البنا.

«الهضيبى والسندي»

ثم شهدت جماعة الإخوان فى مطلع الخمسينيات واحدة من أعنف صراعاتها الداخلية بين المرشد العام الثانى حسن الهضيبي، وعبد الرحمن السندى قائد «التنظيم الخاص»، الجهاز السرى المسلح للجماعة.. فبعد تولى الهضيبى منصب المرشد عام 1951، سعى إلى فرض سلطته الكاملة على جميع أجنحة الجماعة، بما فى ذلك «التنظيم الخاص» الذى كان يدين بالولاء المطلق لقيادته المباشرة الممثلة فى عبد الرحمن السندي..رفض الهضيبى استمرار هذا الكيان شبه المستقل داخل الجماعة، واعتبره تهديدًا لوحدة القرار.

تصاعد الخلاف مع إصرار السندى على الحفاظ على نفوذه العسكرى والتنظيمي، خصوصًا بعد أن كشف الهضيبى عن نواياه بحل الجهاز السرى أو على الأقل إخضاعه للمرشد بشكل مباشر..عندها بدأت سلسلة من المواجهات العلنية والخفية بين الطرفين، اتخذت أحيانًا طابع التحدى الشخصي.

أبرز هذه المحطات تمثلت فى اقتحام مجموعة تابعة للسندى منزل المستشار الهضيبى فى محاولة لإجباره على التراجع عن قراراته. شكل الحادث ذروة الصدام وأظهر إلى العلن حجم الشرخ داخل الجماعة، حيث أكد لأول مرة أن الجماعة هى جماعتان.

«التصفية الذاتية»

والجماعة على الدوام تتبع منهج «التصفية الذاتية» فكما يكشف مختار نوح فى كتاباته، وحادثة اغتيال سيد فايز الذى استعان به الهضيبي، على يد عبد الرحمن السندى شاهد على ذلك، ففايز كان من أبرز رجال التنظيم الخاص وأراد الهضيبى أن يجعله يحل محل السندي فى خطوة لدمج جناحى الجماعة، إلا أن الأمر لم يكن مُرضيا للسندى فقرر اغتيال سيد فايز بتفخيخ علبة «حلوى المولد» التى ارسلت له.

انتهى الصراع بإقصاء السندى تدريجيًا وتهميش دوره، بينما استطاع الهضيبى تثبيت سلطته، وإن ظل التنظيم الخاص حاضرًا فى المشهد لسنوات لاحقة من خلال تأسيس تنظيم بديل.

تكرر مشهد الاستقطاب الداخلي فى صفوف مكتب الإرشاد عند اختيار عمر التلمسانى بعد وفاة الهضيبي، ثم خلال توليه برزت خلافات بين جيل «التنظيم الخاص» القديم وبين الجيل الجديد الذى أراد الاعتماد على دعاة الانفتاح السياسي.

وأشتدت الانقسامات مع اختيار محمد حامد أبوالنصر وخلال وجوده ثم مصطفى مشهورالذى كانت الخلافات إبان وجوده مرشدا عاما تضرب صفوف الجماعة كلها،. وفى عهد محمد مهدى عاكف اتهمت أصوات داخلية القيادة حينها بالهيمنة وإقصاء المختلفين، بينما رأت القيادات المهيمنة أن وحدة التنظيم تقتضى الانضباط الكامل خلف المرشد.. وخلال وجوده انشق عدد كبير من القيادات على أثر التهميش.

المشهد نفسه عاد بقوة مع محمد بديع ومع كل قرار مصيرى اتخذته الجماعة خلال احداث يناير وما بعدها، حيث تكررت انقسامات شبيهة: بين من يرى الانفتاح على القوى الوطنية، ومن يصر على التمسك بمنهج «السمع والطاعة» وتغليب التنظيم على الدولة.

بعد نجاح مخططات الفوضى الخلاقة التى رسمتها كوندليزارايز، ووقعت أحداث يناير 2011 ظهرت من جديد الصراعات الداخلية بين صفوف الجماعة الإرهابية ولكن هذه المرة بشكل أكثر حدة ووضح وتأثير على الشأن المحلى وإدراكا لدى المتابعين الدوليين.

فى هذا التوقيت كانت الصلات الأمريكية – الإخوانية، اتصالات علنية وحرصت الولايات المتحدة على ضمان تماسك الجماعة وأحداث إصلاحات هيكلية عميقة بها، فقامت مؤسسة RAND البحثية بإجراء دراسة على البنية الداخلية للإخوان واعتمدت عملا ميدانيا مكثفا فى مصر خلال 2011  شمل مقابلات باللغة العربية مع قيادات الجماعة والمنشقين عنها، إلى جانب مقابلات متعمقة مع مسئولين أمريكيين فى واشنطن.

وقد وصلت إلى أن الجماعة تواجه تحديات داخلية متزايدة ناجمة عن انقسامات بين الأجيال، ما يهدد قدرتها على ترسيخ دورها فى المجتمع المصرى بعد الثورة..وأوضحت أن ما بين 35 ٪ إلى 50 ٪ من أعضاء الإخوان تقل أعمارهم عن 35عامًا، وأن هؤلاء الشباب لعبوا دورًا محوريًا فى 25 يناير.. لكن رغم كونهم العمود الفقرى لجهود الجماعة فى التواصل المجتمعي، إلا أنهم يعانون من البطالة داخل التنظيم «بمعنى تناهى أدوارهم أو اعتبارهم مجرد ارقام»  بما يجعلهم يطالبون بمزيد من المشاركة فى رسم مستقبلهم، خاصة فى ظل ارتفاع سقف التوقعات بعد ما سمى بـ «الثورة».

وقال جيفرى مارتيني، الباحث الرئيسى فى الدراسة والمحلل المختص بشئون الشرق الأوسط فى مؤسسة RAND: « من المهم أن يدرك صناع القرار أن جماعة الإخوان ليست كيانًا موحدًا، بل منظمة تواجه ضغوطًا داخلية من جيل شاب يسعى لإسماع صوته».

وتسلط الدراسة الضوء على أربعة محاور رئيسية للخلاف بين القيادات العليا والشباب داخل الجماعة: غياب الفصل بين العمل الدعوى والسياسي، المواقف المحافظة تجاه قضايا اجتماعية مثل حقوق المرأة والأقليات، بطء وتيرة التغيير الذى تتبناه القيادة، والهيكل التنظيمى الصارم الذى يهمّش الأصوات الشبابية.

«العام المظلم»

نقلت صحيفة واشنطن بوست فى تقرير نشرته فى مارس 2012 أن جماعة الإخوان تواجه انقسامات داخلية حادة على خلفية قرارها المحتمل بالمشاركة فى سباق الرئاسة، وهو قرار بات محل خلاف بين قادة تقليديين وشرائح شبابية داخل الحركة.

وقال التقرير إن الانقسام بدأ بعد أن تخلّت الجماعة عن وعد كانت أطلقته سابقًا بعدم خوض السباق الرئاسي، ما أثار غضبًا داخل صفوفها وقلقًا لدى مناصريها الذين رأوا فى التراجع عن الوعد ضربة لمصداقية الحركة.. وأضاف التقرير أن شخصية خيرت الشاطر نائب المرشد العام كانت قادرة على فرض ذاتها لما لها من قدرة على الإقناع والخداع والمكر وبالفعل رشحته الجماعة بعد إقرار الدفع بمرشح إخوانى رغم أنه كان قد أُفرج عنه حديثًا من السجن، لكن سرعان ما أصبح ترشيحه مرفوضا بسبب إدانته من قبل فى قضية جنائية، وبحسب الواشنطن بوست دخلت الجماعة مرة أخرى فى حالة استقطاب داخلى شديد حتى وصلت لاختيار محمد مرسى كمرشح لها.

وفى تحقيق تحليلى موسّع تحت عنوان « تقرير  خاص: كيف خسر الإخوان المسلمون مصر» كشفت وكالة رويترز عن الأسباب العميقة التى أدت إلى سقوط جماعة الإخوان من الحكم فى مصر، مسلطة الضوء على الانقسامات الداخلية الحادة، والتوترات بين القيادات، والقرارات المصيرية التى اتُخذت فى دوائر مغلقة بعيدًا عن التوافق الوطني.

وبحسب التقرير، فإن الجماعة دخلت الحكم وهى مثقلة بصراعات داخلية بين جناحين متباينين: أحدهما تنظيمى محافظ يقوده محمد بديع، المرشد العام، والآخر براغماتى أكثر انفتاحًا على العمل السياسي، يمثله خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، الذى وصفه التقرير بأنه «الرجل الأقوى فى الجماعة» وصاحب النفوذ الحقيقى فى إدارة ملفات الدولة من خلف الكواليس.

كما نقلت رويترز عن مصادر داخل الجماعة أن هشام قنديل، رئيس الوزراء فى حكومة المعزول مرسى كان يعمل فى ظل ضغوط تنظيمية حيث كان المكتب وقرارات خيرت الشاطر ومحمود حسين الأمين العام واجبة التنفيذ، وأن الحكومة افتقرت إلى الاستقلالية فى اتخاذ القرار ما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية كما حاولت اختراق مؤسسة الدولة.

«ثورة يونيو»

بعد أن انكشفت حقيقة الجماعة الإرهابية أمام المصريين وخرجت جموع الشعب فى ثورة يونيو المجيدة لمنع اختطاف الدولة ومخططات التدمير، حدثت حالة من الشلل فى تنظيم الإخوان، وعادوا مرة أخرى إلى حالة الانقسام الموروثة لديهم أو المكونة لهم، ففى تحليل صادر عن معهد Clingendael الهولندي، يرصد الباحثان KoertDebeuf وTine Gade تطورات حالة الجماعة الإرهابية على مدار عقد من سقوطها تماما، مؤكدين أنها اتجهت التنظيم الدولى الذى سرعان ما عاش حالة من «التحلل»، وسط غياب قيادة مركزية موحدة، وتراجع حاد فى التأثير السياسي.

يشير التقرير إلى أن الجماعة باتت منقسمة فعليًا إلى جناحين متنافسين:

– جناح لندن الذى كان يقوده إبراهيم منير ويخلفه الآن الإرهابى صلاح عبد الحق، الذى تولى مهام القائم بأعمال المرشد العام بعد اعتقال القيادات التاريخية فى مصر. هذا الجناح حاول تقديم خطاب أكثر تصالحًا مع الغرب، وركز على العمل الحقوقى والدبلوماسي.

– جناح إسطنبول بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، الذى رفض شرعية قيادة منير، وسعى إلى السيطرة على المؤسسات الإعلامية والمالية التابعة للتنظيم فى الخارج.

الصراع بين الجناحين لم يكن مجرد خلاف إداري، بل تطور إلى تبادل الاتهامات العلنية، وتجميد متبادل للعضوية، ما أدى إلى تفكك الشبكة الدولية للجماعة، وتراجع قدرتها على التنسيق السياسى أو الإعلامي.

تصارع أداء المنصات الإعلامية الجديدة التابعة للجماعة، و تصاعد الانقسامات الداخلية، خاصة بعد وفاة إبراهيم منير فى نوفمبر 2022، وما تبعها من صراعات بين جناحى لندن وإسطنبول، إضافة إلى خلافات مع التيار الكمالي.. إلى جانب تقارب الدول العربية الأربع (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) مع قطر وتركيا، ما انعكس سلبًا على مصالح الجماعة.

«أولياء من دون الله»

جذور هذه الانقسامات التى امتدت على مدى عمر الجماعة ذاتها تعود إلى المنهج التربوى لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث تكمن البيعة التى تُجرى فى غرف مغلقة وبأجواء مسرحية سبق أن عرضتها صفحات الجمهورية ضمن حملة «فضح جرائم الإخوان» لكن عند تفكيك بنية هذا الحدث وربطه بتحذير القرآن الكريم فى سورة العنكبوت الآية 41: «مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا – وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ – لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ»، نجد أن الجماعة فى سعيها لبناء تنظيم مركب قد وقعت فى فخ بناء «بيت واهن» من الولاءات البشرية، بل ووضعت نفسها موضع «الولى من دون الله».

 القسم نفسه هو جوهر العملية، حيث يتعهد العضو بـ»السمع والطاعة فى المنشط والمكره»، وهى طاعة مطلقة تخالف المنهج الإسلامى الأساسى القائم على إعمال العقل، وإعلاء القيمة البشرية، وعدم الانسياق وراء الأهواء.. الطاعة تكون لأوامر الله بعد فهم معناها وصحيح تفسيرها، أما الطاعة فى منطقة جماعة الإخوان جعلت شخصا بشريا (المرشد) ممثل الإله فى الأرض.

من خلال البيعة تنجح الجماعة فى تحقيق هدفين، أولاً كسر الإرادة الفردية للعضو وربطه نفسيًا وعاطفيًا بالتنظيم، ثانيًا وهو الأخطر، إقامة «وسيط» إلزامى بين العضو وبين فهمه للدين.. لم يعد الدين هو ما يقرأه فى القرآن والسنة، بل أصبح هو ما تفسره وتأمر به قيادة الجماعة، بل إن البنا قال لمصطفى مشهور عندما أملاه نص القسم «أنا مصحفك وقرآنك»

هنا يتجلى التطابق المذهل مع التحذير القرآني.. الآية الكريمة تقدم مثلاً لكل من يتخذ «وليًا» أو «حاميًا» أو «مرجعية عليا» من دون الله.. والولى فى اللغة هو من تتولاه وتلجأ إليه وتعتمد عليه وتأتمر بأمره..جماعة الإخوان، من خلال طقس البيعة تضع نفسها بالضبط فى هذا الموضع هى تقول للعضو بشكل ضمنى حينا وصريح أحيانًا «نحن حماتك، نحن مرجعيتك، نحن وليك.. من خلالنا فقط يمكنك أن تكون مسلمًا حقيقيًا، وخارجنا أنت فى ضياع».

«بيت العنكبوت»

بيت العنكبوت كما يظهر هو بناء هندسى دقيق ومعقد خيوطه مترابطة بإحكام.. قادر على الإيقاع بالفرائس مهما كان حجمها.. يقاوم مختلف الظروف المحيطة.. وهو فعال جدًا فى تحقيق وظيفته.. وهذا بالضبط ما يبدو عليه تنظيم الإخوان من الخارج والداخل كهيكل هرمى منضبط، شبكة علاقات معقدة، وقدرة فائقة على «اصطياد» الأتباع وتوفير شعور بالأمان والحماية لهم.. يبدو بيتًا قويًا ومحكمًا، فى إطار مبدأ السمع والطاعة.

بيت العنكبوت الذى يبدو لمن ينظر إليه كشبكة هندسية متماسكة، يتضح عند الاقتراب أنه مسرح لصراع وحشى يقوم على المصلحة ويكون الأقربون هم الفريسة الأولي.. أنثى العنكبوت بعد أن تجد ذكرا وتتم عملية التلقيح، غالبًا ما تقوم بالتهامه على اعتبار أنها أدى مهمته البيولوجية لضمان استمرار النوع، وأصبح وجوده بعدها عبئًا أو مجرد مصدر لإنهاء الغذاء..هذا السلوك يجد له مرادفًا دقيقًا فى تاريخ جماعة الإخوان مع أدواتها الأكثر أهمية وخطورة. لقد أتقن التنظيم، ممثلاً فى قيادته العليا (الأنثي)، فن استخدام أفراد أو أجنحة كاملة (الذكر) لتنفيذ مهام حاسمة لـ «تلقيح» الجماعة بالقوة أو بالفكر، ثم التهامهم أو التضحية بهم بمجرد أن يصبح وجودهم خطرًا على استقرار القيادة أو صورتها العامة.

المرحلة الثانية والأكثر وحشية فى دورة حياة العنكبوت تأتى لاحقًا.. بعد أن تضع الأنثى بيضها وتحميه حتى يفقس، وتوفر له الحماية الأولية، يقوم صغارها، بمجرد أن يشتد عودهم بالانقضاض عليها والتهامها..بحيث تصبح دورة تضمن أن كل شخص لا يؤدى أكثر من دوره وأن يكون الجيل الأقوى هو الذى يبقي، حتى لو كان الثمن هو القضاء على مصدر وجوده.. هذا المشهد البيولوجى المروع هو التوصيف الأدق للصراعات الداخلية التى مزقت جماعة الإخوان خاصة صراع الأجيال والفصائل.

لقد عملت قيادة الإخوان التاريخية (الأم) لعقود على «حماية» أجيال جديدة من الكوادر (الصغار)، وتوفير بيئة تنظيمية آمنة لهم للنمو الفكرى والعقائدى داخل «حضّانة» الجماعة.. لكن هذه الأجيال، بمجرد أن شعرت بقوتها وتنامى نفوذها، ورأت فى القيادة القديمة عقبة أمام طموحاتها أو سببًا فى إخفاقاتها، لم تتردد فى الانقضاض عليها و»التهامها» سياسيًا وتنظيميًا.

فى الخمسينات، شكل شباب التنظيم السرى تحديًا مباشرًا لسلطة المرشد حسن الهضيبى وقيادته التقليدية (الأم). لقد اتهموا القيادة بالضعف والتراخى والتخلى عن المنهج «الثوري»، وسعوا إلى السيطرة على التنظيم. لقد كانت أول محاولة واضحة من «الصغار» لالتهام «الأم» التى احتضنتهم.

«الغدر»

الأمثلة على ذلك كثيرة، فليس على سبيل الحصر..فى 1948 وخلال حرب مصر ضد الكيان الإسرائيلى قام «التنظيم الخاص» (الجهاز السرى العسكرى للجماعة) وفقا لتوجيهات مؤسسهم حسن البنا باغتيال النقراشى باشا، ثم خرج البنا بمقاله الشهير «ليسو إخوانا وليسوا مسلمين» فقام التنظيم على أثر ذلك.

إن استعارة بيت العنكبوت تكشف أن مشكلة جماعة الإخوان فى شفرتها الجينية الداخلية، التى تفسر لنا طبيعة الغدر على كل من تحالف معهم حتى من داخلهم.. بنية مصممة على «الاستهلاك الداخلي» كآلية للبقاء والتجدد.. الطموح الفردى الذى يدفع الأعضاء للانضمام بحثًا عن القوة والانتماء، هو نفسه الذى يدفعهم لاحقًا إلى التهام بعضهم البعض فى صراع لا ينتهى على النفوذ.. وكما أن بيت العنكبوت، رغم جماله الهندسى الظاهري، هو مسرح للغدر والافتراس فإن تنظيم الإخوان رغم مظهره المنضبط، هو فى حقيقته «أوهن البيوت»، ليس فقط لأنه هش فى مواجهة العواصف الخارجية، بل لأنه محكوم عليه من الداخل بأن يأكل نفسه.

متعلق مقالات

الراحة مرفوضة بيراميدز جاهز لـ «الذئاب»
ملفات

إسرائيل.. مجتمع الجدل الذى لا ينتهى

24 نوفمبر، 2025
الراحة مرفوضة بيراميدز جاهز لـ «الذئاب»
ملفات

الذهب .. العملات الرقمية .. العقارات .. أسواق المال .. «من يربح الرهان» ؟

24 نوفمبر، 2025
الزمالك يستضيف زيسكو الزامبى  فى أولى مباريات الكونفدرالية
ملفات

من أكاديمية الشرطة: بناء الإنسان فى الجمهورية الجديدة.. معادلة الاختيار والتهيئة والوعى

23 نوفمبر، 2025
المقالة التالية
الأهلى يعود إلى نقطة الصفر

غلق 8 مؤسسات مخالفة لرعاية ذوى الإعاقة والأطفال

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • منافسة شديدة على مقعدي «منيا القمح» بين النواب السابقين والحاليين

    منافسة شديدة على مقعدي «منيا القمح» بين النواب السابقين والحاليين

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • الجامعة الألمانية بالقاهرة تُطلق برنامج تبادل طلابي مع جامعة أوسنابروك الألمانية لدعم التصميم والحفاظ على التراث

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • «جمال الموافي» يهنئ عائلتي «مفضل» و«المهيري» بزفاف نجليهما

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
جريدة الجمهورية هي صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات

أحدث الأخبار

الحكومة توافق على إقامة 7 مشروعات للنفع العام

الحكومة توافق على إقامة 7 مشروعات للنفع العام

بقلم جيهان حسن
28 نوفمبر، 2025

تنمية الصعيد رسالة وطنية لإعادة بناء الإنسان

تنمية الصعيد رسالة وطنية لإعادة بناء الإنسان

بقلم جيهان حسن
28 نوفمبر، 2025

الإنجاز رغم التحديات: السيسى يرسم خارطة طريق مصر المستقبل

الإنجاز رغم التحديات: السيسى يرسم خارطة طريق مصر المستقبل

بقلم جريدة الجمهورية
28 نوفمبر، 2025

  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا – جريدة الجمهورية
  • من نحن – جريدة الجمهورية

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©