قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم السبت، أن موافقة حركة حماس على المبادرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعد توجهًا محمودًا جدًا من حماس؛ لأنها بهذه الموافقة تستجيب لدعوات السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد “مدبولى”، خلال مؤتمر صحفي عقب تفقده لعدد من المصانع المطورة بشركة النصر للكيماويات الدوائية، أن الموافقة توقف نزيف هذه الحرب الغاشمة والظالمة على أشقائنا من الشعب الفلسطيني.
وقد حضر الزيارة كل من الدكتور خالد عبد الغفار (نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان)، والفريق مهندس كامل الوزير (نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل)، والمهندس محمد شيمي (وزير قطاع الأعمال العام)، وأيمن عطية (محافظ القليوبية)، ورؤساء هيئتي الدواء والشراء الموحد، ونائب محافظ القليوبية.
إحياء “النصر للكيماويات” ودعم صناعة الدواء
استهل رئيس الوزراء حديثه بالتعبير عن سعادته بالتواجد في هذا الصرح الصناعي العريق، شركة النصر للكيماويات الدوائية، التابعة للشركة القابضة للأدوية، مشيرًا إلى أنها أُنشئت عام 1960.
وأكد مدبولي أن الدولة كانت حريصة على إعادة إحياء هذا الصرح العملاق ليعود مرة أخرى ويؤدي دوره المهم جدًا في تلبية احتياجات مصر من الأدوية والمستلزمات الطبية. وأشار إلى أن هذا يمثل جزءًا من جهود الدولة لاستغلال الأصول المملوكة لها وإعادة تأهيلها، خاصة في صناعة استراتيجية كصناعة الدواء.
وأوضح أن الشركة هي واحدة من ثماني شركات تابعة للشركة القابضة للأدوية، وتعود اليوم لتُغطي جزءًا كبيرًا من احتياجات مصر. وتضمن برنامج الزيارة تفقد مصنع للمواد الخام للأدوية، التي تُعد منتجًا استراتيجيًا لا تحتكر صناعته سوى دول قليلة حول العالم.
وأكد رئيس الوزراء أهمية المصانع المطورة، مثل مصنع المستحضرات وأدوية الحبوب والسوائل ومصنع المحاليل الطبية، التي تغطي نسبة كبيرة من احتياجات الدولة. وأشار إلى أن عددًا من هذه المصانع كان قد شهد تدهورًا في الإنتاج أو توقفًا تامًا، لكن مع التطوير الحالي، تعود للإنتاج بقوة، مع وجود خطط للتوسع.
ولفت مدبولي إلى أن الشركة التي كانت تسجل خسائر في قوائمها المالية على مدار الأعوام الماضية، ستكون قادرة على تحقيق الأرباح لأول مرة منذ فترة طويلة هذا العام.

أهمية قطاع الدواء في مصر
انتقل رئيس الوزراء للحديث عن قطاع صناعة الأدوية في مصر بوصفه قطاعًا استراتيجيًا للغاية. وأوضح أن مصر تُعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للأدوية والمستلزمات الطبية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث تضم أكثر من 180 شركة في القطاعين الخاص والحكومي.
تنتج هذه الشركات ما يتراوح بين 91% إلى 92% من احتياجات مصر من الأدوية، وقد بدأ عدد من المصانع في إنتاج النسبة المتبقية التي تشمل الأدوية المتطورة (مثل أدوية الأورام).
وأشار إلى أن المصانع الحكومية تتيح المنتجات الدوائية للمواطن بتكلفة تتراوح بين 20% إلى 25% من تكلفتها التجارية، ما يؤكد الدور الذي تقوم به الدولة لدعم المواطن البسيط ومحدودي الدخل.
وفي ختام الجزء المتعلق بالشركة، وجّه رئيس الوزراء الشكر والتقدير للقائمين على تطويرها، مؤكدًا أن هذا جزء من تعظيم الاستفادة من أصول الدولة التي كانت تُصنف ضمن “المصانع المتعثرة”.

موافقة حماس على المبادرة الأمريكية
انتقل الدكتور مدبولي للحديث حول الشأن الخارجي، مشيرًا إلى موافقة حركة حماس على المبادرة الأمريكية التي أطلقها الرئيس الأمريكي.
وصف رئيس الوزراء هذه الموافقة بأنها “توجه محمود جدًا”، لكونها استجابة لدعوات السلام والاستقرار في المنطقة، وتهدف إلى “وقف نزيف هذه الحرب الغاشمة والظالمة” على الشعب الفلسطيني.
وأكد أن هذه الخطوة يمكن أن تكون بداية لمسيرة تفاوض للوصول إلى هدف الجميع، وهو وقف دائم للحرب، وعدم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وعدم ضم قطاع غزة أو الضفة الغربية لإسرائيل، وإعادة إعمار غزة. ورغم إشارته لوجود “شوط طويل في الوصول إلى التفاصيل”، رأى أن هذه الموافقة “بادرة جيدة جدًا” تفتح المجال لوقف فوري للحرب على الأقل خلال الفترة القادمة.
ارتفاع منسوب مياه النيل والتعديات
وفيما يتعلق بارتفاع منسوب مياه النيل، أكد رئيس الوزراء مجددًا أن هذا الأمر يحدث كل عام بشكل طبيعي مع زيادة التصرفات من السد العالي، وقد بادرت الدولة بالإعلان عنه.
وأوضح أن المناطق التي ارتفع بها المنسوب، وتحديدًا في محافظتي المنوفية والبحيرة، هي بالأساس أراضي “طرح النهر” ومُقامة عليها مبانٍ بالتعدي على أملاك الدولة. وشدد على أن هذه الأراضي هي جزء لا يتجزأ من حرم نهر النيل، و”لا يجوز التعدي بالزراعة والبناء عليها”.
ومع ذلك، أكد مدبولي أنه تم توجيه السادة المحافظين بالنزول فورًا وتقديم المساعدات الأولية والإعانات الفورية للمواطنين المتضررين لمساعدتهم على تجاوز هذا الأمر، رغم أن المشكلة الحقيقية تكمن في التعدي على هذه الأراضي في فترات سابقة.