اتخذت وزارة التربية والتعليم خطوات جريئة فى القضاء على الاحتكار ومحاربة الدروس الخصوصية من خلال السيطرة على المناهج التعليمية وطرق تدريسها فعملت على تحديث المناهج بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأطلقت العديد من المنصات التعليمية الرسمية مثل «بنك المعرفة المصري» و» حصص مصر»، فضلًا عن إنتاج فيديوهات تعليمية من إعداد متخصصين فى المناهج وقنوات تعليمية.
الخبراء اكدوا أن الكتب الخارجية تتسبب فى إفساد الفهم الحقيقى للمناهج المطورة إذ تعتمد فى كثير من الأحيان على التلقين والحفظ، وتقدم أسئلة متوقعة ونماذج امتحانات قد تضر بتكوين الطالب فكريا ولذلك لجأت الوزارة إلى تطوير المناهج والكتب المدرسية لتنافس الكتب واشترطت موافقتها على أى محتوى يطبع أو يوزع.
اضافوا ان الكتب الخارجية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل فى المنظومة التعليمية فى خلال السنوات الأخيرة و يراها البعض انها ضرورة لا غنى عنها لتوضيح المناهج وتقديم تدريبات إضافية رغم أنها تمثل خطرًا على العملية التعليمية وتسهم فى تشويه فلسفة المناهج الجديدة المبنية على الفهم وليس الحفظ والتلقين مشيرين الى انه مع ظهور الكتب التفاعلية والفيديوهات التعليمية والمنصات الإلكترونية دخلت هذه القضية منعطفًا جديدًا حيث أصبحت المعركة متعددة الأطراف بين الوزارة والناشرين والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
قال حسن مصطفى ولى امر انه رغم الانتقادات الموجهة إلى الكتب الخارجية لا يمكن إنكار أنها أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الطلاب وأولياء الأمور بل ومن مصادر دخل بعض المعلمين أيضًا غير أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعًا غير مسبوق فى أسعار هذه الكتب حتى وصلت بعض السلاسل إلى مئات الجنيهات للكتاب الواحد، ما يشكل عبئًا كبيرًا على الأسر المصرية خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
اوضحت هناء عبد العال ولية أمر أن هناك نوعًا من الاعتماد النفسى لدى الطلاب على هذه الكتب رغم وجود بدائل رسمية مجانية أو منخفضة التكلفة وهذا الاعتماد يعود إلى جودة التنظيم، وكم الأسئلة، ووجود إجابات نموذجية، إضافة إلى الدروس المبسطة والمراجعات المكثفة ومع ذلك، فإن المغالاة فى الأسعار دفعت البعض إلى اللجوء إلى النسخ المصورة أو البحث عن مصادر بديلة على الإنترنت
الكتب التفاعلية والفيديوهات التعليمية
اشار عبد الله عيد مدير مدرسة الى ان الكتب التفاعلية والفيديوهات التعليمية القائمة على التكنولوجيا والتفاعل ضمن اتجاه الوزارة حيث تتيح للطالب التعلم إضافة إلى مراجعة المحتوى أكثر من مرة، مع وجود وسائط بصرية وسمعية تساعد على الفهم وقد أطلقت الوزارة العديد من هذه الموارد ضمن خطتها لتطوير التعليم ولكن هناك قلة وعى بكيفية استخدام هذه الأدوات.
اضاف ياسر عكاشة مدير ادارة الصف الى ان المنصات الإلكترونية، مثل «منصة التعليم المصري» وقنوات مدرستنا تضم محتوى عالى الجودة، يشمل فيديوهات تعليمية، وبنوك أسئلة، وكتبًا رقمية، ومصادر متنوعة لكن بعض الطلاب يعتمد على ما اعتادوه من كتب خارجية.
اوضح علاء سمير معلم لغة المانية ان الوزارة تفرض سيطرتها على المحتوى التعليمى للحفاظ على فلسفة التطوير ومن جهة أخري، يستمر الناشرون فى تقديم محتوى يعتبره الكثيرون أكثر جاذبية ووضوحًا من الكتب المدرسية وهناك حيرة لدى الطلاب فلايعرفون هل الاعتماد على كتب الوزارة فقط ام اللجوء الى الكتب المدرسية؟!
اشار يوسف عبد الحميد معلم لغة عربية الى انه ينبغى تحسين مستوى الكتاب المدرسى نفسه ليصبح كافيًا دون الحاجة إلى مصادر خارجية، مع تطوير وترويج المنصات التعليمية الرسمية بشكل أوسع، حتى يشعر الطالب أن الوزارة تقدم له بديلًا حقيقيًا لا مجرد واجب مفروض.
قالت ريهام احمد أحد أولياء الأمور ان الكتب الخارجية أصبحت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة فى ظل ضعف الشرح داخل بعض المدارس أو غياب المعلمين المؤهلين لتبسيط المناهج الجديدة مؤكدين أن الكتاب الخارجى يوفر شرحًا مبسطًا وتدريبات متنوعة تساعد أبناءهم على الفهم والتفوق، خصوصًا فى الصفوف الدراسية الحرجة مثل الشهادة الإعدادية والثانوية العامة.
عبر احمد كمال عن استيائه من ارتفاع أسعار هذه الكتب، التى أصبحت تمثل عبئًا ماديًا كبيرًا، خاصة مع اضطرارهم لشراء أكثر من سلسلة تعليمية فى المادة الواحدة، أو عند وجود أكثر من طفل فى مراحل دراسية مختلفة لكنهم يفضلون تحمل هذه التكاليف على أن يتركوا أبناءهم بدون مصادر تعليمية مفهومة ومباشرة.
قالت منال ياسر أن اعتماد أبنائهم على المنصات والفيديوهات التعليمية المجانية هو الحل الأمثل، لكنهم يعترفون بأن غياب الرقابة الذاتية عند الطلاب وصعوبة متابعة المحتوى الإلكترونى تجعل الكتاب الورقى الخارجى وسيلة أكثر واقعية مطالبة بتحسين جودة الكتاب المدرسى وتوفير بدائل مجانية أو منخفضة التكلفة، حتى لا تظل الكتب الخارجية هى المنقذ الوحيد فى نظرهم.









