لم أشأ الحديث عن الموسم الدراسى الجديد إلا بعد أن يمضى بعض الوقت.. وها نحن نستقبل الأسبوع الثالث من العام الدراسي.. وللحقيقة فإن «ضربة» البداية كانت موفقة فبمجرد دخول أبنائنا فصول الدراسة كان كل شيء معداً سلفاً من كتب دراسية ووسائل تعليمية علاوة على الكوادر المؤهلة علمياً وتربوياً.. هذا ما كنا نفتقده فى كثير من الأعوام الماضية حيث كانت معضلة الكتب الدراسية التى كانت تتأخر لما يقرب من نصف العام الدراسى وفى أحيان أخرى كان الأمر يتجاوز نصف العام.. وكثيراً ما كانت تضطر بعض المدارس لتصوير المقررات الدراسية لطلابها فى صورة غير مرضية عن التعليم آنذاك..ولكن والحق يقال فمنذ تولى الوزير الحالى محمد عبداللطيف والتعليم يشهد مجموعة من الطفرات فى صالح العملية التعليمية عموماً سواء فى جانب الإنشاءات والتجهيزات وكذا جانب المعلمين حيث تم الارتقاء بمستويات المعلمين مادياً وأدبيا ناهيك عن تخفيف الكثافات داخل الفصول التى كانت حتى وقت قريب مكتظة بطلابها.. وتم ذلك بحلول غير تقليدية ومن خارج الصندوق.
الوزارة فى عهد الوزير عبداللطيف غيرت كثيرا من المفاهيم البالية التى كانت تدار بها الوزارة فى عهود سابقة.. ففى خلال العام الدراسى بفصليه الأول والثانى قل أن تجد الوزير على كرسى الوزارة فهناك المتابعات المستمرة فى كل المحافظات.. وهو ما أدى بدوره إلى انضباط ملحوظ بكل مدارس الجمهورية.. كم نقلت وسائل الإعلام المختلفة بالصوت والصورة متابعة الوزير داخل الفصول الدراسية ومناقشته الطلاب صغاراً وكباراً وفى كل مراحل التعليم المختلفة.. وعلى ذات النهج سار وكلاء الوزارة فى كل المحافظات..وبالتالى مديرو الإدارات كذلك.
إذن المنظومة التعليمية برمتها تغيرت لما فيه صالح أبنائنا من حيث انتظام الدراسة منذ اليوم الأول ناهيك عن مسألة التقييم التى تتم بصفة مستمرة وهو ما يجعل البيت شريكاً للمدرسة فى المسئولية التعليمية عن النشء داخل كل بيت.
ويبقى أمر نأمل أن يتم علاجه فى القريب العاجل وهو عودة طلاب وطالبات الثانوية العامة إلى مقاعد الدراسة مرة أخرى وسبق أن طرحت منذ أكثر من عام اقتراحاً لإعادة طلبة الثانوية العامة إلى المدارس مرة أخرى تمثل الاقتراح فى زيادة «10» عشر درجات فقط للمجموع الكلى تخصص لحضور الطلبة عندها فقط ستجد انتظاماً وحضوراً غير مسبوقين ونعلم جميعاً أن درجة واحدة أو أقل تفرق مع طالب الثانوية العامة.. فهل يفعلها الوزير النشط ويضع هذا الاقتراح موضع التنفيذ.
مدارس «30 يونيو» وطفرات تكنولوجية كبيرة
مجموعة مدارس «30 يونيو» التى يقع على وزارة التربية والتعليم عبء إدارتها والإشراف عليها.. تشهد هى الأخرى عدة طفرات غير مسبوقة من حيث التطور الكبير الذى تم ويتم فى كل المدارس فالمستشار هشام جعفر المسئول عن إدارة هذه المدارس لا يألو جهداً مع رجال المجموعة فى المتابعة المستمرة للعملية التعليمية داخل مدارس المجموعة.. إضافة إلى إدخال نظم تكنولوجية جديدة تمثلت فى إنشاء معامل «ستيم» وهى الخاصة بنظم البرمجة وتم إيفاد مدرسين وطلاب من أجل التدريب على البرمجة بحيث يستطيع الطلاب داخل هذه المدارس إجادة علوم الحاسب الآلى والبرمجة فى سن مبكرة.. صورة رائعة نتمنى أن نراها فى كثير من مدارسنا.