ذكرت مصادر فى مستشفيات قطاع غزة أن 23 فلسطينيا استشهدوا بنيران الاحتلال الإسرائيلى أمس، بينهم 16 شهيدا فى مدينة غزة، والباقى فى أنحاء متفرقة من القطاع.
وقال مصدر فى الإسعاف والطوارئ إن ستة فلسطينيين من بينهم 3 أطفال، استشهدوا، كما أصيب آخرون فى قصف للاحتلال الإسرائيلى على حى الصبرة جنوبى مدينة غزة.
وفى مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، استشهد فلسطينيان بقصف لطائرات الاحتلال، وفقا لمستشفى العودة.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود بأن أحد موظفيها استشهد فى هجوم لجيش الاحتلال فى دير البلح وأصيب 4 آخرون فى نفس الهجوم، وذلك على الرغم من أن أعضاء المنظمة كانوا يرتدون سترات تعريف تدل على عملهم كأطباء.
وقالت المنظمة إن عمر الحايك، الذى استشهد أمس، هو الموظف الـ14 من أطباء بلا حدود الذى يُقتل فى غزة خلال الحرب.
وفى شمال القطاع، فجّر الاحتلال عربات مفخخة بين منازل المواطنين، وقصف بالمدفعية المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة وسط استمرار نزوح المدنيين من داخل أحياء المدينة.
وفى هذا السياق قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدنى فى قطاع غزة: إن الاحتلال يستهدف بكل أنواع الأسلحة مقومات الحياة فى مدينة غزة، مؤكدا أنه يرتكب عمليات قصف ممنهجة لحصد أكبر عدد من أرواح المدنيين.
وفى معرض وصفها للوضع القائم فى القطاع، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن عشرات آلاف الفلسطينيين يجبرون على النزوح المتكرر بتكاليف باهظة، ولا يزال الوصول للغذاء والماء محدودا، مطالبه بوقف فورى لإطلاق النار فى القطاع من أجل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن.
فى الوقت نفسه، وصفت الأمم المتحدة، أمس، الحديث عن منطقة آمنة فى جنوب غزة بأنها «مهزلة».
وأكدت الأمم المتحدة أنه لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون، وأن المناطق التى حددتها لهم فى الجنوب ليست سوى «أماكن للموت.
وقال المتحدث باسم منظمة اليونيسف جيمس إلدر للصحفيين فى جنيف، متحدثًا من قطاع غزة إن «فكرة وجود منطقة آمنة فى الجنوب مهزلة.. القنابل تلقى من السماء بشكل متواصل يبث الرعب فى النفوس، والمدارس التى حددت كملاجئ مؤقتة تحولت بانتظام إلى ركام، والخيام تحرقها الغارات الجوية على نحو ممنهج».
وحول الخطة الأمريكية لوقف الحرب فى غزة قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انه يجب التوصل إلى اتفاق مع حركة «حماس» بحلول الساعة 6 مساء الغد بتوقيت واشنطن.
ووجه ترامب تحذيرا لحماس قائلاً: «إذا لم يتم التوصل لاتفاق الفرصة الأخيرة بشأن غزة ستفتح أبواب جحيم غير مسبوق على حماس».
وطالب الرئيس الأمريكى الفلسطينيين بمغادرة المنطقة المحتمل أن تكون مكانا للموت مستقبلا لمناطق أكثر أمانا بغزة فوراً.
وأكد مكتب نتنياهو أن العملية العسكرية فى غزة «تمضى قدما، وأن إسرائيل لن تغادر غزة وستواصل عملياتها العسكرية حتى يأتى رد حماس.
وكان نتنياهو أعلن موافقته على الخطوط العريضة لخطة ترامب فى وقت سابق من هذا الأسبوع، فيما قال قيادى فى حماس إن الحركة «تحتاج لبعض الوقت» لدراسة الخطة الأمريكية.
وأوضح القيادى لوكالة «فراس برس أن حماس لا زالت تواصل المشاورات حول خطة ترامب التى قدمت للحركة، وأبلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة.
وكان عضو المكتب السياسى فى حماس محمد نزال أعلن فى تصريح صحفى صدر عن مكتب الحركة: «بدأنا مشاورات والخطة عليها ملاحظات»، مضيفا: «سوف نعلن موقفنا من الخطة قريبا».
وأوضح: «نتواصل مع الوسطاء والأطراف العربية والإسلامية»، مؤكدا: «نحن جادون فى الوصول إلى تفاهمات».
وتنص الخطة التى كشفها ترامب، الاثنين، على وقف فورى للحرب فى قطاع غزة فور موافقة طرفى النزاع عليها، على أن يلى ذلك الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين فى قطاع غزة وعن مئات المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وتتألف الخطة من 20 بندا، منها أيضاً نزع سلاح حركة حماس وخروج مقاتليها من القطاع إلى دول أخري، وإدارة غزة من لجنة فلسطينية من التكنوقراط والخبراء الدوليين، بإشراف مجلس يترأسه ترامب نفسه ومن أعضائه رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير.
فى سياق آخر مرتبط بردود الفعل الدولية ضد الانتهاكات الإسرائيلية، أمرت المحكمة العليا الهولندية أمس الحكومة بمراجعة سياسات تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، فيما لم تؤيد حظر تصدير مكونات مقاتلات إف 35 الذى أصدرته محكمة أقل درجة فى العام الماضي، لكنها قالت إنه يتعين أن تقوم الحكومة بنفسها تقييم الوضع لمعرفة ما إذا كان هناك احتمال أن تُستخدم هذه المكونات بما ينتهك القانون الدولي.
ومنحت المحكمة الحكومة ستة أسابيع لإجراء هذه المراجعة، وخلال هذه الفترة سيظل تصدير مكونات الطائرات المقاتلة محظورا.
الجدير بالذكر أن هذه القضية جرى تحريكها فى الأساس فى أواخر 2023 من جانب ثلاث مجموعات حقوقية هولندية، قالت إن إرسال قطع غيار طائرات إف-35 يجعل هولندا متواطئة فى جرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل فى حربها مع حماس.
وتضم هولندا واحدا من المخازن الإقليمية الثلاثة لقطع غيار إف-35 التى تمتلكها الولايات المتحدة. ويقول محامو الحكومة الهولندية إن فرض حظر على النقل من هولندا سوف يكون فعليا بلا معنى حيث أن الولايات المتحدة سوف ترسل القطع على أى حال.
وما تزال حكومة تل أبيب المتطرفة تمضى فى انتهاكها للقانون الدولى والإرادة الدولية والشعبية، حيث ذكرت تقارير إعلامية ومنظمون بأن إسرائيل اعترضت، أمس، آخر سفينة فى أسطول الصمود العالمى المتجه إلى غزة.
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن سلاح البحرية أعلن سيطرته على السفينة «مارينيت»، وهى آخر سفن أسطول الصمود.
وبحسب التقارير الإعلامية، قرصنت البحرية الإسرائيلية، سفينة «مارينيت» آخر سفن أسطول الصمود العالمى لكسر الحصار عن غزة، كما احتجزت ناشطيها لينضموا بذلك إلى 470 ناشطًا سبق أن اعتقلهم الاحتلال بعد اعتراض سفنهم واقتيادهم إلى أسدود للتحقيق معهم قبل ترحيلهم إلى أوروبا إذا وقعوا على أوامر الترحيل.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عناصر من الوحدات البحرية الإسرائيلية سيطروا، أمس، على سفينة مارينيت، التى كانت قد تأخرت عن الأسطول بسبب عطل أصابها.
كان أسطول الصمود قد أعلن فى وقت متأخر من مساء الخميس- عبر مواقع التواصل الاجتماعى أن السفينة مارينيت تواصل إبحارها نحو قطاع غزة، قبل أن تقع فى النهاية فى قبضة الاحتلال.
وأضافت وسائل الإعلام العبرية أن الشرطة اعتقلت 473 من ناشطى الأسطول العالمي، فيما أكدت الخارجية الإسرائيلية أنها سترحّل جميع الناشطين الذين كانوا على متن سفن أسطول الصمود العالمى إلى أوروبا.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أشارت إلى أن مئات المشاركين نقلوا إلى ميناء أسدود «للترحيل الطوعي» أو لإجراءات قضائية لترحيل قسري.
وأظهرت لقطات مسجلة أن وزير الأمن القومى الإسرائيلى اليميني، إيتمار بن غفير، إلى ميناء أسدود لاجراء تحقيق مع الناشطين، واصفاً النشطاء بالإرهابيين.
ومن جانبها، أعلنت السلطات الإسرائيلية اعتراض جميع سفن الأسطول البالغ عدده 42 سفينة، فيما ذكرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن عددا من معتقلى سفن أسطول الصمود أعلنوا دخولهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ لحظة احتجازهم، مطالبين بتدخل دولى فورا.
وتواجه إسرائيل موجة من الإدانات والاحتجاجات الدولية بعد أن اعتلت معظم القوارب المشاركة فى الأسطول واحتجزت حوالي473 ناشطا من إيطاليا وإسبانيا ودول أخري، بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرج.
