اليوم أو غدا تنتهى المهلة التى منحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمقاومة الفلسطينية للرد على خطته لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة المستمر منذ عامين كاملين، وخًيرهم فى بنودها بين الاستسلام التام أو الموت الزؤام وهو الذى يحذر من أن أبواب الجحيم سوف تفتح على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة إذا لم توافق المقاومة الفلسطينية على الخطة وتوقع على بياض لتسليم الاسرى الإسرائيليين وتسليم سلاحها وتوافق على الخروج من القطاع.
الرئيس الأمريكى الجمهورى ترامب الذى يرتدى قناع رجل السلام الطامع فى جائزة نوبل للسلام التى يرى أنه أجدر من يستحقها بها لوقفه سبعة من الحروب الذى أغشت عينيه أكاذيب صديقه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى فلم يعد يبصر عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين ولم يعد يسمع أنين الأطفال الذين يتضورون جوعًا بسبب الحصار الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة.
الرئيس الأمريكى قدم للقادة العرب والمسلمين خلال لقائه بهم نسخة من خطته نال بها رضاءهم ثم قدم النسخة التى صاغها بليل مع النتياهو ليضع المقاومة بين سندان التهديدات بالفناء ومطرقة القتل التى تحصد كل يوم العشرات من الفلسطينيين فى القطاع وهو لا يعلم أن الفلسطينيين لديهم صلابة من حديد وأنهم رغم العدوان الاجرامى الوحشى وحرب الابادة الجماعية التى يمارسها لا يزالون يقاومون ويسقطون قتلى وجرحى فى جيش العدو الإسرائيلى من أقصى شمال القطاع إلى جنوبه.
الجميع يعلم تماما أن ترامب مع المقترح الأمريكى الجديد لإنهاء الحرب فى غزة يريد منح نتنياهو كل ما يستطيع تحقيقه بالعدوان طوال تلك المدة بأن تُطلق المقاومة سراح الرهائن فورًا وتلقى سلاحها وهو ما سيمنح إسرائيل ضوءًا أخضر لمواصلة ضرب غزة بلا قيود رغم العزلة الدولية المتزايدة والاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية.
الخطة التى قدمها ترامب غامضة تمامًا ولا يوجد فيها التزام واضح بوقف العدوان الإسرائيلى بشكل نهائى أو الانسحاب الكامل من غزة وعدم استئناف الحرب من جديد بعد الإفراج عن الأسرى والرهائن وإغلاق ملف التهجير فضلا عن انها لم تضع خريطة واضحة حول مراحل الانسحاب الإسرائيلى الكامل وإقامة سلام عادل على أساس حل الدولتين بحيث يتم دمج قطاع غزة بالكامل مع الضفة الغربية فى دولة فلسطينية واضحة المعالم. وذلك يعنى أنها إذا وافقت حركات المقاومة فإن جولات طويلة من المحادثات ستبدأ للتوصل إلى تفاصيلها والبدء فى مراسلها.