كل يوم يؤكد المصريون أنهم يشعرون بالأمان والطمأنينة على وطنهم فهو فى عهدة قيادة هادئة حكيمة تتصرف بوعى ولا تدخل فى مغامرات سياسية أو عسكرية، فمصر لا تطمع فى أراضى وثروات الدول المجاورة، وجيش مصر «دفاعى محض» وليس جيشا مرتزقا يعتدى من أجل حفنة من المكاسب على حساب الآخرين.. جيش قوى لا تخيفه التهديدات من هنا أو هناك ومستعد لكل السيناريوهات فى منطقة تموج بكل صور الظلم والقهر والعدوان.
الجيش المصرى سيظل عنوانا للقوة والهيبة فى المنطقة، فهو الجيش الذى حمى حضارة وادى النيل عبر التاريخ، وكان دائما فى قلب الصراع من أجل البقاء والاستقلال.. ومع نشوء الدولة المصرية الحديثة، تبلورت عقيدة عسكرية واضحة للجيش المصرى جعلت منه أحد أعرق وأكبر الجيوش فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
العقيدة العسكرية المصرية تقوم أولا على الدفاع عن الأرض والسيادة الوطنية، فهى عقيدة لا تقوم على الغزو أو التوسع، بل على حماية الحدود وتأمين الاستقرار الداخلى والإقليمى.. هذا المبدأ تجسد بوضوح بعد حرب أكتوبر 1973، حيث أثبت الجيش المصرى أن قدرته على القتال دفاعا عن أرضه لا تقل عن أى قوة كبرى فى العالم
الجيش المصرى هو جيش الشعب.. أى أنه لا ينفصل عن الأمة ولا يتحرك إلا وفق إرادتها، فهو ليس جيش سلطة أو فصيل، بل مؤسسة وطنية جامعة، تضرب جذورها فى وجدان المصريين وتستمد شرعيتها من التفافهم حولها.
الجيش المصرى فى عهدة قيادة حكيمة تدرك المخاطر الأمنية التى تحيط بالمنطقة.. ومن هنا جاء حرص القيادة على تطوير قدرات الجيش النوعية، سواء فى القوات الجوية والبحرية أو فى أنظمة الدفاع الجوى والاستخبارات.
العقيدة العسكرية لجيش مصر العظيم ليست مجرد خطط وإستراتيجيات، بل هى فلسفة وطنية تقوم على الإيمان العميق بأن مصر لا تُحارب إلا من أجل الدفاع عن أرضها وكرامة شعبها، وهى عقيدة جعلت الجيش عبر تاريخه الطويل موضع احترام بين جيوش العالم
>>>
يفتخر المصريون بمواقف وسياسات وطنهم فى كل الاتجاهات.. فمصر لا تقبل ظلما ولا عدوانا على أى شعب.. ومن هنا كان موقفها السياسى والأخلاقى من العدوان الصهيونى الاجرامى على الشعب الفلسطينى واللبنانى واليمنى والسورى والإيرانى وكل شعب يطاله العدوان الآثم من أحقر قوة عسكرية فى التاريخ.
مظاهر قدرات مصر التى نفتخر بها رغم الأزمات الاقتصادية المتلاحقة عديدة وتجعل منها دولة قادرة على حماية نفسها.. كما أنها قادرة على تحقيق توازن القوى فى منطقة يعتقد البلطجى الصهيونى أنه سيدها الأوحد، لأنه يواجه قوى لا تستطيع ردعه، وكل من يقدر عليهم عبارة عن جماعات وفصائل لا تمتلك 2 ٪ مما يمتلكه من أسلحة وقدرات عسكرية تتدفق عليها من أمريكا وبعض الدول الأوروبية.
سياسة مصر العاقلة الهادئة جعلتها محل احترام الجميع فهى لا تنحاز لباطل مهما كانت القوى التى تسانده أو تدعمه.. وبفضل هذه السياسة الاخلاقية رفضت مصر كل صور العدوان على الشعوب العربية وفى مقدمتها شعب غزة وكانت فى طليعة الدول المنددة بهذا العدوان، والمحذرة من مخاطره وتداعياته، وكل ما حذرت منه مصر حدث، والتداعيات الأمنية والعسكرية للقوة الصهيونية الغاشمة التى لا تحكمها قيم ولا أخلاق كان لها تداعياتها الخطيرة على المنطقة كلها بما فيها الكيان الصهيونى نفسه، ولو الدعم غير المحدود لهذا العدو سياسيا واقتصاديا وعسكريا لسقط ولم يستطع المواجهة منذ عدة أشهر.
>>>
الشعب المصرى لديه من الوعى والوطنية الصادقة ما يكفى لإسكات هؤلاء وكشف مخططاتهم وهذا سر قوة الجبهة الداخلية فى مصر خلال كل الأزمات السياسية والأمنية التى تعرضنا لها خلال السنوات الماضية.
المواطن المصرى الواعى لا يستجيب لشائعة أو أكذوبة ويدرك جيدا أن الشائعات وسيلة الضعفاء والعاجزين، ولذلك تستخدمها وتعتمد عليها جماعات الضلال الدينى والنصب السياسى، كما تعتمد عليها الدول المعادية كوسيلة لتحقيق أهدافها.. ويدرك أيضا أن الشائعات تنتشر وتحقق أهدافها الخبيثة فى المجتمعات التى يقل فيها الوعى الشعبى ولذلك فشلت تلك الوسيلة فى دفع المصريين الى تحقيق أهداف الجماعات المعادية لمصر، فالشعب المصرى يعرف جيدا حجم الأكاذيب التى تستهدف وطنه، وحجم ما تروج له عناصر هاربة تعمل لصالح جماعات تستهدف عرقلة مصر ومنعها من تحقيق طموحات شعبها.