أكد سوريش كيه ريدي، سفير الهند بالقاهرة، أن بلاده تثمّن عالياً الدور البنّاء والمحوري الذي قامت به مصر في تسهيل الحوار ودفع جهود السلام. وأشار إلى أن وساطة مصر ودبلوماسيتها المتوازنة كانت ذات أهمية بالغة في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وتهيئة الظروف اللازمة لخفض التصعيد.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال الفعالية والمعرض الذي نظمته السفارة الهندية بعنوان “الكلفة الإنسانية للإرهاب”. وأوضح السفير أن هذه الفعالية تكتسب أهمية خاصة لتزامنها مع الثاني من أكتوبر، ذكرى ميلاد المهاتما غاندي، الذي يُحتفل به “اليوم العالمي للاعنف”. ولفت إلى أن خطاب غاندي كان بسيطاً وعميقاً، ويركز دوماً على أن السلام والعدالة هما الأساس الحقيقي لتقدم الإنسانية.

دعم القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب
قال السفير إن الهند تتبنى موقفاً ثابتاً يدعم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. وقد رحّب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بإعلان خطة السلام الشاملة لإنهاء الصراع في غزة، معرباً عن أمله في أن تتوحد جميع الأطراف لدعم هذا الجهد لتحقيق السلام. وأوضح ريدي أن الهند من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين عام 1988، وقدمت مساعدات إنسانية وتنموية لغزة والضفة الغربية على مر السنين، بلغت قيمتها نحو 170 مليون دولار أمريكي، شملت الأدوية والمساعدات الغذائية والمنح الدراسية والمساهمات في وكالة “الأونروا”.

مشيراً إلى أن الإرهاب آفة عالمية لا تعترف بالحدود، وتُمثل عقبة جسيمة أمام السلام والاستقرار والازدهار، أكد السفير أن الإرهاب ليس فقط جريمة بحق الأبرياء، بل هو عائق أمام تحقيق آمال الدول الساعية للنمو الشامل وتوفير الفرص لشبابها، كما هو الحال بالنسبة للهند.
وأشاد السفير بـالموقف القوي والداعم الذي اتخذته مصر بتضامنها مع الهند وإدانتها للهجوم الإرهابي المروع على السياح الأبرياء في “باهلجام” بكشمير في 22 أبريل 2025. ونوه بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاتصال برئيس الوزراء مودي في اليوم التالي للهجوم، ومحادثة وزير الخارجية المصري مع نظيره الهندي للتأكيد على التضامن المصري.
وأشار إلى أن مصر، تماماً مثل الهند، عانت من التبعات الخطيرة للإرهاب على مدى عقود، وقامت بجهود ناجحة لمكافحته. وأكد على الدور المحوري الذي لعبه الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بجانب الحكومة والأجهزة الأمنية في مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز قيم السلام والوئام في المجتمع.

تعزيز التعاون الثنائي
أوضح ريدي أن الهند ومصر توليان أهمية كبيرة للتعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب. وفي هذا الإطار، زار وفد برلماني هندي رفيع المستوى، يضم خمسة وزراء سابقين، مصر في يونيو الماضي، حيث التقى بوزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية ورؤساء لجان الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب، وغيرها من الشخصيات، لتبادل الرؤى حول تعزيز العزم المشترك لمكافحة الإرهاب.
وفي ختام كلمته، أشار السفير إلى أن المعرض المُقام على هامش الفعالية حول الكلفة الإنسانية المدمرة للإرهاب، يذكّر بوجود طريق بديل هو طريق السلام والحوار واللاعنف. واختتم بالقول: “في هذا اليوم العالمي للاعنف، دعونا نتذكر أن اللاعنف ليس ضعفاً، بل هو أسمى تعبير عن القوة. وكما قال غاندي، فإنه قادر على تحريك الإمبراطوريات وتغيير مجرى التاريخ”.