في ترنيمة دونها المصري القديم في نصوصة الأدبية تبرز قدر عرفانه لنهر النيل جاعلا منه الإله الخالق لمصر واهب الحياة والخلد منذ القدم يحتفل العالم في الأحد الرابع من شهر سبتمبر بيوم الانهار العالمي يسلط الاضواء علي التهديدات التي تواجه الانهار من تلوث ونشاط بشري جائر ويمثل هذا اليوم رسالة عالمية تدعو الجميع لتحمل مسئوليته في حماية المجاري المائية لضمان استدامتها للأجيال القادمة
في الندوة التي نظمها المنتدي الوطني لحوض النيل بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية بنقابة الصحفيين بعنوان (التداعيات المترتبة علي قرار الحكومة. الإثيوبية الأحادي بتشغيل السد علي النيل الأزرق) حذر كل من الدكتور عماد الدين عدلي مدير المنتدي الوطني لحوض النيل ودكتور يسري خفاجي خبير الموارد المائية ودكتور هالة يسري استاذ علم الاجتماع السياسي من تداعيات تشغيل إثيوبيا لسدها بقرار احادي ودون تنسيق أو موافقة دولتي المصب مخالفة صريحة للقانون الدولي واتفاق اعلان المباديء والبيان الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021 مما يمثل اصرارا علي فرض امر واقع ويقوض التعاون الإقليمي الذي ارسته مبادرة حوض النيل التي تمثل الحكومات منذ عقدين
وأكد المتحدثون علي ان التحديات لا تقتصر علي الجوانب السياسية والقانونية بل امتدت الي الجوانب الفنية وسيناريوهات تشغيل السد وان المخاطر علي دولتي المصب ليست احتمالية بل مؤكدة سواء في سنوات الفيضان كما نري في السودان هذة الأيام او سنوات الجفاف
كما تطرق الخبراء الي آلية توليد الكهرباء من السد وانه بالإمكان الاكتفاء بسعة اقل تحقق نفس الهدف. دون تهديد لتدفقات النهر الا ان هناك خططاً لبناء تسعة سدود علي النيل الازرق بما يعني قدرة تخزينية اكبر لخنق دول المصب مائيا في فترات الجفاف مما يعني التعرض لخطر استراتيجي وتدهور النظم البيئية والزراعية وارتفاع معدلات التصحر وتراجع إنتاج الغذاء وانهيار منظومات المعيشة للمزارعين علي ضفاف النهر
وأكدت الندوة علي ان الأمن المائي ليس مسألة موارد مائية بل قضية استقرار اجتماعي وسياسي ولابد من البناء علي جهد المنتدي الوطني لحوض النيل في توعية الرأي العام لتحصينه ضد التضليل الذي يمارسه المجتمع الدولي الذي يخلط بين السيادة الوطنية المطلقة والموارد العابرة للحدود .ولاهمية التوعية ودور القوة الناعمة كان الحديث عن تشكيل لجنة اعلامية متخصصة تكون الذراع الاعلامي الداعم للموقف الرسمي المصري الواضح فى خطوطه الحمراء وعدم التفريط فى حقوقنا المائية.. وبأن النيل ليس ملكا لدولة بعينها بل هو شريان حياة لعشر دول وشعوبها وان محاولات توظيفه في حسابات سياسية ضيقة يقود المنطقة إلي تهديدات وجود غير مسبوقة وان المنتدي الوطني لحوض النيل يعمل تحت شعار نهر واحد وشعب واحد وليس هناك اعتراض علي مشروعات تحقق التنمية لدول حوض النيل ولكن الاعتراض علي ما يضر دول المصب.