ستظل معركة التيك توك بين الولايات المتحدة والصين واحدة من أهم مظاهر وعلامات الهيمنة الكبرى للوبى الصهيونى على الإدارة الامريكية وإخضاع البيت الأبيض للرغبات الجامحة والسياسات المحرمة للحكومة المتطرفة فى الكيان الصهيونى..ودعم وتأكيد استراتيجية الكذب الكبرى لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو لتضليل الراى العام العالمى فيما يخص جرائم الإبادة الجماعية لجيش الاحتلال فى غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة.
معركة التوك توك وما صاحبها من استغلال فاحش للشركات الالكترونية وتوظيفها لخدمة الأهداف الصهيونية فى تنفيذ جرائم الإبادة طوال فترة الحرب ليس لها من عنوان الا الإصرار على تأمين قوة الكذب وتعظيم أدواته..التى وضع أسسها وادارها نتنياهو بدهاء منقطع النظير خبثا ومكرا وتلاعبا بالكبار قبل الصغار من قادة الدول الغربية ومن قبلهم أمريكا وهوما عرف باسم السردية الإسرائيلية..وهى التى تم اجبار كل وسائل الاعلام فى الغرب كبرى وصغرى بها وعدم الخروج عليها قيد انملة وترديدها صباح مساء بلا ادنى خجل رغم علمهم بمخالفاتها للقواعد والأصول المهنية وما استقر عليه الاعلام الحر من سياسات وما التزم به من قيم ومبادئ كانوا حتى عهد قريب يتباهون بها حتى أصبحت سرابا مع بداية معركة طوفان الأقصى..
معركة تأمين قوة الكذب لا تقل أهمية وخطورة عن أخطر الأسلحة الأخرى ..حتى بات منع أى تسريب يؤثر على سردية الكذب الممنهج واستراتيجياته لخداع العالم والعبث بالعقول وغسل الأدمغة وضبطها على موجة واحدة احد أكبر هموم القيادة الأمريكية الإسرائيلية..فلا شىء يعلو على السردية الاسرائيلية مهما كان..فالكذب ولا شىء إلا الكذب..وهذه ليست مزحة أو نكتة..لكنها حقيقة على أرض الواقع..
من الأسباب المعلنة من الجانب الأمريكى فى الحرب على التيك توك ان هناك مخاوف امنية وطنية أمريكية تجاه الصين وان التطبيق يمكن استخدامه لأغراض تجسسية وفى التاثير على الراى العام الأمريكى تجاه قضايا بعينها..
الحقيقة ان هناك عدة أسباب حيوية رفعت حدة الخوف او اثارت ثائرة إدارة ترامب الصهيونية اليمينية المتطرفة وعجلت بإعلان الحرب على تيك توك واتخاذ إجراءات حادة بشأنه واجباره على بيع نسبة كبيرة من التطبيق العالمى فى الولايات المتحدة حتى تكون الإدارة اميريكية ولا تنفرد بها الشركة الصينية المالكة للتطبيق فى أمريكا بايت دانس..
أولا نجح التطبيق فى تحقيق اختراق قوى للسردية الإسرائيلية وقدم الحقائق كما هى على ارض الواقع بالصوت والصورة على مدار الساعة ومن مصادر متعددة حتى بادلة واثباتات يهودية وهو ما ساهم فى تحريك الراى العام الأمريكى عموما والشباب خاصة ضد حرب الإبادة كما انه كشف زيف الرواية الإسرائيلية والدعم الاعمى للإدارة الامريكية وخضوعها لنتنياهو فى كل صغيرة وكبيرة حتى اصبح من نافلة القول ان حكومة نتنياهو هى من تحرك البيت الأبيض وليس العكس..
هذا الامر وحده اعتبرته واشنطن ميلا معاديا لإسرائيل خاصة اثناء معركة طوفان الأقصى.. وقد اعلن المسئولون الامريكيون ذلك بصراحة وبلا مواربة.
ثانيا: نجاح التطبيق فى الوصول الى شريحة كبيرة من الشباب الأمريكى بسهولة والتاثير عليهم خاصة من جمهور الناخبين وما يطرح من قضايا جدلية داخل المجتمع الأمريكى قد يكون للإدارة الامريكية توجه خاص حيالها.. يذكر ان عدد مستخدمى التطبيق فى أمريكا تجاوز 170 مليون مشترك أى اكثر من نصف السكان.. وهو عدد كبير جدا مكن الشركة الصينية من تحقيق أرباح بمئات المليارات من الدولارات خاصة من الإعلانات وغيرها..
المفاوضات الشرسة والإصرار الأمريكى على الاستحواذ على التطبيق يؤكد انهم بالفعل يريدونه سلاحا للسيطرة على قطاع مهم فى السوشيال ميديا وتقييد حريتها والتحكم فيها ولاحكام سردية الكذب الصهيونية وأيضا كاداة لتزييف الوعى من خلال منع وحجب الأشياء غير المرغوب فيها والسماح بما يعزز التوجهات المرغوبة فقط..
أسئلة كثيرة طرحت على هامش معركة التوكالتوك اذا كانت أمريكا ترى ان التطبيق خطرا يهدد الامن القومى فلماذا تأخرت فى حظره تماما خاصة وانها قالت صراحة ان الجمع المفرط للبيانات عبر التطبيق مشكلة ويمكن استخدامه فى التجسس لان البيانات يمكن استخدامها لأغراض شريرة تعرض الامن القومى للخطر..وكما جاء فى الامر التنفيذى الذى أصدره ترامب عام 2020 ان البيانات قد تسمح للصين بتتبع مواقع الموظفين والمقاولين الفيدراليين وبناء ملفات من المعلومات الشخصية تستخدم للابتزاز واجراء التجسس على الشركات..
رغم هذا لم تتخذ موقفا حادا مثلما فعلت الهند مثلا منذ خمس سنوات عقب وقوع ازمة مع الصين وعلى اثرها حظرت التطبيق العالمى الذى كان يتمتع بشعبية كبيرة (200 مليون مستخدم) وهو اكبر رقم للمشتركين خارج الصين الهند قالت صراحة ان التطبيقات الصينية تشكل تهديدا للسيادة والامن الهندى..وحظرت أيضا اكثر من 500 تطبيق صيني؟!!
فى الفترة الأخيرة ومع معركة الرسوم الجمركية اعتبرت واشنطن ان الامر يأتى فى اطار حرب تكنولوجية تجارية..تكنولوجيا يمكن تحويلها الى تكنولوجيا عسكرية تستخدم للمنافسة ضدنا بتعبير السفير نيكولاس بيرنز كبير الدبلوماسيين الأمريكيين فى بكين..
الصين ردت بقوة على الاتهامات الامريكية بشان التطبيق والتجسس ووصفتها بانها بعيدة عن الصحة وقالت بان شركات أخرى مثل فيس بوك وانستجرام ويوتيوب وسناب شات وغيرها تجمع بيانات بكميات مماثلة ان لم تكن اكثر..ومع ذلك لم توجه اليها اتهامات!!
فسر البعض هذا الموقف المتناقض بان إدارة تيك توك هى الوحيدة خارج أمريكا بعكس التطبيقات الأخرى تدار من واشنطن..
يذكر انه بعد مفاوضات شاقة أعلن الرئيس ترامب عن تشكيل مجموعة استثمارية أمريكية تضم إمبراطور الإعلام اليهـودى الأصل روبرت مردوخ وابنه لاكلان إلى جانب مايكل ديل ولارى إليسون لشراء عمليات تيك توك فى امريكا..ومنحت الصين واشنطن الحصة الأكبر وسيتم إدارة التطبيق فى الولايات المتحدة بواسطة شركة جديدة» صينية أمريكية سيكون للمواطنين الأمريكيين «الحصة الأكبر» فى الهيكل الجديد. تحصل الشركة الصينية على حصة أقل من 20٪ وسيكون الجزء المتبقى مملوكاً لمستثمرين معينين».( قيمة الشركة الجديدة حوالى 14 مليار دولار).
وكله من اجل عيون المتطرفين الصهاينة واستمرارمنظومة الكذب الصهيونى على العالم..
والله المستعان..