لن نصل إلى هدف المنافسة النقية، طالما احتمى بعض المرتعشين من قيادات الأندية بقلة مندسة من الجماهير، تتفنن فى توجيه الشتائم وإثارة الفتن وتوسيع الفجوات بين الجماهير بمختلف الانتماءات والميول، وطالما سمحنا بوجود هؤلاء بيننا وساهمنا فى تعظيم شأنهم والإشارة إليهم بمناسبة أو بدون مناسبة ..
كل ما جرى قبل مباراة القمة وخلالها من ظواهر إيجابية لا ينكرها إلا جاحد، ومحترف ارتداء النظارات السوداء التى تحافظ على سوداوية الكادر والرؤية، ولا تعترف بأى تحرك نحو شيوع الروح الرياضية فى كل وقت وحين .. وهى من المرات القليلة التى يلعب فيها الإعلام دورا ايجابياً فى تعظيم شأن اللعب النظيف ونبذ التعصب والدعوة لمزيد من التضافر والتجانس والانسجام بين عناصر المنظومة الواحدة..
لم ندخر الرابطة جهدا بطلب استقدام الحكام الأجانب فى الوقت المحدد والمسموح، ودقق اتحاد الكرة ومعه لجنة الحكام فى الاختيار والانتقاء وصولا إلى طاقم مميز أدار المواجهة بثبات وثقة عالية، لا بد أن يستفيد منها حكامنا، وأدت المنظومة الإعلامية المطلوب منها على أكمل وجه، ابتداء من النقل المميز والمبتكر والوجبة الدسمة فى البث والتغطية والتنوع فى مظاهرها، وكذلك صنوف الإعلام الأخرى من مقروء ومسموع وديجيتال، وكيف ساهمت فى تعظيم المواجهة ودعوة طرفيها للتمتع بالروح العالية والسعى وراء إظهار الكرة المصرية بما يليق بحجمها وتاريخها ومقوماتها المتعددة..
كما ساهم المنصفون والأنقياء من قيادات إعلام القطبين فى تعزيز هذه المبادرات والنداءات سواء فى القنوات أو المنصات الأخري، وحتى مشاهد الود والحب بين اللاعبين وأعضاء الجهازين الفنيين وتصريحات كل عضو بهما، ساهمت فى شيوع الروح الطيبة، ونفس الأمر فعله العقلاء من جماهير الناديين..
أما القلة المشار إليها فلا يمكن أن تنخرط أبدا فى المبادرات الطيبة، لأن أهدافها محددة ومعروفة لنا وهى الحفاظ على الفجوات الحالية بين القطبين، بل والسعى وراء توسيعها أكثر وأكثر، ودعم كل فعل أول قول يصدر من لاعب أو مدرب أم حتى مسئول، طالما يحقق الهدف فى نهاية الأمر..
دعونا نبنى على الظواهر الإيجابية التى تجلت فى القمة، ونتكاتف من أجل محاصرة الفئة المنتفعة من استمرار حالة الخصام والتناحر، وقتها فقط سنصل إلى هدفنا الأساسى والأهم وهو تنقية الكرة المصرية والرياضة عامة من الشوائب التى علقت بها طوال سنوات طويلة .. وعندها نعلن سويا تحرير الكرة والرياضة من أولئك الذين هبطوا عليها فجأة ودفعوها خارج إطارها الطبيعى والمنطقي..