رغم سعادتى الشخصية باعتراف العديد من الدول الكبرى وخاصة بريطانيا بدولة فلسطين إلا أنه تنتابنى بعض المخاوف من أن هذه الاعترافات وما صاحبها من فرحة غامرة فى الأوساط العربية لن تكون إلا حبراً على ورق أو قرارات فى الادراج لا ترى حيز التنفيذ ولا تأخذ طريقها إلى أرض الواقع وما زاد من مخاوفى واثار قلقى الحقيقى على هذه الاعترافات تصريح وزير الخارجية الامريكى الصادم اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين لا قيمة له قطعا لا ينسى أحد أن بريطانيا العظمى تلك الامبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس هى السبب فى كل ما تعانيه المنطقة بأسرها من حروب وتوترات وهى السبب فى غرس الدولة اليهودية فى البقعة الطاهرة فى أرض فلسطين منذ 108 أعوام عندما أصدر السياسى البريطانى ووزير خارجيتها ارثر جيمس بلفور وعده المشئوم فى اثنين نوفمبر 1917 بإنشاء وطن قومى لليهود على أرض فلسطين حيث ارسل وزير الخارجية البريطانى رسالة إلى اللورد روتشيلد رئيس الطائفة اليهودية فى انجلترا يؤيد فيها انشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين هذا الوعد كان له تأثير كبير فى تاريخ فلسطين والصراع العربى الإسرائيلى إلى الآن وكان من ضمن بنوده إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين وعدم انتقاص حقوق الطوائف غير اليهودية والمقيمة فى فلسطين.
بهذا الوعد اعطى بلفور من لا يملك وطنا لمن لا يستحق وصار صاحب الحق فى الأرض متشردا مطاردا منذ الثانى من نوفمبر 2017 يوم اصدار وعد بلفور وتكاتف بريطانيا وخلفائها لتنفيذ القرار الظالم الذى يدفع الفلسطينيين إلى الآن ثمن هذا الخطأ التاريخى من دماء أبنائهم كل يوم بعد مرور 108 أعوام كاملة من المظلمة التاريخية التى عانى منها الشعب العربى بصفة عامة والشعب الفلسطينى بصفة خاصة تعود بريطانيا لتكفر عن الخطأ التاريخى باعترافها بالدولة الفلسطينية فى ظل جريمة القرن التى ترتكبها دولة الاحتلال الاسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى فهل يكون اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية نقطة تحول حقيقية لتصحيح المسار وتضع النقاط فوق الحروف ليعرف العالم أن صاحب الارض هو الأحق بدولته وأن الاحتلال مهما طال إلى زوال إن قمة المأساة الحقيقية التى تعكس عصر الغاب الذى نعيشه أن المحتل المغتصب سارق الأرض يشرد صاحبها ويطرده ويبيده ويقتله على مرأى ومسمع من العالم أجمع بينما يبحث صاحب الأرض عمن يعترف به بل ويسعد عندما يعترف أحد بدولته التى هى الأساس.
إن فلسطين قادمة بقوة وباعتراف أكثر من 158 دولة من 193 دولة عضو فى الأمم المتحده يؤيدون فلسطين كدولة ذات سيادة، فلسطين هى الأصل وهى صاحبة الأرض والحق والاحتلال مهما طال إلى زوال.









