ولا أعنى بهذه الصفعات، صفعات تسونامى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانما اعنى توابعها.. وما حدث داخل قاعة الجمعية العامة للأم المتحدة فى نيويورك..
> فى هذه القاعة كان رائعا مشهد لولا دى سيلفا رئيس البرازيل وهو يقبل رأس رئيس كولومبيا جوستاف بيترو بعد خطابه الذى طالب فيه بتكون جيش عالمى لتحرير فلسطين.. وسارعت اندونيسيا لتقدم 20 ألف جندى لهذا الجيش.. خطاب رئيس كولومبيا أظهر إلى أى حد وصل تفهم العالم للقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى لأرض فلسطين.. إلى درجة الدعوة لتكوين جيش عالمى من أجل فلسطين..
> أما جابرييل بوريك رئيس شيلى فقال إنه لا يريد أن يرى نتنياهو وعائلته يقتلهم صاروخ ولكن يريد أن يراه هو وعصابته مقبوضا عليه ويحاكم بتهم الإبادة والقتل والتجويع أمام محكمة العدل الدولية..
>>>
> كانت جلسة الأمم المتحدة التى تحدث فيها نتنياهو.. وانسحاب وفود الدول صفعة على وجهه ووجه إسرائيل وتعبيراً عن إدانة العالم كله للاجرام الإسرائيلي.. ورغم ذلك وبحكم الصفاقة الاسرائيلية واصل نتنياهو خطابه للمقاعد الخالية..
> لم يجرؤ نتنياهو هذه المرة فى الأمم المتحدة على رفع خريطة إسرائيل الكبري.. ولا خريطة الشرق الأوسط الجديد وإنما أظهر خريطة الأعداء المحيطين بإسرائيل والجبهات التى يحارب عليها.. ولم يقل إن سياسته وعدوانه هو الذى حشد العالم ضده.. وكان يفعل ذلك فى قاعة خالية إلا من الوفد الإسرائيلى ومن حشدتهم إسرائيل للتصفيق فى كل لحظة لرئيس الوزراء الإسرائيلي.. بينما تجاهل المخرج التليفزيونى لاذاعة الأمم المتحدة إظهار القاعة الخالية.. وكان فقط يتنقل بين نتنياهو والمصفقين له.. لا شك أنه كان مخرجا متواطئا مع إسرائيل.. أو أن إسرائيل سيطرت عليه قبل كلمة نتنياهو تحسبا لما كان متوقعا من انسحاب الغالبية العظمى من الوفود من القاعة الرئيسية..
> ومع هذا التواطؤ الواضح من المخرج فانه لم يستطع أن يخفى مشهد المنسحبين فى بداية الجلسة ثم توقف بعد ذلك عن استكمال هذه المشاهد.. أعتقد أن الامر يحتاج تحقيقا من جوتيرش السكرتير العام للأمم المتحدة ربما كشف عن تدخلات إسرائيلية أخري..
> وكانت كلمة نتنياهو كلها مغالطات وتشويه للحقائق وتمسك بأزيال خبيته أو ربما تآمره مع حماس فى مصيبة 7 أكتوبر.. والتى نسج كلمته كلها من خلالها مضخما فى أحداثها.. ومختلقا وقائع لم تحدث..
>>>
> قالت إحدى عضوات الكنيست الاسرائيلى إن نتنياهو ساحر.. استطاع أن يحول دول العالم التى كان معظمها يتعاطف مع اسرائيل إلى دول تقف كلها ضد إسرائيل.. وكان خروج وفود الأمم المتحدة عند إلقاء خطابه تعبيراً عن وقوف العالم كله ضد عدوان اسرائيل على الشعب الفلسطيني..
> وقد وقف نتنياهو فى الأمم المتحدة يواصل أكاذيبه ويدلل على رحمته مدعوا وعدم ارتكابه جرائم الابادة بتوجيه الانذارات إلى أهالى مدينة غزة ليغادروها قبل أن يدمرها.. وبدلا من أن يدمرها على رءوسهم.. وهو ما فعله فى كل أنحاء قطاع غزة.. ومنازلها وخيامها.. هدم ودمر واحرق وقتل ولم يعط انذارات.. هذه المرة يريد أن يهجر أبناء المدينة كلها تهجيرا قسريا.. أكثر من مليون فلسطينى يسكنون المدينة.. يريد تهجيرهم إلى الجنوب.. إلى الحدود مع مصر.. ويدعى أنه لا يريد ابادتهم.. بينما هو يدمر كل حياتهم.. كل ممتلكاتهم.. كل مساكنهم.. الأبراج التى بنيت فى غزة دمرها برجا وراء الآخر.. ويدعى الرحمة.. وحديثه يشكل اعترافا بالتهجير القسرى وتدمير حياة مئات الآلاف..
> فى اعترافات لهم أنهم قتلوا اثنين من المدنيين مقابل كل عسكرى أو إرهابى من حماس.. يدعون أنهم قتلوا ثلاثين ألف ارهابي.. باعترافهم إذا قتلوا ستين ألف مدني.. الأرقام أكبر كثيرا من ذلك بالاضافة إلى الآلاف من المفقودين ومن دفنوا تحت الأنقاض وبالاضافة إلى عشرات الآلاف من شبه الموتى ممن فقدوا أطرافهم.. حتى أن غزة الآن فيها أكبر نسبة فى العالم من الأطفال الذين فقدوا سيقانهم وأذرعهم فضلا عن كل أهاليهم..
>>>
> يحاول نتنياهو من خلال خطابه أن يبرر جرائمه.. بأنه يحارب الإرهاب الذى يهدد إسرائيل ويتهدد العالم كله.. وهو يعتبر كل فلسطينى ارهابيا.. أطفالا ونساء وشيوخا.. ولكن وحشيته والدماء التى تقطر من أيديه.. وآلاف الضحايا الذين سقطوا قتلا وجرحا وجوعا أيقظت العالم على وحشية وهمجية دولة الاحتلال..
> رئيسة وزراء ايطاليا ميلونى تلقت صفعات من نوابها فى البرلمان لأنها تؤجل الاعتراف بفلسطين حتى تفرج حماس عن الرهائن.. اتهمها الأعضاء بأنها فقدت انسانيتها فى مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلى ولم تعد تر إلا الرهائن..
>>>
> ليس مستغربا أن تتطابق كلمات الرئيس الأمريكى ترامب مع كلمات نتنياهو فى وصفها لتسونامى الاعترافات بالدولة الفلسطينية.. بأن هذه الاعترافات مكافأة لحماس.. مكافأة للارهاب.. كلاهما قال نفس الكلمات بلا تغيير.. واحد منهما قالها والثانى حفظها وقالها..
> وعن هذه الاعترافات قال الملك عبدالله بن الحسين إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية اعتراف بحق غير قابل للنقاش.. وقال أنطونيو جوتيرش إنها ليست مكافأة إنها حق وقال جوتيرش أيضا عن ثلاثة أمور غير قانونية ويجب ان تتوقف فورا.. قال إن الاستمرار فى تدمير غزة غير محتمل وغير قانونى ويجب أن يتوقف فورا..
وتحدث عن ضم الضفة الغربية فقال إنه غير قانونى ويجب أن يتوقف فورا.. وقال عن تدمير كل فرص تنفيذ حل الدولتين إنه غير قانونى ويجب أن يتوقف فورا.. وعن التجويع قال جوتيريش: سنواصل الحديث فى كل مناسبة.. ولكن الكلمات لا تطعم الأطفال الجائعين.. إنها ليست مأساة انسانية.. بل هى مأساة أخلاقية تتحدى الضمير الإنسانى العالمي.