أكد لطفي رؤوف سفير اندونيسيا بالقاهرة على أن العلاقات بين بلاده ومصر راسخة الجذور ومتينة الأسس مبنية على تاريخ طويل وروابط حضارية وثقافية وثيقة وأن الإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر في مختلف المجالات تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تفتح أمام البلدين فرصًا أعظم لتعزيز التعاون الثنائي في المستقبل.
أعرب سفير اندونيسيا عن امتنانه الدائم لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لرعايته المستمرة للطلبة الاندونيسيين الذين سيعودون إلى وطنهم حاملين رسالة “الإسلام الوسطي المعتدل”
جاء ذلك في كلمته خلال الأمسية التي نظمتها السفارة بعنوان ” ليلة اندونيسيا” بمناسبة الذكرى الثمانين لاستقلال جمهورية إندونيسيا وحضرها وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري و الذي نقل رسالة تهنئة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس اندونيسيا برابوو سوبيانتو بهذه المناسبة، وشارك في الحفل أيضا عدد كبير من سفراء الدول العربية والإسلامية – كما تم الاحتفاء أيضا بختام مدة عمل سفير اندونيسيا في مصر.
أشار السفير إلى أن زيارة الرئيس الإندونيسي إلى مصر نهاية ٢٠٢٤ وأبريل ٢٠٢٥ وما نتج عنها من توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين أدت إلى العمل حاليا على تنفيذ خطة عمل تشمل مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الدفاعي والشؤون القنصلية وغيرها وكذلك العمل على إتمام اتفاقية التعاون الدفاعي بعد زيارة وزير الدفاع الإندونيسي إلى مصر في يوليو 2025.
أضاف أنه في المجال التعليمي، فالبلدين في المراحل الأخيرة لتوقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الأزهر ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا، لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من الطلبة الإندونيسيين في الأزهر الشريف الذين يقترب عددهم من عشرين ألف طالب.

قال السفير ان إندونيسيا على مدى الثمانين عاما ترفع شعار “الوحدة في التنوع”. مشيرا إلى أن مصر هي أول دولة عربية تعترف باستقلال إندونيسيا عام 1945 ومنذ ذلك الحين أخذت العلاقات الثنائية تنمو وتتطور باستمرار وانه عمل خلال فترة الخمس سنوات التي قضاها في مصر على تعزيز التعاون بين البلدين رغم التحديات التي واجهتهما خلال جائحة كورونا وكذلك الأزمات الدولية مثل الحرب في أوكرانيا والوضع المؤلم في غزة.

قال ان حكومة وشعب إندونيسيا يعبرون عن تقديرهم العميق لحكومة مصر على تسهيل إدخال المساعدات الإندونيسية إلى قطاع غزة والتي بلغت حوالي 2200 طن من المواد الإغاثية بالإضافة إلى مشتريات من داخل مصر بقيمة 2.2 مليون دولار أمريكي.
قال الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في كلمته أن مصر هي أول دولة عربية تعترف باستقلال أندونيسيا وامتدت بعد ذلك مسيرة الأخوة والعمل المشترك مرورا بالرئيسين جمال عبد الناصر وسوكارنو ووصولا لعلاقة شديدة التميز بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي و برابوو سوبيانتو، كما أن شعبي البلدين تربطهما علاقات قوية ممتدة .
أكد الأزهري على دعمه وتأكيده لشعار إندونيسيا والذي يلتفت أبناء البلد حوله وهو الوحدة في التنوع والذي يجعل جميع الطوائف تجتمع على معنى خالص وهو الوطنية والانتماء للوطن كما دعا إلى أن يتوسع هذا الشعار ليشمل جميع دول العالم فتذوب وتنصهر كافة شرائح المجتمع على هوية واحدة داخل بوتقة الوطن
أكد أن الأزهر الشريف وثق الروابط بين البلدين بمجيء وفود متعددة من إندونيسيا للدراسة به والنهل من علومه الشرعية حيث تخرجوا منه ورجعوا إلى بلدهم علماء وأئمة كبار ومنهم من تقلد منصب رئيس إندونيسيا ومصر تفتخر بذلك وهو الرئيس عبد الرحمن وحيد رحمه الله وهناك الآلاف من الإندونيسيين الذين تخرجوا من الأزهر و كذلك قيادات ازهرية زارت إندونيسيا ومنها فضيلة الإمام الشيخ أحمد الطيب والذي استقبله رئيس اندونيسيا استقبالا حارا مما يؤكد عمق الأزهر الشريف في وجدان اندونيسيا قادة وشعبا.
أكد الأزهري على الموقف المشترك لكل من إندونيسيا ومصر الرافض تهجير الفلسطينيين من ارضهم بصفة عامة ومن غزة بصفة خاصة وانه لا حل لهذه الأزمة الا بإعلان الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية
قدم الطلاب الإندونيسيون عروضا فنيه بهذه المناسية
