السوشيال «شيطنت الفكرة».. والطلاب والمعلمون يؤكدون إيجابيتها
مثل كثير من الخطوات الإيجابية حولتها السوشيال ميديا إلى صور سلبية، هذا ما حدث مع فكرة الشرطة المدرسية التى أعادتها التربية والتعليم لتحقيق الانضباط وتدريب الطلاب على قيم النظام وضبط السلوك والإدارة، لكن السوشيال ميديا شيطنت الفكرة وقدمتها فى صورة ممارسة السطوة من الطلاب ضد بعضهم.
الواقع فى المدارس عكس ما قدمته السوشيال ميديا تماماً، قد تكون هناك أخطاء أو تجاوزات فردية فى مدرسة أو أكثر ويتم التعامل معها، لكن الصورة العامة كما يؤكد المعلمون والطلاب أنفسهم جيدة والفكرة تدربهم على تحمل المسئولية واحترام النظام، وإن طالب البعض بضرورة الرقابة وعدم ترك الأمور للطلاب حتى لا تحدث أخطاء أو مشاكل.
تجربة الشرطة المدرسية ليست جديدةاللحظة، فقد طبقت فى فترات سابقة داخل المدارس، كآلية لتنظيم الطابور وضبط السلوكيات، لكن هذا العام جاءت بشكل أكثر تنظيماً ضمن خطة وزارة التربية والتعليم لترسيخ الانضباط والقيم وإشراك الطلاب أنفسهم فى عملية التنظيم داخل مدراسهم، بحيث يشعرون بدورهم داخل المجتمع المدرسى.
تقوم الفكرة على اختيار مجموعة من الطلاب المتميزين فى السلوك والقدرة على القيادة، تحت إشراف إدراتهم المدرسية ومعلميهم و يتولى هؤلاء الطلاب تنظيم الطابور الصباحى ومتابعة الالتزام بالزى المدرسى والمساعدة فى تنظيم الدخول والخروج، إضافة إلى التدخل لحل بعض المشكلات البسيطة بين الزملاء قبل أن تتطور.
يرى محمد عادل مدرس لغة عربية أن الشرطة المدرسية مبادرة تربوية وليست أمنية، هدفها غرس قيم الانضباط والسلوك الإيجابى فى نفوس الطلاب، وتنمية قدرتهم على تحمل المسئولية.وهى فكرة إيجابية بشرط أن يتم مراقبتها
أما حسام نبيل ولى أمر، فيقول إن التجربة تعزز روح القيادة والانتماء، وتمنح الطالب الثقة بالنفس وتساعده على اكتساب مهارات التواصل والعمل الجماعى.
فى المقابل، أبدى بعض أولياء الأمور تخوفهم من أن تتحول التجربة إلى وسيلة عقابية.. إذ قالت ولية أمر لطالبة بمدرسة شرق مدينة نصر: الفكرة جميلة لأنها تجعل الطلاب يشاركون فى المسئولية، لكن لابد أن تكون بعيدة عن العقاب أو فرض رهبة على زملائهم.. بينما حذر ولى أمر آخر بالقليوبية من تحولها إلى مجرد مظهر شكلى أو وسيلة لتصفية الحسابات مع الطلاب المختلفين مع الإدارة.
لم يغب صوت الطلاب عن الجدل الدائر، حيث قال محمد كمال طالب بالمرحلة الثانوية: الفكرة ممكن تكون مفيدة، لكن لازم يتم اختيار الطلاب بعناية، حتى لا تصبح وسيلة للسيطرة أو فرض سلطة.
أضاف زميله أحمد حسن: أنا مش ضدها، بس نفسى تبقى المشاركة بهدف المساعدة مش العقاب.
أما طارق خالد طالب آخر، فقد اعتبر أن غياب التدريب الكافى ممكن يخلق مشاكل بين الطلاب، خصوصاً لو حصل تفرقة أو تحيز فى الاختيار.
فى المقابل، أعرب طالب بالصف الثانى الثانوى بالقاهرة عن سعادته بالمشاركة، قائلاً: الشرطة المدرسية تجعلنى قائد وزمايلى بيحترمونى، و أتمنى أننا نساعد بعض و نراقب بعض،
تخفيف أعباء المعلمين
أوضح عبدالله طارق معلم لغة انجليزية أن التجربة تسهم فى تخفيف الأعباء اليومية عن المعلمين، خصوصاً فى فترات الاصطفاف والتنقل بين الحصص، مما يمنحهم فرصة أكبر للتركيز على مهامهم التعليمية.. وأضاف أن نجاح التجربة يتوقف على وضوح أهدافها وجودة تدريب الطلاب المشاركين، ووعى إدارة المدرسة بضرورة التوازن بين الانضباط والاحترام المتبادل.
مصطفى عبده مديرمديرية التربيةوالتعليم بالقليوبية أكد أن المديرية لم تتلق أى شكاوى بخصوص الشرطة المدرسية، مشددة على أنها تتم بطريقة تربوية راقية بمشاركة الطلاب والمعلمين، بعيداً عن الصورة الساخرة التى يروجها البعض على مواقع التواصل الاجتماعى.. و الهدف الأساسى غرس الانضباط بروح المشاركة وليس فرض أى رهبة.
رغم تصريحات المسئولين، مازال الجدل محتدماً على منصات التواصل الاجتماعى، حيث يرى مؤيدو التجربة أنها خطوة إيجابية لإشراك الطلاب فى تحمل المسئولية، بينما يعتبرها المعترضون وسيلة قد تفتح الباب أمام التسلط أو فرض رهبة غير مبررة.
أكد سعد عسل مدير إدارة القناطر الخيرية أن الشرطة المدرسية تقوم بدور فعال فى الحفاظ على النظام داخل المدارس من خلال متابعة سلوك الطلاب والتدخل الإيجابى فى حل المشكلات، مثل العنف والتنمر، كما تسهم فى تنظيم الدخول والخروج، مما ينعكس على شعور الطلاب بالأمان والاحترام.
أوضح أيمن زيدان مدير إدارة شرق شبرا الخيمة أن دور الشرطة المدرسية يمتد إلى التوعية التربوية من خلال الندوات والمحاضرات التى تهدف إلى غرس القيم الإيجابية مثل احترام القانون والسلوك الحضارى والانتماء.
أشار أحمد شوقى مدير مدرسة إلى أن واحدة من مهام الشرطة المدرسية تنمية الإحساس بالمسئولية وروح المواطنة من خلال مشاركة الطلاب فى فرض الانضباط وتحمل المسئولية ويتعلم الطالب احترام النظام.
أضاف أن البيئة المدرسية الآمنة والمنضبطة تخلق مناخاً مثالياً للتعلم والإبداع، وعندما يشعر الطالب بالأمان النفسى والاجتماعى يصبح أكثر تركيزاً وتفوقاً، وهو من أهم أهداف الشرطة المدرسية.