وطالبة الطب.. والماضى قصة جميلة.. و«بودعك»
فى إحدى الطائرات وفى مدينة فالينسا الأسبانية ارتفع صوت مجموعة من الركاب كانوا يغنون باللغة العبرية.. وأصواتهم أزعجت بقية الركاب من المسافرين الذين استنجدوا بطاقم الطائرة الذى حاول اقناع الركاب بالتوقف عن الغناء عن النباح.. ولم يتوقفوا.. جاء البوليس إلى الطائرة قبل الإقلاع وأنزل الركاب الـ53 من الطائرة وألقى القبض عليهم للتحقيق معهم بتهم الفوضى والإزعاج..!
والركاب الإسرائيليون حاولوا استعراض القوة بوجودهم معا على الطائرة.. حاولوا أيضا احتلالها كما هى العادة.. اعتقدوا أنهم فوق القانون مادام المجتمع الدولى مازال متخاذلاً معهم.. وما دامت أمريكا تقدم لهم الدعم والحماية.. الركاب من إسرائيل لم يحترموا بقية الركاب لأنهم لا يرون إلا أنفسهم.. والركاب من إسرائيل أصابتهم الصدمة.. فالعالم بدأ ينتبه لخطرهم.. للفيروس الذى ينشرونه وفى أسبانيا كانت المواجهة معهم.. وإن أنكر الأصوات لصوت الحمير.. أوله زفير وآخره شهيق وهو فى النهاية نهيق..!
> > >
ومن أنكر الأصوات إلى أسوأ المظاهرات.. وأسوأ المظاهرات يتمثل فى المظاهرة التى قام بها اخواننا فى سوريا الشقيقة فى رحاب المسجد الأموى ضد مصر وشعبها وحكومتها.
ولا أجد تفسيرًا لهذه المظاهرات الحمقاء إلا أنها كما يقول بيان الجبهة الوطنية المصرية فى مصر نوع من نكران الجميل وجحود ممن لا يقدرون مواقف مصر الأصيلة والداعمة عبر التاريخ.
وبرغم هذا الجهل الذى يعكس حالة من عدم الوعى واختلاط الأمور وتزييف الحقائق فإننى لا أحبذ ولا أدعم وأرفض تمامًا التعليقات والشعارات التى تدعو إلى ترحيل السوريين من مصر فهذا ليس من شيم البيت المصرى وهذا ليس من عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا.. والسورى فى مصر هو جزء من النسيج المصرى.. وهو آمن مطمئن له كل مقتضيات وواجبات الضيافة ما حدث فى ساحة الأموى لا علاقة له بالعلاقات الوطيدة بين المصريين والسوريين.. هذه مظاهرات مضللة لها دوافع أخرى.. ومن نظموها فى داخلهم حقد ومرض وجهل أيضا..!
> > >
وتتحدث التقارير السياسية عن اختيار تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق حاكمًا جديدًا لقطاع غزة فى إطار خطة ترامب لإنهاء الحرب فى غزة.. وبلير رئيس حكومة بريطانية الذى شارك فى تدبير الحرب على صدام حسين لتدمير العراق سيتولى قيادة السلطة الانتقالية فى غزة وسيكون مقر هذه السلطة فى مدينة «العريش» مؤقتًا.
ولا يمكن نبدى قدرًا كبيرًا بين التفاؤل بالمرحلة الانتقالية التى لم يحدد لها موعدًا.. هل هى عام أم اثنين أم عشرة..!! والخوف كل الخوف أن تكون هذه المرحلة الانتقالية بداية لمرحلة دائمة من ضياع معالم طريق غزة «العربية»!! «حماس» كانت سببًا فى أن تعود غزة إلى «الانتداب» البريطانى.. ومرحلة من مراحل «فرق تسد».. وتونى بلير هو أستاذ هذه المرحلة..!
> > >
وأنتقل إلى حواراتنا الداخلية.. وأجمل صورة وأحلى فيديو هو ما ظهر على مواقع السوشيال ميديا لفتاة من التربة المصرية الصالحة.. فتاة من الطبقات الكادحة.. ابنة نجار التحقت بكلية الطب وأصرت فى اليوم الدراسى الأول أن تفاجىء والدها فى ورشة النجار وهى ترتدى البالطو الأبيض وأن تلبسه البالطو وتحتفل به اعترافًا بالجميل وتقديرًا لكفاحه فى سبيل تربيتها وتعليمها وتفوقها..!
والصورة تعيدنا إلى أجواء الأسرة المصرية المتماسكة.. الأسرة المصرية التى كانت وستظل أهم ما يميزنا.. وأهم مصادر القوة فى مجتمعنا.
> > >
وعادل إمام فى أحد أفلامه الكوميدية ضرب على الأوتار الحساسة عندما تناول الانفلات فى بعض الجامعات الخاصة والصداقة «الغريبة» بين الجنسين التى تتخللها الحفلات الراقصة والخروج عن المألوف والعادات والتقاليد.
وما جاء فى فيلم عادل إمام هو ما نراه فى حفلات الجامعات الحكومية والخاصة الآن.. لم يعد هناك حرمًا جامعيًا.. الأمور تخرج عن السيطرة.. وكله على كله.. وكله فى كله.. والمسألة «بزرميط»..!
> > >
وجلسنا مجموعة من الأصدقاء تتحدث عن الماضى والذكريات حيث يبقى الماضى قصة جميلة لن تعود أبدًا.. وتذكرت فى ذلك ما كانت تقوله أمى عليها رحمة الله.. «اليوم اللى بيعدى مبيجيش أحسن منه».. واليوم الذى يمر هو فعلاً يوم من أعمارنا.. يوم ذهب ولن يعود وسيظل مجرد ذكرى.. ذكرى لأيام عشناها بحلوها ومرها.. ولكنها كانت الحياة.. كل الحياة.. ويكفينا اليوم أن نعيش على الذكرى والذكرى هى متعة الحياة ومصدر الإلهام والأمل أيضا.
> > >
وكتب أحدهم يقول: أول ما نأخذه من الدنيا هو شهقة هواء وآخر ما نتركه هو زفير هواء.. هذا هو العدل.. أن تعيد ما أخذته.
> > >
والسوشيال ميديا تتحدث عن عريس فى حفل ليلة الزفاف شاهد زوجته ترقص مع ابن عمها وتبادل الابتسامات والضحكات والغمزات واللمسات.. فأقترب منها وألقى عليها يمين الطلاق وانصرف..! وما رأيكم فيما قام به هذا الشاب.. هل قرأ المستقبل فى لحظات.. هل أدرك أنه قد أساء الاختيار.. أم أن الغيرة نار قاتلة.. ومعها لا يجدى الاستمرار فى الزواج..!! الرجل اختصر الطريق وتجنب كل هذه السيناريوهات..! كانت رقصة الهلاك..!
> > >
وبودعك.. تغنى وردة فى واحدة من أجمل أغانيها.. بودعك.. بودعك وبودع الدنيا معك جرحتنى، قتلتنى وغفرت لك قسوتك.. بودعك من غير سلام ولا كلام ولا كلمة منى تجرحك.. أنا.. أنا أجرحك بسم الآلام ارحل قوام حبى الكبير هيحرسك فى سكتك.. بودعك.. كلمنى أشتاق اسمعك.. من زمان.. آه من زمان بودعك.. بشوف للمسة من يدك.. لمسة وداع.. ما أبخلك.. بكرهك.. لا بعشقك يا عمرى راح يا الرياح يا أمس دافىء بعشرتك أنا رحلتك وأنا السماح رغم الجراح حبى الكبير حيحرسك فى سكتك.
> > >
وأخيرًا:
من تركك فى عرض البحر لا يستحق أن تخبره كيف وصلت للشاطىء.
> > >
واختار ونيس أيامك بعناية حتى لا تصبح وحيدًا.
> > >
وعندما تسقط ستعرف جيدًا من يحبك.
> > >
وأظلنا يارب بسحائب جودك وغياب لطفك وغزارة رحمتك.. افتح لنا أبواب الخير والبركة فى الدنيا والآخرة.