فى الساعات القليلة التى تسبق قدوم شهر أكتوبر.. شهر النصر الذى أعاد لمصر أرضها.. وللأمة العربية كرامتها.. يطيب لنا أن نتذكر، وأن نتطيب بالذكرى العطرة الممزوجة ببطولات رجالنا البواسل من أبناء شعبنا وقواتنا المسلحة الصلبة الذين أعادوا أرضنا المغتصبة منذ 52 عاماً.. وما زالوا حتى اليوم وهم أكثر قوة وقدرة على العهد صامدين، مدافعين عن تراب الوطن وحمايته من غدر كل طامع ومكر كل خبيث يظن أنه بالفتن أو الشائعات يمكن أن ينال من صلابة جبهتنا الداخلية الواعية بمقدرات وطننا وظروفه وتضحياته الجسام حتى عادت مصر الدولة القوية.. الآمنة المستقرة التى تسير بثبات وثقة على طريق التنمية والتقدم التى تستحقه بجدارة بين الأمم والشعوب.
وتظل مسألة الوعى والفهم هى محور الارتكاز لسلامة الوطن وأمنه واستقراره الذى به يحيا الوطن وتمضى مسيرته فى البناء والتنمية والحفاظ على ما تحقق من إنجازات كثيرة خاصة مع دولة 30 يونيو بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعاد الدولة من قبضة المؤامرة والمتآمرين، وأتاح للمصريين أن يحيوا فى أمن وأمان، يواصلون سعيهم فى الحياة بغير خوف.. وبغير قلق على حاضرهم ومستقبلهم.
>>>
وفى هذا التوقيت الفارق الذى يسبق احتفالاتنا بنصر أكتوبروالذى يواكبه ظروف صعبة تمر بها منطقتنا العربية وخاصة ما يحدث فى غزة بالقرب من حدودنا الشرقية.. ووسط تصاعد الأحداث ومشاعر القلق التى تساور كثيراً من المصريين على ما يمكن أن تتطور إليه مجريات الأمور.. جاءت زيارة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة فجراً إلى الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة ليس فقط لكى يطمئن على إعداد الأجيال الجديدة من رجال المؤسسة العسكرية وأيضاً من ينخرطون فى عملية الإعداد والتجهيز من قطاعات مدنية أخرى من الدولة..ولكن لكى يضع كثيراً من النقاط على الحروف ما يثبت الثقة والاطمئنان فى نفوس المصريين، ويؤكد لهم أن وطنهم فى أيد أمينة حريصة على صون الوطن ومقدراته.. لديها القدرة على التقديرالسليم للموقف وتطوراته.. لا تخضع لمغامرات أو قرارات عاطفية تنصاع لأهواء أو تنجرف لتيارات جاهلة أو خبيثة لئيمة تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وتخرج بالبلاد فى حروب ونزاعات إقليمية تحقق أهداف ومخططات قوى إقليمية ودولية معادية.
لقد أدارت ومازالت مصر مواقفها من أزمة غزة بكل عقلانية وصبر استراتيجى حقق كثيراً من النتائج الإيجابية التى نرى بوادرها على الساحة الدولية بالاعترافات الكبرى بدولة فلسطين من دول لم يكن أحد تخيل أنها يمكن أن تنزع نفسها من ضبابية المشهد الإسرائيلى الصهيونى وقد كانت شريكة يوماً ما فى زراعته فى قلب الأمة العربية.. وفى نفس الوقت أيضاً أن ينكشف فيه فشل المخطط الإسرائيلى بعد عامين من المذابح للفلسطينيين خاصة النساء والأطفال فى غزة وفشل نتنياهو وعصابته فى تحرير الرهائن أو القضاء على حماس أو تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم وتصفية القضية الفلسطينية.
>>>
بالتأكيد.. لقد أثبتت سياسة مصر ومواقفها المحسوبة المدروسة نجاحاً فائقاً سوف تبدو نتائجه قريباً فى المشهد على الساحة.. وهذا ما يمكن أن يصفه المراقبون مستقبلاً بأنه نصر بلا حرب.. صحيح إن صمود الفلسطينيين على أرضهم بفضل ثبات الموقف المصرى ورفض تهجيرهم ودماء الشهداء الأحرار هو عنوان كل شعب وكل أمة كتب الله لها البقاء والحرية والاستقلال كما يقول التاريخ.. ولكن هذا تحت كنف مصر الشقيقة الكبرى التى واصلت العون والإغاثة للصامدين على أرضهم رغم كل العراقيل التى وضعها الجانب الإسرائيلى من أجل تنفيذ مخططه الذى يرجع لمصر الفضل فى إفشاله وربما عدم تكراره لعقود طويلة قادمة.
ويبقى جيش مصر العظيم درعاً وسيفاً للوطن كما أراده الرئيس البطل أنور السادات الذى صنع ملحمة النصر والسلام.. والذى تنبأ بأن تكون حرب أكتوبر هى آخر الحروب إيماناً منه بأن النزاعات – كما يقول أيضاً الرئيس السيسى – تنهك الشعوب وهذا ما لا نريده لبلادنا طالما أن الآخر يدرك مدى قوتنا وصلابتنا وقدرتنا على الحفاظ على حدودنا.. ومقدراتنا..وإنجازاتنا التى تحققت على مدى عشرات السنين.. أما غيرذلك فالجاهزية والاستعداد على أشدها رغم خيار السلام الذى نرفعه نبراساً وهداية لكل شعوب المنطقة بل والعالم من حولنا.