قولاً واحدًا.. الكيان يعبث فى المنطقة تحت مظلة الحماية الأمريكية، هذا ما يحدث فعليًا ليس الآن فقط ولكن منذ عقود كثيرة والكيان الصهيونى يعتمد كليًا على الولايات المتحدة الأمريكية ورفاقها فى السطو وممارسة البلطجة والعنف داخل المنطقة دون حسيب أو رقيب، هذه الصورة المشينة برزت بوضوح جدًا وبكل بجاحة خلال تلك الفترة بمباركة الرئيس الأمريكى الذى منح الضوء الأخضر للكيان بكل الممارسات التى يمارسها الآن دون مراعاة للشرعية الدولية أو الالتزام بالقوانين والمواثيق العالمية، هذا المشهد العبثى الذى نجح بامتياز فى خلق المزيد من الكراهية ضد الكيان الصهيونى وأصبح مواطنوه غير مرغوب فيهم تمامًا داخل الشارع العالمى على كافة المستويات سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى، لدرجة أن الاضطهاد يطارد كل من يحمل جنسية ذلك الكيان داخل فعليات ومؤتمرات العالم خاصة الاقتصادية منها وكذلك الرياضية حيث يرفض الرأى العام العالمى التعامل معهم و التجاوب فى بناء علاقات اجتماعية أو اقتصادية وغيرها بسبب تجاوزاتهم الأخلاقية غير الإنسانية داخل غزة التى طالت الأبرياء العُزل منهم الأطفال والشيوخ والسيدات وكل المسالمين الذى ليس لهم ناقة ولا جمل فى المشهد برمته.
هذا السيناريو القبيح الذى ازداد وجه الكيان من ورائه قبحًا.. حيث اعتقدوا أن الأمر سهلاً هينًا وأن خطف المهمة يكون بلا مقاومة أو صمود، فشلت كل أوهامهم التى وضعتهم فى ورطة وغرست بأعماقهم حتى شعر الرأس فى الوحل، فقد انتفض العالم شعبيًا ورسميًا بكل وسائل المقاطعة فى المجالس الرسمية والمحافل الدولية، الكل انصرف من حولهم وقالوا للظلم والغطرسة لا وألف لا.
من هذا المنطلق، أرى ان الكيان فى ورطة كبيرة الآن وموقفه صعب للغاية بعد هذا الفشل الذريع، وأرى أيضاً أن أمريكا تسعى بكل الطرق لحفظ ماء وجهها قبل الكيان وتبحث عن ثغرة للانتشال من هذا المستنقع الذى أوقعت نفسها فيه.
حقًا إنه سيناريو غير مدروس تمامًا، المفاجآت فيه غير متوقعة وانتصرت على أوهامهم وتحطمت احلامهم على صخرة غزة.
للأسف الشديد كان هناك دور بل أدوار عديدة للأمريكان أفضل من ذلك لتحسين الصورة القبيحة التى انحصرت فى الدعم المطلق واللا حدود للكيان، هؤلاء غاب عنهم النصح والحكمة وإظهار صعوبة الموقف وخطورة هذه الممارسات الظالمة، للأسف الشديد أمريكا تملك ولا تمارس، تملك وقف الحرب على غزة ولكن للأسف لم تمارس هذا الدور بل زادت الطين بلة وقدمت لهم أحدث وسائل الدعم العسكرى من الأسلحة والآلات والخطط للاعتداء على شعب أعزل لا يملك من أمره شيئًا، أيضاً استخدمت حق الفيتو فى قرارات عديدة كانت كفيلة لوقف هذه المهزلة لكن أراد الله أن يفضحهم ويكشف نواياهم القذرة والاعتداء السافر على أشقائنا فى غزة، عاشت فلسطين حرة وعاصمتها القدس الشرقية.