> بعد ما يقرب من ثمانين عاماً مضت على الاحتلال الصهيونى البغيض لدولة فلسطين العربية الإسلامية المتجزرة فى التاريخ وبعد طول ليال حالكة السواد مليئة بالأسى ومرارة الظلم والدماء وأشرقت شمس الضحى ليولد الأمل الذى طال انتظاره عشرات السنين من رحم الألم بعد أن ذاق الشعب الفلسطينى ومازال مرارة الاحتلال والقتل وإراقة الدماء للنساء والأطفال والشيوخ والمرضى حتى الشباب لم يسلم من ظلم المحتل من أجل هذه الولادة المتعثرة وانتظار هذا اليوم، ليعيش الشعب الفلسطينى مع دول الجيران فى أمن وسلام دائم مثل باقى شعوب العالم الأحرار.
تحية لشرفاء العالم الذين أخذوا المبادرة الشجاعة ليعترفوا بفلسطين كدولة مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية هذا وإن دل فإنما يدل على أن الضمائر استيقظت ليرتفع علم فلسطين لأول مرة خارج أروقة الأمم المتحدة فى نيويورك سوف يسجل التاريخ دور هذه الدول الحرة وخاصة فرنسا ورئيسها – ماكرون – وبريطانيا العظمى التى كانت سبباً فى صدور وعد بلفور 1917 لإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين.. وكان بحق قد منح من لا يملك لمن لا يستحق – لتكون الدولة التى بادرت وبقوة برفع علم دولة فلسطين على أول سفارة لها وسط العاصمة البريطانية – لندن – وسط أوروبا – وعلى طول الخط كانت إسبانيا وكندا وكثير من الدول الشجاعة الذين رفعوا يد العصيان أمام أمريكا وإسرائيل،حيث قالوا وبشجاعة لا للظلم لا للاحتلال ولا للقتل والتهجير ومنع المساعدات.
كلمة حق.. لقد عزف المجتمع الدولى أعظم سيمفونية فى التاريخ فى أروع اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الاعتراف.. يحسب لأكثر من 157 دولة حرة الاعتراف بفلسطين كدولة بنسبة 81 ٪ من دول العالم.. يكفى أنهم أحرجوا الولايات الأمريكية ورئيسها ترامب صاحبة الفيتو المستمر والدائم الذى لا ينقطع.. تحية لهم يوم تركوا القاعة ساعة كلمة المجرم نتنياهو الذى قتل آلاف الأبرياء من أجل ابتلاع دولة وتهجير أهلها بالقوة من أجل التوسع للدولة المغتصبة والذى لم يكتف بابتلاع دولة فلسطين فحسب بل يطمع فى احتلال دول الجوار مثل سوريا ولبنان والأردن وللأسف يطمع فى سيناء الغالية.. الصهاينة لا يشبعون يريدون أن يحتلوا العالم بأسره لأنهم يزعمون أنهم شعب الله المختار دون غيرهم.
ماذا بعد الاعتراف.. أما آن الأوان لوقف نزيف الدم من خلال وقف الحرب المستعرة من طرف واحد وانسحاب الكيان المحتل الغاشم من أرض فلسطين وعودته لحدود الرابع من يونيو 1967 لتعيش الدولتان معاً فى جوار أمنى لتصبح كل دولة لها حدودها الآمنة وليعيش شعب فلسطين وإسرائيل فى سلام دائم لا يعكر صفوه أى طمع أو جشع.. ماذا لو انسحب الكيان من جميع الأراضى العربية مثل الجولان فى سوريا الشقيقة وجنوب لبنان وكذلك الأردن حتى تنعم دول المنطقة بالسلام المنشود الذى يسعى إليه شرفاء العالم.. نتمنى جميعاً أن يعم السلام العالم لتنعم كل الشعوب.. يا رب.