8 أشهر مرت منذ صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلطة لفترة ولاية ثانية غيرت وجه الولايات المتحدة خارجياً وداخلياً وأسست لأمريكا أكثر عزلة وأكثر معاداة للآخر وتسببت فى عدم الثقة فى الإدارة الأمريكية وفقدانها الكثير من الحلفاء.
حيث شنت أسوأ حرب فى تاريخها على المهاجرين.. وكانت القضية الفلسطينية الضحية الأكبر لسياسات ترامب بعدما أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو بممارسة أقصى قدر من الوحشية والقتل والتجويع ضد الأطفال والنساء الأبرياء فى القطاع المنكوب وتوسيع نطاق الاستيطان والاحتلال فى الضفة الغربية بكل عنف ثم السماح بالهجوم الإسرائيلى على قطر.
سياسات ترامب الصدامية أدت إلى إطلاق حرب التعريفات الجمركية ضد الحلفاء والخصوم على حد سواء ليخلق موجات من الحروب التجارية والأزمات الاقتصادية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.. أما الداخل الأمريكى فلم يسلم أيضاً من لمسات ترامب العشوائية.
منذ اليوم الأول له تعهد ترامب بالحفاظ على أمن إسرائيل الذى منحها الضوء الأخضر بأن تمد أذرعها للضرب على الجبهات السبع: غزة والضفة المحتلة ولبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران وترتكب جرائم اغتيالات غير مسبوقة وإبادة جماعية وتنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين قسراً وهو ما يشكل وصمة عار على جبهة القوانين والمؤسسات الدولية.
>>>
أعلنت دول غربية اعترافها بالدولة الفلسطينية فى خطوة تهدف إلى حل الدولتين والضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب فى غزة.. وفى الأمم المتحدة طرح الرئيس الأمريكى خطة سلام وإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة..لكن على أرض الواقع مازال مسلسل القتل والترويع والتهجير والتجويع والأوضاع الإنسانية الكارثية فى غزة مستمراً.
كلما زاد العنف الإسرائيلى زاد الدعم الأمريكى ولهذا خسرت أمريكا دورها كصانع للسلام.. بعدما تآمرت واشنطن مع تل أبيب فى الاعتداء على الدوحة على الرغم من أن قطر وقفت بكل جدية وإخلاص فى مفاوضات السلام.
خلاصة الكلام:
إن الحماية الأمريكية مكفولة فقط لإسرائيل ولا حماية أمريكية لغيرها فى المنطقة.. لقد تعرضت مصر على مدى عقود لضغوط شديدة وإغراءات كبيرة لكى تسمح بإقامة قواعد عسكرية غربية وشرقية على أراضيها لكنها رفضت بقوة وحزم رغم أنها دفعت ثمن ذلك باهظاً.. لن يحمينا سوى أنفسنا وتضامننا وتحالفنا معاً عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.. فهل استوعبنا الدرس؟!