حوار : أشرف توفيق
الفنان حازم إيهاب أحد أبرز الوجوه الشابة التى ظهرت على الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، حيث استطاع أن يحقق نجاحًا ساحقا بفضل ملامحه الهادئة التى تخفى خلفها بركانا من الطموح والعمق ، وموهبته الفائقة وصوته الرخيم المميز وقدرته على التعبير ، دخل عالم الفن فى سن مبكرة، ليظهر مهارات استثنائية فى مجال التمثيل والغناء، مما جعل له قاعدة جماهيرية كبيرة ومتنوعة.
ومن خلال مسيرته التى تتنوع بين الغناء والتمثيل، استطاع أن يثبت مكانته كأحد أبرز النجوم الصاعدين فى عالم الفن.، كانت بداياته فى مسرحية «هاملت والمليون» وخاض تجارب ناجحة فى الدراما والسينما فشارك فى مسلسل «عتبات البهجة» مع يحيى الفخرانى ومسلسل «أشغال شاقة جدا» رمضان الماضى «الجمهورية» التقت النجم الشاب الذى أسر القلوب بأدائه الصادق وحضوره المختلف ليحدثنا عن دوره فى حلقات «حكاية هند» وكواليس العمل وكيف تم التحضير للشخصية ومخاوفه وانطباعاته تجاه الحلقات ورأيه فى رد فعل الجمهور.
> شعار المسلسل الرئيسى اسم غريب، ما هو شعورك عندما سمعته للمرة الأولي؟
– فى البداية شعرت أن الجملة تحتاج إلى تفسير أكثر من مرة، وهذا جعلنى أنجذب إليها، فكرة «ما تراه ليس كما يبدو» شدتنى وأكدت لى أن الحكايات تحتوى على سرد مختلف، وتفاصيل وأمور وراء الجدران.
>كيف حضرت لشخصية طبيب الأسنان يوسف الدور الذى أديته ؟ وهل جلست مع متخصص مثلاً؟
فى الحقيقة لدى أقارب وأصدقاء مقربون أطباء أسنان، فكنت أتابع عملهم وأحصل على فكرة عما يقومون به، كما تحدثت مع بعضهم عبر الهاتف لفهم تفاصيل أكثر، خصوصًا فى الجانب التجميلى وليس الجراحي، أما شخصية يوسف نفسها، فكانت تحتاج إلى «مذاكرة ثقيلة» بينى وبين المخرج خالد سعيد، والمؤلفة هند عبد الله، مع مجهود كبير حتى أتمكن من تقديمها بالشكل المطلوب.
>هل تخوفت من رد فعل الجمهور على الشخصية خاصة أنها «سيكو»؟
– نعم، خفت جدًا وما زلت قلقًا حتى الآن، لأن الجمهور عندنا يشاهد بقلبه قبل عقله، وهذا قد يجعله يكره الشخصية دون أن يفصل بينها وبين الممثل، لكن عندما علمت أن هذه القصة حقيقية، وأن هناك شخصًا بالفعل عانى من هذه الحالة، قررت أن أتجاوز مخاوفى وأركز على تقديم يوسف بالشكل الذى شاهدتموه.
> حدثنا عن كواليس التعاون مع ليلى زاهر والمخرج خالد سعيد؟
– الكواليس كانت ممتعة جدًا، كنا دائمًا نضحك ونمزح، لكن فى البداية ليلى لم تكن «تطيقني»، لأننى كنت أستفزها فى المشاهد بطريقة تجعلها منزعجة منى حتى خارج الكاميرا، وكان ذلك يضحكنا فى النهاية لأنها تتقمص الدور جدًا، أما خالد سعيد، فهو بالفعل مخرج عظيم، يهتم بتفاصيل لا يلتفت إليها الكثيرون، مثل سلوك الممثل، أجواء البلاتوه، وهدوء المكان أثناء المشاهد المهمة، لديه رؤية وموهبة كبيرة، وأشعر أنه أمامه مستقبل مبهر، وأنا سعيد أننى كنت جزءًا من بدايته الإخراجية.
>حكاية «هند» مختلفة عن باقى حكايات المسلسل.. هل تفضّل تقديم فكرة من الواقع أم تفضل الخيال أكثر؟
– أنا أحب النوعين، الحكايات الواقعية لها طعم خاص وتأثير مختلف، لكننى أيضًا أحب جدًا الخيال العلمى Sci-Fi، بشرط أن يُنفذ وفق قانون واضح ومنهجي، حتى لو اخترعت شيئًا غير حقيقي، يجب أن يكون له عالم وقواعد واضحة نسير عليها. عندما يتحقق ذلك يصبح العمل أكثر تماسكًا، أما إذا تم الأمر بشكل عشوائى يفقد الخيال طابعه الحقيقي.
> هل قابلت شخصية مثل يوسف أو هند فى الواقع؟
– يوسف لا، لم أقابل أحدًا مثله، وربما لو كنت قابلته لكنت الآن فى السجن، لكن شخصية مثل هند نعم، قابلت، بل وكانوا قريبين منى أيضًا، والحمد لله لم أتركهم حتى ابتعدوا عن الشخصيات مثل يوسف.
> اعتماد المسلسل فى حكاياته كلها على الشباب.. هل جعلك مترددًا أم متحمسًا فى قبول الدور؟
– بالعكس، جعلنى متحمسًا جدًا، فى النهاية، الرؤية المستقبلية ستنتقل إلينا نحن الشباب. ومن الجيد أن المنتجين بدأوا يثقون بنا بهذا الشكل، هذه التجربة بمثابة صورة مصغرة لفكرة ما يمكن أن نقدمه فى المستقبل، كما أنها تجدد ثقة الجمهور بنا، وقد تمنح آخرين فرصًا أكبر، وهذا يمنحنا الأمل فى أن نكون حاضرين بشكل أكبر فى مواسم كبيرة وبها مشاهدات كثيرة مثل رمضان.
> هل كانت هناك منافسة بينك وبين زملائك من فريق العمل؟
– أرى أن كل واحد منا متميز فى مجاله، لذلك ليست هناك منافسة مباشرة على الأدوار. طبيعى أن تكون هناك منافسة شريفة، بحيث تقدم عملًا جيدًا يجعل غيرك يرغب فى تقديم الأفضل، وهذا لا يرتبط بمن يأخذ دور بقدر ما يرتبط بـ»من يستطيع أن يرفع المستوى أكثر»، ولو عدنا للتاريخ، سنجد أن المنافسة الصحية التى كانت بين نجوم مثل أحمد السقا، كريم عبد العزيز، محمد هنيدي، أحمد حلمي، وأحمد عز.. هى التى صنعت جيلاً عظيمًا من المبدعين وأفادت الجميع.
> هل أخافكم النجاح الذى حققته الحكايات الأولي.. أم أضافت إليكم ؟
– الأمران معًا، النجاح يضيف طبعًا ويحمسنا، لكنه أيضًا يضع علينا ضغطًا كبيرًا، لأن الجمهور ينتظر الأفضل دائمًا ولا يريد مستوى أقل، وهذا يعنى أنه يجب علينا أن نصعد للأمام لا أن نتراجع، وفى الوقت نفسه هذا الضغط مفيد، لأننا نعلم أننا سنُشاهد وأن الناس تركز معنا.
> هل وصل حازم إيهاب إلى مرحلة اختيار أدواره أم ما زلت تقبل ما يُعرض عليك؟
– الحمد لله وصلت إلى المرحلة التى أختار فيها الأعمال التى تعجبني، حتى فى هذا المسلسل عُرضت عليّ حكايات قبل «هند»، لكننى لم أشعر أنها مناسبة لى فاعتذرت، وعندما جاءنى الدور الذى قدمته فى «هند» تحمست جدًا له، وشعرت أنه الأنسب لى ، الآن أحاول قدر المستطاع أن أختار الأعمال التى تضيف إليّ وتناسبني.