تترقب الأوساط المعنية بقضية الشرق الأوسط ومحاولات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين فى قطاع غزة لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين، وسط تقديرات متصاعدة من وسائل إعلام إسرائيلية بشأن مؤشرات على أن ترامب قد يضغط بشكل مباشر على نتنياهو للتقدم بخطة واضحة لإنهاء الحرب علي قطاع غزة. وتتوقع مصادر مقربة من نتنياهو أن يطلب ترامب طرح جدول زمنى محدد لوقف الحرب، معتبرًا أن المسألة بالنسبة له يجب أن تنتهى سريعًا، وأضافت المصادر أن ثمة تحولاً فى لهجة ترامب تجاه غزة، رغم استمرار التنسيق الوثيق بين الجانبين.
جاء ذلك بينما نفت حركة حماس تسلمها أى مقترحات جديدة من الوسطاء بشأن التهدئة أو صفقة لتبادل الأسري، وأكدت استعدادها لدراسة أى مقترح جديد، مشيرة إلى أن المفاوضات توقفت منذ محاولة الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة لقادة الحركة فى الدوحة عاصمة قطر فى أوائل سبتمبر الجاري. كما أعلنت حماس استعدادها لدراسة أى مقترحات قد تصل من الوسطاء، بكل إيجابية ومسؤولية وبما يضمن الحفاظ على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية قد نقلت عن مصادر لم تسمّها، أن حماس أعربت عن موافقة مبدئية على الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى غزة مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، مع انسحاب تدريجى للقوات الإسرائيلية وفق خطة طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وفى سياق متصل، حذّرت عائلات الجنود الأسرى لدى حماس فى قطاع غزة من محاولة جديدة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشاره رون ديرمر لإفشال الخطة الأمريكية، داعين الإدارة الأمريكية إلى عدم السماح بتعطيل مبادرة ترامب.
ميدانيًا، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد الأرواح فى قطاع غزة، حيث توغلت الدبابات الإسرائيلية أمس فى عمق الأحياء السكنية بمدينة غزة، تزامنًا مع هجمات جوية وبرية فى القطاع المحاصر الذى يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية أوشكت على دخول عامها الثالث. فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن جنديًا أصيب بجروح متوسطة جراء شظايا إطلاق نار فى شمال قطاع غزة.
وقال شهود ومسعفون إن الدبابات توغلت بكثافة فى أحياء الصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان وحى النصر، مقتربة من قلب مدينة غزة ومناطقها الغربية التى يلجأ إليها مئات الآلاف من السكان، حيث عبّرت السلطات فى المدينة عن قلقها لعجزها عن الاستجابة لعشرات نداءات الاستغاثة.
كما قصف الطيران الحربى الإسرائيلى مناطق فى خان يونس، ومخيم النصيرات، ومخيم البريج، بالإضافة إلى استمرار عمليات نسف المبانى شمالى وجنوبى مدينة غزة فى حى الصبرة بالمدرعات المتفجرة.
وأكدت مستشفيات القطاع أمس استقبال 79 شهيدًا و379 جريحًا، نتيجة الغارات المكثفة التى شنتها قوات الاحتلال، والتى طالت مناطق عدة من شمال وجنوب غزة.وذكر مجمع ناصر الطبى أن مواطنًا من منتظرى المساعدات استشهد بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال رفح جنوبى القطاع، وأضاف أن رضيعة توفيت نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج.
وذكرت وزارة الصحة أن عدد الشهداء منذ بدء العدوان فى 7 أكتوبر 2023، ارتفع إلى أكثر من 66 ألف شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى 168,162 مصابًا، مطالبة المجتمع الدولى والأمم المتحدة بتوفير الحماية الفورية للمرافق الصحية فى مدينة غزة.
من جهته، كشف المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان عن انتهاكات خطيرة ترتكبها سلطات الاحتلال فى غزة، حيث قال إن إسرائيل تمارس ابتزازًا ممنهجًا بحق العائلات الفلسطينية، عبر تهديدهم بين خيارين إما التعاون مع قوات الاحتلال أو مواجهة القصف والتجويع والتهجير.وأوضح المرصد أن عائلات البكر والديرى ودغمش تلقوا عروضًا إسرائيلية لتشكيل ميليشيات لصالح الاحتلال مقابل البقاء فى مناطقهم، لكن بعد رفضهم، قٌصفت منازلهم، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 60 فردًا، مع وجود آخرين عالقين تحت الأنقاض.
أما فى الضفة الغربية المحتلة فقد اقتحمت قوات الاحتلال عددًا من الأحياء والقرى فى محافظة نابلس شمالاً، حيث داهمت مخيم عسكر القديم وأطلقت قنابل الصوت، إضافة إلى اقتحام منطقة الجنيد غرب المدينة.
وفى القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر عيسى العباسى بعد اقتحام منزله فى حى كرم الشيخ ببلدة سلوان.
من ناحية أخري، صادقت لجنة الأمن القومى فى الكنيست الإسرائيلى بالقراءة الأولى على مشروع قانون يُتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين ممن نفذوا عمليات ضد الاحتلال، وهو مشروع تقدم به وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير، ما أثار موجة غضب وتحذيرات من منظمات حقوقية محلية ودولية.