الفاسدون يقلبون الأبيض أسود والحق باطلًا والشريف متهمًا
معالى وزير التربية والتعليم،محمد عبداللطيف.. فى مدينة حلوان بدلًا من أن يُكرَّم من يكشف الفساد، يُهدَّد.. وبدلًا من أن تُصفق الأيادى للشرفاء، تُرفع الأصابع فى وجوههم بالوعيد.. هنا فى مدينتى مشهد عبثى يجرى الآن فى مدارسنا. فى حلوان لم تعد القصة مجرد إدارة تعليمية، ولا مجرد مديرة جديدة تجلس على كرسيها لتوزع توقيعات وابتسامات. القصة أكبر من ذلك بكثير..نحن أمام معركة حقيقية بين إرادة إصلاح تريد أن تبنى، ومافيا فساد لا تريد إلا أن تنهش. الحكاية بدأت منذ أن تولت الدكتورة سامية علام إدارة تعليم حلوان، ووضعت يدها على الجرح مباشرة: مخالفات جسيمة فى مدارس، تربح فاضح من بيع الزى المدرسى، إهمال فى الاستعداد للعام الدراسى..ملفات كانت مغلقة بإحكام، لكنها فتحت، وتحولت إلى تحقيقات رسمية.. أعقبها قرارات فورية ..شجاعة لم يعتدها الفاسدون. وهنا، بدأ الفصل المؤسف ؛الهجوم المضاد.. فجأة وبدون مقدمات ظهر وفد يطرق أبواب الإدارة..على الورق: زيارة تهنئة للمديرة الجديدة و فى الحقيقة: جلسة تهديد.. الرسالة واضحة: «إما أن تصمتى عن الفساد، أو سنفتح لك أبواب الجحيم». لم يكتفوا بذلك.. بل تطاولوا على عضو لجنة المتابعة التى كشفت المخالفات بنفسها، حتى خرجت من المشهد مكسورة، لا لشىء إلا لأنها أدت واجبها.. وكشفت المخالفات ..كان من المفترض أن تُكرم، فإذا بها تُجلد. هكذا يتعامل الفاسدون: يقلبون الأبيض أسود، والحق باطلًا، والشريف متهمًا. معالى الوزير، لست بحاجة لأن نذكرك أن هؤلاء الذين يثرون من عرق أولياء الأمور، ويحيلون المدارس إلى أسواق للسمسرة والابتزاز، ليسوا مجرد «أفراد»..إنهم شبكة. مافيا منظمة تعرف كيف تُناور وتضغط وتُهدد.. وإن تُركت لهم الساحة، فلن يسقط الشرفاء وحدهم، بل ستترسخ القناعة أن الفساد أقوى من القانون. معالى الوزير : المشهد ليس كله ظلامًا..ففى الجهة الأخرى هناك نموذجان يرفعان الرأس: الدكتورة سامية علام، و وكيلتها الأستاذة عبير الجلفى..قيادتان لم تخافا من مواجهة ماكينة الفساد، ولم يرضخا لابتزاز المنتفعين..قراراتهما قد تُغضب المتربحين، لكنها تُسعد كل ولى أمر يبحث عن مستقبل كريم لابنه، وكل معلم يريد أن يعمل فى بيئة نظيفة. معالى الوزير:هذه ليست معركة بين مديرة وبعض المديرين..هذه معركة بين «دولة نظيفة» و«عصابة». بين من يريد أن يعيد للتعليم احترامه، ومن يريد أن يحوله إلى صفقة. هى قضية كرامة لنا جميعًا. معالى الوزير، إن الرسالة التى يجب أن تخرج من وزارتك اليوم ليست بيانات عن لجان ومتابعات، بل إعلان صريح: أن الوزارة تحمى المخلصين، وتدوس على الفساد بلا تردد. أن زمن «أغلق الملف وامشِ» انتهى، وأن زمن الحساب قد بدأ. التاريخ لا يرحم..والناس لا تنسى. كل لحظة صمت تُمنح لهذه المافيا هى رصاصة جديدة تُطلق على التعليم فى مصر..وكل موقف شجاع يُتخذ هو لبنة تُضاف فى جدار الأمل. فلتكن شجاعتك بحجم المعركة، معالى الوزير. ولتعلم أن أبناء حلوان ليسوا متفرجين. نحن شهود، شركاء، ومقاتلون فى هذه المعركة..سنقف خلف الشرفاء، ونكشف الفاسدين، ولن نسمح أن يُهزم الحق أمام حفنة من تجار التعليم. ونصيحة أخيرة: لا تدع الوزارة تبدو كمن يوزع «جوائز ترضية» على الفاسدين، بينما يترك الشرفاء للذئاب..ففى حلوان لم يعد لدينا استعداد لمزيد من العبث.. المسرحية انتهت، والجمهور فى انتظار إسدال الستار على الفساد، لا التصفيق له ..نحن فى انتظار قراراتك والتى اثق فى انها ستعيد الأمور الى نصابها الصحيح .